تمكنت فرقة الابحاث والتفتيش التابعة للحرس الوطني بصفاقس مساء يوم الاثنين الفارط من القاء القبض على مواطنين من دولة عربية شقيقة بصدد عرض كمية هامة من مادة «الزطلة» امام أحد النزل المعروفة بالجهة، وقد تسنى للمحققين حجز المادة المخدرة لتنطلق الابحاث مع المتهمين. والواقع ان طريقة الايقاع بالمتهمين وهما متلبسين لم تكن يسيرة بالمرة، اذ تطلبت من محققي الفرقة أبحاثا دقيقة وسرية امتدت على فترة زمنية طويلة نسبيا، وكان منطلق البحث في هذه القضية معلومة ضبابية وغير مدققة تفيد أن أحدهم وهو شاب من دولة عربية مجاورة سبق له وان زار بلدنا وروج كميات من «الزطلة» بين بعض الشبان من الجهة. ونظرا لاهمية الموضوع، تجند المحققون للبحث عن المشتبه فيه فكشفت التحريات انه خارج حدود الوطن لكن عودته مجددا الى تونس وتحديدا الى مدينة صفاقس ممكنة ومرتقبة باعتباره كان قد وعد بذلك. ولئن لم تكن عودته ثابتة، إلا أن محققي فرقة الابحاث والتفتيش اتخذوا كل الاجراءات الكفيلة للايقاع به، حتى كانت بداية هذا الاسبوع لما شوهد «مروج الزطلة» بشوارع مدينة صفاقس ويروم قضاء فترة بالجهة. وبحلوله بصفاقس كان بامكان المحققين ايقافه للتحرري، معه الا انهم خيروا التريث ومراقبته في سرية تامة لمعرفة دائرة نشاطه وعلاقاته والتأكد من صحة المعلومة التي كانوا قد حصلوا عليها في وقت سابق. وفعلا هذا ما حصل، اذ عمد المتهم، زوال يوم الاثنين الى التحول الى أحد النزل بصفاقس ورابط امامه متصفحا الوجوه بحثا عن «زبون» تبدو على ملامحه امكانية اقتناء كمية من «الزطلة»، لكن في لحظات الانتظار فوجئ المروج بمحققي الفرقة على مقربة منه ويعتزمون التثبت في هويته. أمام الباحثين، بدا الشاب رصينا ولبقا في الحديث عند تقديمه لهويته، لكن هذه الرصانة لم تمنع المحققين من دعوته لمقر الفرقة لمزيد التحري، وهناك انكشف القناع لما عثر الاعوان على كمية هامة من الزطلة وزعها المتهم باحكام بين حقيبة ملابسه وطيات ثيابه. وبحجز الكمية وانطلاق التحقيقات اصر الشاب ان المحجوز ورغم ضخامته كان قد جلبه من بلده للاستهلاك الشخصي فقط، كما اصر المتهم على انه لا تربطه أية علاقة بأي شخص ثان او ثالث ربما يكون شريكا. مجمل هذه الاعترافات لم تقنع اعوان فرقة الابحاث والتفتيش اذ لاحظوا فيها تسترا على أطراف اخرى، فاحتفظوا بالمتهم رهن الايقاف، وواصلوا تحرياتهم بعيدا عن أقواله، وبالتركيز على دائرة علاقاته، اتضح وان المتهم زار بلدنا مرفوقا بشخص ثان فاتجهت عناية المحققين لمعرفته وهو ما تسنى لهم في اقل من 12 ساعة، اذ اتضح وان المتهم الرئيسي قدم الى صفاقس رفقة احد مواطنيه، لكن بجلب هذا الاخير انكر ما سب اليه، الا ان دقة الاسئلة جعلته يعترف. المتهمان الان رهن الايقاف في انتظار نتائج تحاليل سوائلهما ومزيد التحري للكشف عن أسرار اخرى ربما يحرص المتهمان على اخفائها.