مباشرة بعد فيلم «أوديسة» للمخرج الراحل إبراهيم باباي والذي بلغ الى حد الآن الأسبوع الثالث في القاعات سينطلق يوم الاثنين 19 أفريل الجاري عرض فيلم تونسي آخر جديد بعنوان «دار الناس» اخراج محمد دمق.ويشارك في هذا الفيلم كل من المطرب محمد الجبالي والممثلين لطفي العبدلي ولطفي الدزيري ودرة زروق، وآمال السماوي، وسوسن معالج وأنيسة لطفي ومحمد كوكة. ويصور الفيلم حكاية شاب في الثاني والعشرين من العمر يدعي «هادي» يرسب للمرة الثالثة في امتحان الباكالوريا... ويتزامن رسوبه مع اشراف والده على التقاعد... ولكن قبل مغادرة هذا الأخير للعمل بشهر واحد يطلب منه مشغله خدمة تتمثل في «حراسة فيلته» طيلة فترة الاجازة الصيفية... وهكذا تتحول العائلة رغم معارضة «هادي» في الأول الى «الفيلة» الفاخرة للاقامة في منزل صغير مجاور... وهناك يكتشف الابن الشاب عالما آخر بعد وقوعه في غرام فتاة تقيم في نفس الحي الراقي... ورغم معارضة الأب دخول «الفيلا» (دار الناس) يقوم «هادي» على استغلالها لاستقبال أصدقائه الجدد واقامة الحفلات الصاخبة... في الأثناء يعود شقيقه الأكبر من أوروبا فيكشف له التناقضات والصراعات التي يعيشها المجتمع... وهكذا تبدأ أحلامه في التلاشي والزوال... وفيلم «دار الناس» أو «الفيلا» كما في النسخة الفرنسية هو ثاني فيلم طويل للمخرج محمد دمق بعد فيلم «الكأس» الذي أخرجه عام 1986 ... كما أنجز عدة أفلام وثائقية، وأشرطة قصيرة... و»دار الناس» أو «الفيلا» في الواقع هو من تأليف الصحفي محمد محفوظ كتبه في بداية الثمانينات وقد أعاد صياغته محمد دمق مع الحفاظ على نفس الأحداث والشخصيات وخصوصا الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي طبعت فترة الأحداث وهي بداية الثمانينات في تونس... ويقول المخرج أن هذه الفترة وتحديدا صائفة 1983 التي تدور فيها أحداث الفيلم هي الفترة التي سبقت «ثورة الخبز» وهي الفترة التي عرفت فيها البلاد أشد أزماتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية... والفيلم في نظر المخرج هو حكاية الزمن المتغير، تغير الأحياء وتغير البلاد والانبهار بالغرب والفيلم عموما كما يقول المخرج محمد دمق هو دعوة إلى التريث ودراسة الأشياء قبل اتخاذ أي قرار أو فعل...