تمكّن كما هو معلوم المنتخب الوطني التونسي من الانتصار على نظيره المالي بنتيجة (1 0) والهدف بإمضاء اللاعب محمد الجديدي في الدقيقة 56 خلال اللقاء الدولي الودي الذي احتضنه يوم الأربعاء الماضي ملعب الطيب المهيري بصفاقس وهو انتصار معنوي لعناصرنا الوطنية بعد هزيمتهم أمام الكوت ديفوار. المقابلة في حد ذاتها لم تبلغ مستوى فنيا رفيعا بل كانت متوسطة في جملتها لكنها مفيدة وعقب اللقاء كان ل»الشروق» لقاء مع مدربي الفريقين روجي لومار ومامادو كيتا الى جانب بعض الفنيين وكذلك رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم السيد حمودة بن عمار فكانت التصريحات التالية: * روجي لومار (مدرب المنتخب التونسي) تعاقدنا من جديد مع الانتصارات وهذا شيء هام جدا بعد أن وجدنا صعوبات كبيرة في الشوط الأول ا أحدث لنا المنتخب المالي العديد من المشاكل. الانتصار جاء في وقته ويبدو أن مدينة صفاقس طالع خير على المنتخب الوطني الذي حقق فيه انتصاره الثاني على التوالي بعد البينين (تحت اشرافي). لم يحضر الجمهور بالاعداد التي كنت أنتظرها ويبدو أن ذلك عائد لبرمجة المباراة وسط الأسبوع وإن المنتخب الوطني في حاجة ماسة للتشجيع والمؤازرة. لقد تجاوزنا الصعوبات وأدركنا هدفنا وهو الانتصار بعد خيبة الكوت ديفوار الذي كبدنا هزيمة بدت ثقيلة رغم أننا قدمنا مردودا طيبا. المهم بالنسبة لنا في هذه المباراة أمام المنتخب المالي أننا انتصرنا ولعبنا حسب الامكانات المتوفرة لدينا وأن عادل الشاذلي قام بدوره على مستوى وسط الميدان وإني لا أعترف باللعب الفردي أو بلاعب يطلقون عليه «صانع ألعاب» فنحن مع اللعب الجماعي. بالنسبة للمنافس كنا نعرفه جيدا فهو يمتاز بالفرديات ويملك لاعبين من أعلى طراز وبكل صدق فإن الفريق المالي صعب المراس وقدم مباراة طيبة سنواصل تحضيراتنا وسنواصل العمل مع احترام كل المبادئ وخلاصة القول اني مرتاح لمردود أبنائي. * مامادو كيتا (مدرب المنتخب المالي) كانت مقابلة كبيرة أعطى خلالها كل فريق ما عنده. لقد لعبنا ضد بطل افريقيا وهذا شرف لنا لكن كان بإمكاننا التهديف على غرار ما فعل المنتخب التونسي. صحيح أننا لم نتحكم في المباراة وهذا عائد لغياب عديد اللاعبين المحترفين وقد أعطينا الفرصة للشبان (المنتخب الأولمبي). المنتخب التونسي كان جاهزا فنيا وكان على أتم الاستعداد وكان لاعبوه على درجة كبيرة من النضج وقد نجح المدرب لومار في عمله. لم أتسلم المنتخب المالي إلا منذ 3 أيام وهي أول مباراة دولية ودية نجريها بعد نهائيات كأس افريقيا للأمم. والمنتخب التونسي سيكون محل أنظار كل الفرق الافريقية التي تبقى غايتها الانتصار عليه باعتباره حامل اللقب. * غازي الغرايري (مدرب درجة ثالثة) مردود النادي الصفاقسي لم يقنع خاصة في الشوط الثاني أما في الشوط الأول فقد كان أقل من المتوسط ويبدو أن تعدد الغيابات أثّر على الاداء والآليات على مستوى التجانس. هناك العديد من التغييرات على مستوى المراكز فعلاء يحيى نجده على اليسار وهو مركز يشغله لأول مرة وسيف غزال بعده لأول مرة كأساسي في محور الدفاع مع خالد بدرة الى جانبهما نجد وجيه الصغير وهي تركيبة جديدة في إيقاع المنتخب وكذلك الشأن في وسط الميدان والهجوم وهذا في ظل الغيابات المتعددة وكانت النتيجة انعدام التجانس والآليات وفقدان النسق. الجهة اليسرى كانت مشلولة مما أجبر المدرب على اقحام البحايري الذي أعطى الحيوية اللازمة في بداية الشوط الثاني وجاء هدف التفوق في الدقيقة 56 لكن خلال النصف ساعة الأخير للمباراة لم نشاهد شيئا يذكر وعموما لم يظهر منتخبنا في ثوب البطل. * طارق عبد العليم (مدرب مصري للحراس) تعتبر النتيجة التي حققها المنتخب التونسي مرضية ومفيدة في نفس الوقت بما أنها جاءت لتضمد جراح هذا المنتخب بعد هزيمته أمام الكوت ديفوار ومع ذلك فإن أبناء المدرب روجي لومار لم يبلغوا الأداء الذي تعودنا عليه والذي قدموه في نهائيات كأس افريقيا للأمم وهذا لا يمنعني من التأكيد على أن خط دفاع ا لمنتخب التونسي والحارس خالد فاضل كان ممتازا وأعتقد أن النتيجة كانت ايجابية لتونس باعتباره حقق ذلك أمام فريق كبير وصل الى المربع الذهبي وقد أعجبني كثيرا حقي وبدرة وغزال وسانطوس وكذلك الحارس خالد فاضل. * جمال العيادي (مدرب درجة ثالثة) مردود المنتخب التونسي أمام المنتخب المالي كان متوسطا لا غير ونحمد اللّه أننا انتصرنا باعتبار أن هذا الانتصار له أبعاده على مستوى معنويات اللاعبين والاطار الفني. صحيح أن اللاعبين المتغيبين لهم وزنهم لكن كل اللاعبين الذين شاركوا في اللقاء هم من خيرة ما عندنا. لقد لعبنا بدون صانع ألعاب وهناك عدة لاعبين لم يظهروا بسبب التغيير الحاصل على مستوى المراكز ومع ذلك فقد برز العديد من اللاعبين على غرار حقي وسانطوس والجديدي. المنتخب المالي لم يظهر بالوجه الذي كنا ننتظره لكن أهم شيء بالنسبة لنا هي النتيجة لترميم المعنويات بعد هزيمتنا أمام الكوت ديفوار باعتبار لو حصل العكس قد تكون الكارثة، أما الملاحظة التي خرجت بها هو أن لاعب المنتخب لا يعطي كل ما عنده حيث يتعلق الأمر بمقابلة ودية فالمطلوب من اللاعب التونسي أن يعود للحماس والجدية التي عودنا بها في كأس افريقيا. * نزار خنفير (مدرب مساعد بالنادي الصفاقسي) مقابلة ودية لم نشاهد خلالها شيئا يذكر نسقها كان متوسطا لا غير ولن تعود بالفائدة على المنتخب التونسي نظرا للغيابات العديدة لمنتخبنا. * الناصر البدوي (حارس دولي سابق) بكل صراحة مازال المنتخب الوطني يبحث عن توازنه ولحد الآن لم يصل للمستوى الذي ظهر به في كأس افريقيا الأخير والنتيجة كانت ايجابية باعتبارها تساهم في عودة الثقة للاعبين لكن الآتي سنكون أصعب وهذا يتطلب الكثير من العمل المركز والجدية وعلينا مواصلة العمل بكل حزم وأن نقرأ لكل شيء حسابه باعتبارنا ستكون مستهدفين من كل الفرق الافريقية للاطاحة بنا لأننا نحمل اللقب الافريقي. * حمودة بن عمار (رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم) أريد في البداية أن أشكر بلدية صفاقس وولايتها على حفاوة الاستقبال وحسن التنظيم وهذا ليس بغريب على مدينة عريقة في حجم صفاقس وفي ما يتعلق بالمباراة فقد عدنا لحصد النتائج الايجابية وإن هزيمتنا أمام الكوت ديفوار كانت سحابة صيف عابرة لقد كنا اليوم أكثر تركيزا وإن مستقبل منتخبنا يبشر بكل خير إذ ليس من السهل الانتصار على فريق في حجم المنتخب المالي الذي ترشح للمربع الذهبي خلال نهائيات كأس افريقيا في تونس على كل فهي مباراة تحضيرية لكأس العالم وسنتقابل قريبا مع المنتخب الايطالي قبل أن ندخل في الجديات خلال شهري جوان وجويلية القادمين. * نور الدين البكوش