جددت الحكومة الأمريكية دعمها لخطة رئيس الحكومة الإسرائيلية أرييل شارون الخاصة بالانسحاب من قطاع غزة مقابل الاحتفاظ باحتلال أجزاء واسعة من الضفة الغربية، عقب رفض مركز تكتل الليكود تلك الخطة يوم الأحد. وقال بيان للبيت الأبيض الليلة قبل الماضية أن الولاياتالمتحدة «لن تفقد الأمل» في أن يطبق شارون الخطة. وأضاف البيان «رأينا لم يتغير، الرئيس أشاد بخطة شارون لإجلاء المستوطنات من غزة وجزء من الضفة الغربية باعتباره خطوة مهمة وشجاعة على طريق السلام، وسنتشاور مع رئيس الوزراء وحكومة إسرائيل حول المضي قدما» وكان شارون وعد الليلة قبل الماضية باتباع خيارات أخرى إلا أن من غير الواضح أنه سيكون قادرا على تنفيذ الخطة بدون دعم حزبه له. ويرى خبراء ومحللون في واشنطن أن نتائج تصويت مركز تكتل الليكود وجه ضربة إلى سياسة الرئيس الأمريكي جورج بوش لحل الصراع العربي الإسرائيلي، في وقت يتعرض فيه لضربات سياسية ودبلوماسية متتالية بزيادة الإصابات في صفوف قوات الاحتلال الأمريكي في العراق ونشر صور عن تعذيب المعتقلين العراقيين وتعريضهم لأوضاع مهينة في سجون الاحتلال. ولذلك فإنه كان أحوج ما يكون إلى أخبار جيدة من المنطقة تساعده في حملته الانتخابية. وكان بوش قام بمقامرة دبلوماسية ضخمة يوم الرابع عشر من شهر إفريل الماضي عندما تبنى بقوة خطة شارون ومنح الكيان الصهيوني تنازلات رئيسية مجانية على حساب الشعب الفلسطيني تتعلق بقضايا مفاوضات المرحلة النهائية الأمر الذي أثار ردود فعل عربية غاضبة. غير أن المسؤولين الأمريكيين جادلوا بأن خطة شارون تحمل بذور إنجاز في عملية التسوية المجمدة التي ستحاول اللجنة الرباعية في اجتماعاتها يوم غد في نيويورك تحريكها مجددا. وقال فلينت ليفريت، المسؤول السابق عن الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي والباحث حاليا في معهد بروكنيغز بواشنطن أنه «إذا سقط شارون وإذا لم يستطع أن يحقق شيئا فإن الحكومة الأمريكية تواجه حالة من الجمود» وأضاف أن حكومة بوش كانت تتعامل مع السياسات الإسرائيلية بأسلوب خطير بصورة كافية بإلقاء دعمها لشارون عندما كان في معركة قوية مع الليكود. وقال «إنهم عادوا الدول العربية المعتدلة والدول الأوروبية والتي يحتاجون إليها لتحريك الأمور وأضروا بمصداقيتهم مع أقسام أخرى من الدوائر الانتخابية الإسرائيلية.» ونسبت صحيفة واشنطن بوست إلى مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية قوله إن «هدف الحكومة (الأمريكية) الحقيقي من إعطاء شارون الشيك على بياض هو دعم تأييده السياسي في الداخل.. لقد دفعنا ثمنا كبيرا جدا ولم نحصل على مقابل.» وقد اعتبر صموئيل لويس، السفير الأمريكي الأسبق لدى تل أبيب أن رفض الليكود خطة شارون «إحراج دبلوماسي لحكومة بوش» وقال إن الحكومة الأمريكية كانت على خطأ لرضوخها للكثير من مطالب شارون الرئيسية بما في ذلك قولها أن بعض المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية سيتم الاحتفاظ بها في صفقة تسوية نهائية وأنه يتعين على الفلسطينيين التخلي عن حقهم بالعودة إلى ديارهم. وقال لويس أنه بدلا من ذلك كان يتعين على بوش تقديم دعم عام للخطة. ولا يزال المسؤولون الأمريكيون يأملون أن يكون شارون قادرا على دفع خطته إلى الأمام لأن استطلاعات الراي تظهر أن معظم الإسرائيليين يؤيدونها. وقد حاولت حكومة بوش في الأيام الأخيرة تأكيد اهتمامها للفلسطينيين مثل تعويم خطة استقرار اقتصادي لقطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي والتي تقوم في جزء منها بالاعتماد على الدعم المالي للبنك الدولي. قد اتصلت مستشارة بوش للأمن القومي كوندوليسا رايس الأسبوع الماضي ببعض الدول العربية حيث حثت مسؤوليها على دفع متأخراتهم المالية للسلطة الفلسطينية. كما أن مصادر مطلعة ذكرت أن العاهل الأردني الملك عبد الله طلب في رسالة خاصة على بوش أن يقدم البيت الأبيض رسالة ضمانات إلى الفلسطينيين تنص على الاعتراف بأنهم سيتلقون تعويضا مثل أرض إذا احتفظت إسرائيل بمستوطنات في الضفة الغربية. وقد وضع المسؤولون في البيت الأبيض مسودة مثل هذه الرسالة إلا أن من غير الواضح إن كان البيت الأبيض ميالا إلى منح الملك عبد الله ذلك. كما أن مصر قد سعت أيضا على ضمانات علنية من البيت الأبيض.