كثرت حالات الاصابة بالجلطة القلبية فما هي أسبابها؟ وهل من سبيل لتفادي مخلفاتها؟وقبل الاجابة عن هذه الأسئلة لا بد من تحديد معنى «السكتة القلبية» وما علاقة بعض الأمراض بهذه الآفة؟ وما مدى تأثير العامل الوراثي في الاصابة بالجلطة؟ حملنا هذه التساؤلات الى الاختصاصي في أمراض القلب والشرايين، الدكتور مبروك التيس الذي أكد أنه يجب التفريق أولا بين الذبحة الصدرية وبين التنبيه بالجلطة القلبية والجلطة القلبية فالأولى هي عبارة عن ألم في الصدر جراء انسداد العروق أو الشرايين التاجية والثانية أي (التنبيه بالجلطة القلبية) هي مرحلة تسبق تكوّن الجلطة القلبية وهي حالة استعجالية يجب على المريض فيها أن يعالج في وحدة انعاش قلبية لحمايته. أما الجلطة فهي انسداد كلي للشرايين التاجية للقلب ينجر عنها تلف في عضلات القلب. علامات ويؤكد الدكتور م.ت ان علامات الجلطة القلبية تأتي في شكل آلام في الصدر وهي في الغالب آلام فجئية تزيد مدتها عن 30 دقيقة ومن العلامات الأخرى حرارة في القلب وآلام قوية تتسرب إلى أعلى الرقبة وأسفل الذقن واليد اليسرى وتكون هذه العلامات أيضا مصاحبة بتعرق وغثيان وبتجشىء. وعن أسباب السكتة القلبية يوضح أن أكثر الأسباب هي الاصابة بمرض سابق فأكثر الناس عرضة للجلطة هم أولئك الذين يشكون من مرض السكري ومن ارتفاع ضغط الدم أو يعانون من ارتفاع نسبة الكولسترول، كما أن التدخين وهو آفة العصر يعد من الأسباب المباشرة اضافة الى أسباب أخرى كالارهاق وكبر السن وعوامل وراثية. وتجدر الاشارة إلى أن تغير نوعية استهلاكنا الغذائي والإفراط في تناول الحلويات والدهنيات لها دور أيضا باعتبار أن مثل هذه المواد تمهد لتصلب الشرايين. أمام هذا فإنه يجب المحافظة على عاداتنا الغذائية التقليدية التي تعتمد بالأساس على الخضروات (للإشارة هنا أن سكان حوض البحر الأبيض المتوسط أقل عرضة للأصابة بالسكتة القلبية من سكان المناطق القطبية والمناطق السكندنافية لأن نمط استهلاكهم يعتمد على الخضروات. وينصح الدكتور مبروك التيس باتباع حماية أولية فعلى كل إنسان مدخن أو حامل لمرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو الكوليسترول يبادر في مرحلة عمرية (بين 35 40 سنة) الى اجراءكشوفات قلبية دورية مرة كل سنة يقوم فيها بتخطيط القلب والتخطيط أثناء المجهود البدني. كما أن القيام بتحاليل دورية لنسبة السكري في الدم والكولستيرول والكلى خطوات عامة لتفادي الجلطة هذا الى جانب الالتزام بنصائح الطبيب وتناول الدواء بصفة منتظمة وعدم التهاون عند الإحساس بالألم كما أن ممارسة النشاط الرياضي بعد الاستئذان من الطبيب هام أيضا. وتؤكد الاحصائيات أن الجلطة القلبية تقتل واحدا من بين كل أربع من ضحاياها كما أن نسبة الاصابة بالسكتة القلبية في العالم في ارتفاع ملحوظ رغم مجهودات الحماية الأولية.