انطلق أمس الخميس بمدينة سوسة المهرجان التاسع للمبدعات العربيات وذلك باشراف الدكتور عبد الباقي الهرماسي وزير الثقافة والشباب والترفيه وبحضور عدد من ضيفات وضيوف المهرجان من مختلف الاقطار العربية وذلك للتداول طيلة ثلاثة ايام وهي مدة المهرجان في موضوع المرأة العربية والابداع الموسيقي فنا وعلوما وهو المحور الذي اختاره منظمو هذا المهرجان لدورة ربيع 2004. ومن خلال متابعة «الشروق» لوصول المشاركين فان دورة هذه السنة تتميز بحضور كل المدعووين الذين وقعت برمجتهم باستثناء الدكتور نبيل شوري وكيل كلية التربية الموسيقية بالقاهرة الذي لن يحضر حسب السيدة نجوى المستيري مديرة المهرجان في حين ان بقية الضيفات والضيوف وهم أساسا من مصر ولبنان وسوريا والاردن والكويت قد حلوا بعد بمدينة سوسة. إضافة الى تنوع وطرافة المواضيع التي سيتطرق لها المحاضران في هذا الملتقى فان السمة البارزة في دورة هذه السنة هي كثافة المشاركة التونسية وعن المحاور المندرجة ضمنها فالاستاذة سندة زين العابدين أستاذة التعليم العالي ستتناول موضوعا غاية في الأهمية وهو صورة المرأة من خلال موسيقى الأفلام العربية وهو موضوع مستحدث ومجرد الخوض فيه يتطلب دراية بالموسيقى التصويرية فضلا عن إلمام بالسينما العربية والمصرية على الأخص منذ بداياتها. أما السيدة منى العماري فانها ستتناول موضوع ترميم الآلات الموسيقية وهو موضوع طريف وعملي باعتبار أن صنع الآلات وترميمها والابتكار فيها يعد أحد وجوه الابداع الموسيقي وللسيدة منى العماري تجربة ثرية في المجال لا شك انها ستكون محل متابعة خاصة من قبل الضيوف العرب. الوجع العراقي سيكون حاضرا في هذا الملتقى حتى وان كانت من خلال الموسيقى اذ اختارت الأستاذة سميحة بن سعيد المدرسة بالتعليم العالي موضوع ابداعات المرأة العراقية في المجال الموسيقي في مختلف المراحل التاريخية التي مر بها العراق، اما الدكتور صالح المهدي وباعتبار الابعاد المتعددة لتجربته في مجال البحوث الموسيقية فقد اختار مساهمة الموسيقيات العربيات في الحضارة الاسلامية وهو موضوع ثري وداحض لادعاءات الأدعياء الذين لا يخلو منهم عصر والذين يقفون في وجه الابداع النسائي في البلدان الاسلامية. واذا ما أخذنا بالاعتبار الاول المشاركات العربية المتنوعة في هذا المهرجان وخصوصا مشاركة الاستاذة هبة القواس من لبنان حول ابعاد الموسيقى الشرقية العربية وسمر طه وهي ناقدة موسيقية لبنانية ايضا اختارت مغنيات بغداد في القرن العشرين موضوعا لبحثها، اذا ما اخذنا بالاعتبار هذه المواضيع فانه يمكن الاطمئنان الى أن دورة هذه السنة من ملتقى المبدعات سيكون مناسبة أكاديمية حقيقية لبحث مواضيع تتعلق بفن من أكثر الفنون تأثيرا في الناس وفي الذوق العام وهو امر قد يشكل فرصة للوقوف في وجه الرداءة التي تروجها الفضائيات التجارية المعتمدة على الاغراء والابحاث الجنسية. ملاحظة اخيرة تتعلق بهذا الملتقى وهي ضرورة ان تكون له ذاكرة يشرف عليها ذوو الكفاءة وتكون مرجعا للدارسين والباحثين والا فلن يكون لهذا الجمع العربي من فائدة في اجتماعه.