وقفت حماة أمام هيئة الدائرة ا لجناحية بمحكمة بن عروس الابتدائية متهمة زوج ابنتها بالاعتداء عليها بالعنف الشديد فيما وقف المتهم للدفاع عن نفسه فأسال دموع بعض الحاضرين. ورد في وقائع هذه القضية أن زاعمة الضرر تحولت إلى محل عمل صهرها المحاذي لمنزل العائلة لفضّ خلاف نشب بينه وبين ابنتها غير أن المتهم اشتد غضبه وثار وأخذ موسى من بين أدوات عمله (إسكافي) واعتدى عليها. فتوجهت إلى أقرب مركز للأمن حيث رفعت شكواها.. مثل المتهم أمام القضاء موقوفا وعمد أثناء مساءلته إلى الدفاع عن نفسه فعاد إلى تقليب أوراق حياته الزوجية وروى صور مأساته على مسامع الحاضرين بأسلوب درامي شدّ إليه الانتباه... له السجن... ولأبنائه الملجأ حدّث قال: «تزوجت وأكملت نصف ديني ولم أكن ذا مال لقد كنت كادحا بالكاد أوفّر ضروريات الحياة وكانت زوجتي في البدء متفهمة فطلبت مني الإقامة في منزل والديها فلم أمانع وشاركت حماتي منزلها.. مرّت سنوات أنجبنا أثناءها ثلاثة أبناء (5 و6 و7 سنوات) ورغم أني كنت ملتزما برعاية عائلتي من خلال الاجتهاد في العمل إلاّ أني غالبا ما أجبر على القيام بشؤون البيت والعناية بالأبناء لأن زوجتي كثيرا ما تغادر البيت صباحا لتعود مساء... وقد ساءني سوء سلوكها وتجاوزاتها التي لاتنتهي فحاولت إيجاد أرضية للتفاهم معها غير أني كنت أصطدم كلّ مرّة بعنادها وإصرارها على تجاهلي حتى نشب بيننا خلاف انتهى بي حينها أمام القضاء متّهما بالاعتداء بالعنف الشديد على زوجتي وحكم عليّ بالسجن مدّة عام... وأضاف أن زوجته استغلت فرصة إقامته في السجن لقضاء العقوبة ووجدت نفسها طليقة فغادرت محل الزوجية ورحلت لتعيش بإحدى مدن الساحل في حين تدخّل المحسنون ونقلوا الأبناء إلى إحدى قرى الأطفال حيث مكثوا إلى أن أكمل والدهم عقوبته وغادر السجن المادي ليسجن نفسه بنفسه على حد تعبيره في دائرة البحث عن مخرج للوضعية الأليمة التي يعيشها أبناؤه. ولم يكن لديه من خيار سوى العمل على إصلاح ذات البين فاتصل بزوجته وأقنعها بالعودة إلى البيت كما أخرج أبناءه من ملجئهم وعادت الحياة إلى المنزل وكأن شيئا لم يكن... وتدخّلت الحماة! نعم الزوج أياما بالاستقرار فأعاد فتح المحل للعمل وهنأ بعودة الابتسامة لأبنائه الذين يمثلون كلّ شيء في حياته فلأجلهم كان مستعدا للتضحية بأغلى ما عنده... غير أن زوجته عادت حسب روايته إلى سابق تصرفاتها وأصبحت تستأذنه لمرافقة أمها فيقضيان اليوم كاملا لتعوادا في المساء... قبل بالأمر الواقع عسى أن تثوب أم أبنائه إلى رشدها لكنها لم تفعل... وجاء يوم فاضت الكأس فرفض الإذن لها بالخروج وتمسك بقراره إلى أن جاءته حماته إلى محل العمل ودون مقدمات أشبعته سبّا وشتما ثم بعثرت محتوى المحل وألقت بأدوات عمله خارجا... تماسك في البدء حتى ضجر فخرج إلى الشارع ورمى المحل بالحجر بغية إخراجها فأصابها في رجلها.. «نعم أصبتها ولكن ليس بموسى كما تدّعي...». ويصمت المتهم فيتدخل القاضي وقد ثبت لديه وقوع الاعتداء ليرجىء الحكم في القضية إلى جلسة لاحقة.