بعد غياب عادت آمال علوان للخشبة في مسرحية جديدة «التأشيرة» بإمضاء البشير الدريسي. هذه المسرحية كانت منطلقا لهذا الحوار مع آمال علوان حول المسرح والسينما والتنشيط التلفزي وكشفت عنموقفها من هالة الركبي. * بعد غياب عدت للمسرح. كيف عشت هذه التجربة؟ آخر عمل قدمته في المسرح كان قبل ثلاث أو أربع سنوات في مهرجان قرطاج مع المخرج البشير الدريسي في أوبيرات: غنّ يا بلبل الفن والحياة. لكن دوري كان قصيرا في حين أن مسرحية «التأشيرة» التي عدت بها مع البشير الدريسي أيضا كانت ممتعة لأن الدور كتب خصيصا لي لذلك عشت هذه المسرحية بكثير من الحب والمتعة. * وكيف كان تعاملك مع الدريسي؟ البشير الدريسي هو ممثل أساسا لذلك وجدت معه راحتي في العمل لانه يدفعك دفعا للاجتهاد والبحث عن صيغ للدور ولا يترك لك مجالا لتنتظر اقتراحات المخرج. * يعني عاد لك الحماس للمسرح؟ أنا مريضة بالمسرح، ولا يوجد وجه مقارنة بين الشاشة والمسرح. الخشبة تطلب من الممثل أن يجتهد ويتعب لأنه في مواجهة مباشرة مع الجمهور في حين في التلفزة أو السينما هناك عناصر أخرى مكمّلة بل محددة لعمل الممثل. في المسرح أرفض تقديم التنازلات في التلفزة يمكن أن أقدم تنازلات أما المسرح فشيء مقدس جدا بالنسبة لي... لكن أنا لا أستطيع أن أقبل أي مشروع في المسرح لأن عندي مزاج خاص جدا وصعبة في اختياراتي. * ما هو نصيبك من التلفزة هذا العام؟ اختارني المخرج عبد الجبار البحوري لدور في مسلسل: «جاري يا حمودة» الذي كتبه المرحوم عفيف اللقاني ولطفي بندقة. * لماذا لا نراك في السينما؟ السينما التونسية تعادي الممثل التونسي فأغلب المخرجين يحبذون الهواة والغرباء عن التمثيل أو الاجنبيات من مصر أو المغرب أو الجزائر والممثلة التونسية لا تجد حظها في السينما. * لماذا حسب رأيك؟ السبب معروف وهو أولا الجانب المادي إذ أن الممثل المحترف لا يتنازل عن مستحقاته المتماشية مع تجربته ثانيا أن هناك أدوارا ترفضها الممثلة التونسية. * مثل ؟ أدوار الاغراء والعري والمشاهد الجنسية الساخنة. * لهذا تقاطعك السينما؟ نعم، شاركت في فيلم وحيد هو «صندوق عجب» لرضا الباهي وكان دوري محترما فأنا أرفض أدوار الاغراء وأرفض أن يعرّيني المخرج لأكون فرجة للمشاهدين وخاصة الجمهور الاوروبي الذي يقدم له الشرق على أنه حمام وجوار وجنس فوق السطوح. هذه صورة مشوّهة للمجتمع التونسي وأنا أرفض أن يكون جسدي فرجة، لأن المرأة ليست جسدا فقط المرأة عقل ومشاعر وعواطف ومواقف ويمكن أن تحب أو أن تكون مغرية دون أن تكشف عن جسدها. أنا زوجة وأم وأنحدر من عائلة محافظة وأعيش وأنتمي لمجتمع له تقاليده لا يمكن أن أقدم هذه التنازلات من أجل الشهرة أو «الكاشيه». * أفهم من كلامك أنك لست راضية عن السينما التونسية؟ طبعا، ومن يمكن أن يرضى عنها أنها سينما لا تحمل من تونس إلا الاسم وهي مخصصة للتصوير فقط لانه من المفروض أن يكون الحضور التونسي فيها حقيقة وليس وهما أو صورة مشوّهة ومنتقاة لارضاء الجمهور الاوروبي. * أين وصل مشروعك في التنشيط التلفزي؟ تخلّيت عن هذه الفكرة بعد الحرب التي واجهتني بلا ذنب. * تقصدين هالة الركبي؟ ليست هالة الركبي فقط كل المنشطين والصحف دخلت على الخط وكأني ارتكبت جريمة. * ما هي ملامح المشروع؟ أنا اقترحت على مدير قناة تونس 7 مشروعا أرقص فيه وأغني وأمثل وهذه منوعة لا أحد يمكن أن يقدمها غيري لكنني فوجئت بهجوم هالة الركبي عليّ وكأنني سآخذ مكانها في حين أن لكل منا تجربته فهي لا يمكن أن ترقص ولا أن تغني ولا أن تمثل في حين أن علاقتي بالركح تؤهلني أن أقوم بكل هذا لذلك أحبّني الجمهور واستلطفني. ففي كل قنوات العالم هناك منشطات يرقصن ويمثلن ويغنين فلماذا لا تتوفر في تونس منوعة بهذه المواصفات؟ هذا ما أردت أن أقدمه لكنهم حاربوني مع العلم أن هالة الركبي التي قالت أنني مازلت صفحة بيضاء لا تعرف أن لي 20 عاما في الفن وعندما كنت أمثل وأغني كانت طالبة في الصيدلة.