علمت «الشروق» أن وزارة التربية والتكوين تنهي هذه الأيام آخر استعداداتها الاجرائية والمادية والبشرية للشروع في انجاز العمل الضخم المقرر بداية شهر جوان القادم والذي يستهدف الوصول الى نتائج علمية وملموسة حول نظام المقاربة بالكفايات الذي شرع في تنفيذه في اطار السنوات الأولى من التعليم الأساسي طبقا لما جاءت به الاصلاحات التربوية الأخيرة المدرجة ضمن البرنامج التوجيهي. وتأكد ل»الشروق» أن العمل المشار إليه سيُنجز بواسطة قسم التقييم التابع للمركز الوطني للتجديد البيداغوجي والبحوث التربوية وأنه سيشمل عينة من 34 ألف تلميذ موزعين على النحو التالي: 26 ألف تلميذ من السنوات الرابعة أساسي التي تمثل السنة الثانية من الحلقة الثانية للتعليم الأساسي. 8 آلاف تلميذ من السنوات الثانية أساسي التي تمثل السنة الثانية من الحلقة الأولى للتعليم الأساسي. وعلمت «الشروق» أن العينة المختارة لانجاز العمل التقييمي موزعة على كامل جهات الجمهورية وعلى أكثر من 400 مدرسة ابتدائية وأن الهدف منها هو تقييم المكتسبات العلمية للتلاميذ على ضوء النظام التربوي الجديد الذي يعتمد على مبدإ المقاربة بالكفاية والابتعاد عن أصناف التقييم القديمة التي اعتمدت لأكثر من ثلاثة عقود في مؤسساتنا التربوية والمبنية على التقييم عبر الاعداد والمعدلات العامة التي تجمع اليها كل المواد التعليمية في حين كان التوجه الجديد للمقاربة بالكفايات الاساسية يتأسس على اسناد الملاحظات للتلميذ بحسب نوعية المادة بما يمكّن من معرفة مستوى تمكنه من كل مادة على حدة والتمييز بين قدراته على اكتساب المواد التعليمية والمعرفية المتعددة بما يسهل امكانية ادماجه وتوجيهه في حياته التعليمية تتم حياته العملية المهنية بحسب ما يستشعره في نفسه من قدرة وتمكن. وبحسب ما تحصلت عليه «الشروق» فإن العمل الذي ستنجزه وزارة التربية يقوم على اجراء اختبارات للعيّنة المختارة من التلاميذ في الفترة الممتدة من 1 الى 4 جوان القادم سيشرف عليها المساعدون البيداغوجيون للتعليم الابتدائي في عملية ستشهد تبادل لأدوار هؤلاء بين الجهات بحيث يجري الاختبارات مساعدون بيداغوجيون قادمون من جهات أخرى غير الجهات التي ينتمي اليها التلاميذ والمدارس المختارة في رغبة لتجنب كل الملابسات ولضمان حسن سير عملية التقييم وللحصول في النهاية على نتائج أقرب ما تكون للعلمية والموضوعية عبر الاجابة الواضحة عن سؤال مهم: هل أن المقاربة بالكفايات الأساسية مازالت تفيد أم لا؟ وعلمت «الشروق» من مصادر مطلعة أن السيد رؤوف النجار قد أبدى حزما كبيرا في اقرار توجهات هذا التقييم الذي يحدث لأول مرة بهذا الحجم الضخم وبطرق ومناهج أقرب الى الموضوعية وأشار السيد المنصف الزاهي الكاتب العام لنقابة التعليم الأساسي ل»الشروق» أن وزيرالتربية والتكوين قد أبدى تفهما كبيرا واستعدادا جيدا للتفاعل الايجابي مع نتائج هذا التقييم واقرار كل الاجراءات اللازمة عملا بما ستتوصل إليه عمليات التقييم المشار اليها وأن الوزارة مستعدة كامل الاستعداد لمراجعة ما يجب مراجعته من الاختيارات في ما يخص نظام المقاربة بالكفايات. وألح الكاتب العام لنقابة التعليم الأساسي على أهمية أن يتمّ الاستئناس بآراء ومقترحات كل الأطراف التي لها صلة بالمنظومة التربوية من رجال تعليم ومنظمات وجمعيات وأكاديميين وباحثين مختصين في هذا العمل الضخم حتى يتمّ الوصول إلى النتائج المرغوبة ويحصل وفاق حول الخطوات الواجب إنجازها في السنوات القادمة. يُذكر أن نظام المقاربة بالكفايات قد بلغ السنة الدراسية الحالية عامه الرابع لتُقفل بذلك الحلقة الثانية من التعليم الأساسي التي تشمل السنتين الثالثة والرابعة أساسي على أن تشهد السنة الدراسية القادمة الشروع في الحلقة الثالثة من هذا النظام والتي تشمل السنتين الخامسة والساسة أساسي.