أشاد جاسم المناعي المدير العام لصندوق النقد العربي بأداء الاقتصاد التونسي وقال ان تونس أصبحت قطبا ناجحا في المنطقة ومحط أنظار المستثمرين في الوطن العربي والعالم نظرا للاصلاحات الناجحة التي قامت بها ومعدات التنمية الاقتصادية والبشرية التي حققتها. وأضاف المناعي في تصريحات خاصة «للشروق» بمناسبة التوقيع على عقد القرض الثالث المقدم لتونس في اطار تسهيل الاصلاح الهيكلي في القطاع المالي والمصرفي من صندوق النقد العربي في الكويت الأسبوع الماضي والذي حضرت وقائعه «الشروق» وقام بالتوقيع عليه السيد توفيق بكار محافظ البنك المركزي وعن صندوق النقد العربي الدكتور جاسم المناعي المدير العام ورئيس مجلس ادارة الصندوق وتبلغ قيمة القرض 175.5 مليون دينار عربي حسابي أي ما يعادل حوالي 23 مليون دولار أمريكي. وبهذا القرض الجديد يصل عدد القروض المقدمة من الصندوق إلى تونس حتى الآن عشرة قروض بلغت قيمتها الاجمالية 43 مليون دينار عربي حسابي أي ما يعادل حوالي 190 مليون دولار أمريكي. وأكد د. جاسم المناعي في تصريحاته «للشروق» على أن العلاقات بين تونس والصندوق متميزة وأن هناك ارتياحا وسعادة بالأداء الاقتصادي التونسي والصندوق دائما على استعداد أن يكون له تواجد في تونس، ويسهم في السياسات المنفذة بدقة برعاية الرئيس زين العابدين بن علي. وأضاف أن طبيعة هذه الاتفاقية تعكس التزام صندوق النقد العربي بتوفير قرض لاصلاح القطاع المالي والمصرفي بتونس في حدود 23 مليون دولار وهذا النوع من القروض يعتبر الثالث من ناحية تركيزه على القطاع المالي المصرفي لكن من ناحية عدد القروض التي وفرها صندوق النقد العربي لتونس يصل الى عشرة قروض بمبلغ 190 مليون دولار هذا بالاضافة الى ما يوفره برنامج تمويل التجارة العربية أحد آليات الصندوق من تسهيلات ائتمانية لدعم قطاع التجارة في بلادنا العربية وجدد تأكيده على علاقة البرنامج بتونس والتي وصفها بأنها ممتازة ومشجعة ونموذجية وقد وفر البرنامج التسهيلات الائتمانية بما يزيد عن 220 مليون دولار تقريبا وبين الصندوق والبرنامج بما يفوق 400 مليون دولار ولكن هناك نشاطات هامة يوفرها الصندوق تتجاوز القضية المالية وهي متعلقة بالاستثمار في العنصر البشري وبالتحديد دور الصندوق ومساهمته في تكوين الكوادر وصقل المهارات العربية من خلال معهد السياسات الاقتصادية والتدريب والذي قام بتوفير أكثر من 100 دورة وورشة عمل استفاد منها ما يزيد عن 3600 مشارك من الدول العربية واستفاد منها من تونس حوالي 212 كادر نعتز بهم جميعا وشاركوا بفاعلية في الدورات والورش. وقال المناعي : أرجو ألا تفوتني الفرصة للتأكيد على أهمية هذه النشاطات وعمق العلاقة التي تربطنا بتونس وأيضا أؤكد على استعدادنا المستمر لتوفير الدعم لتونس... وهذه الجهود لا تذهب سدى بل على العكس هناك نتائج طيبة في الدول العربية وعلى رأسها تونس ولها أداء اقتصادي مشجع ومشرف ويعطينا الأمل في أن تتمكن اقتصادياتنا العربية من تحقيق معدلات مشرفة تتناسب مع طبيعة المرحلة والتحديات التي تواجه عالمنا العربي وأنا واثق من أن الدول العربية على دراية بهذه التحديات ولذلك تتخذ دائما خطوات جادة في طريق الاصلاح وتعزيز الأداء الاقتصادي بما يحسن من معيشة المواطن ويوفر فرص العمل. وأخيرا أكد جاسم المناعي مرة أخرى على احترامه لأداء تونس الاقتصادي في ظل رئاسة الرئيس زين العابدين بن علي. جدير بالذكر أن القرض الذي تم التوقيع عليه يهدف الى دعم ودفع جهود السلطات النقدية التونسية في اصلاح القطاع المالي والمصرفي ويتضمن برنامج الاصلاح الهيكلي المتفق عليه والمصاحب للتسهيل جملة من الاجراءات تستهدف تطوير السياسة النقدية وتحسين كفاءتها وذلك لارساء البنية والشروط الأولية اللازمة لضمان نجاح الانتقال في المدى المتوسط نحو أسلوب استهداف التضخم في ادارة السياسة النقدية وما يمثله ذلك من ركيزة رئيسية لتقوية السياسات الاقتصادية الكلية اللازمة لدعم توجهات الحكومة على صعيد تعزيز خطوات الاندماج بالاقتصاد العالمي.
