إبراهيم نوار الفجرنيوز:عقدت اللجنة التحضيرية للملتقى العربي الدولي لحق العودة مؤتمراً صحفياً في المركز الثقافي العربي بمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، أعلنت خلاله عن انطلاق الملتقى المزمع في 23 من الشهر الجاري، وذلك في قصر الأمويين (المؤتمرات) في العاصمة السورية دمشق. وأوضح معن بشّور رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى، أنّ لجنة المتابعة العليا للمؤتمر الوطني الفلسطيني الذي عقد في دمشق أوائل 2008، دعا عدداً من الهيئات العربية والدولية من أجل إحياء هذه الذكرى الحافلة بالمعاني والدلالات، لا سيما في ظلّ إصرار العدو على إعطاء المناسبة طابعاً احتفالياً لتكريس اغتصابه والتغطية على جرائمه. شعار الملتقى وقد اعتمد الملتقى لأعماله شعار "العودة حق"، وقد جاء الشعار حسب بشّور "انطلاقاً من أن فكرته وأهدافه تشدّد على ترسيخ حق العودة كأحد ثوابت فلسطين والأمة، ورفض أي مساومة أو مقايضة عليه ورفض مشاريع التوطين والوطن البديل واعتبار تطبيق حق العودة هو الرد الطبيعي على هذه الفكرة". وتابع بشّور "كما تشدّد أهداف الملتقى على أهمية استنباط خطاب إعلامي عالمي مستنير قادر على توسيع دائرة المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، كما يهدف الملتقى إلى اقتراح آليات وبرامج عملية تهدف إلى الدفاع عن حق العودة وإعطائه موقعه المركزي في القضية الفلسطينية". الزمان والمكان وحول الأسباب التي دفعت القائمين لإقامة الملتقى في هذا الوقت بالتحديد، قال بشّور "يأتي المؤتمر في الذكرى الستين للنكبة ويأتي أيضاً عشيّة الذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان (10\12\1948)، والذي يؤكد على حقّ كل إنسان في العودة إلى وطنه وبيته وممتلكاته ويدين فكرة اقتلاع الإنسان من أرضه، كما إن المؤتمر يأتي في الذكرى الستين لصدور القرار الدولي 194 الذي ينص على حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين". كما أشار إلى أنّ التوقيت مرتبط ب "المحاولات المحمومة" التي تبذلها جهات عدّة من أجل شطب حقّ العودة بشكل نهائي من ملف الحقوق الفلسطينية ورسم سيناريوهات مشبوهة للتوطين والوطن البديل. أمّا بخصوص اختيار دمشق دون غيرها من العواصم فقد جاء لكون سورية "تستضيف واحداً من أكبر تجمعات الشتات الفلسطيني"، ولأن الحديث عن حق العودة في دمشق "حديثٌ صافٍ من الالتباسات السياسية والرواسب العنصرية" حسب البيان الذي تلاه بشّور. البرنامج أعرب رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى في المؤتمر ذاته عن حرص اللجنة على أن يكون الملتقى "جامعاً لكل ألوان الطيف الفكري والسياسي والاجتماعي والروحي في فلسطين والأمة والعالم، ليكون فرصة لبحث سبل دعم حقّ العودة وإبراز الأبعاد السياسية والقانونية والإعلامية والثقافية والتربوية والفنية المتصّلة به". وفي ذات السياق أكّد بشور أن من أغراض الملتقى "وضع آليات وأفكار وخطط عمل تخدم النضال من أجل تكريس حق العودة، باعتبار العودة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بهدف التحرير الكامل للأرض وبنهج المقاومة والانتفاضة والمقاومة بكل وسائلها وفي مقدّمتها المقاومة المسلّحة". وانطلاقاً من هذه المضامين كشف أوضح بشور أن الملتقى سيتضمّن محاضرات وكلمات لشخصيات قادمة من قارات الدنيا الخمس، بالإضافة إلى نخبة من رجال الفكر والاختصاص، وذلك في 22 ندوة يرأسها أبرز المشاركين ويشارك فيها ما يزيد على 170 باحثاً ومختصّاً ومناضلاً، مؤكّداً أن ضيف الملتقى الرئيسي سيكون رئيس وزراء ماليزيا الأسبق مهاتير محمد. المشاركون وبلدانهم أشار بشور إلى أنّ عدد المشاركين حتى الآن أكثر من أربعة آلاف وخمسمائة شخصية، جاؤوا من أكثر من 54 بلداً عربياً وإسلامياً وأجنبياً، لافتاً إلى أنّ أغلب الحاضرين "يمثّلون المئات من الاتحادات والمؤتمرات والأحزاب والجمعيات والنقابات والمنتديات الموزّعة على كل أرجاء المعمورة. وتابع قائلاً "هم يشكّلون الآلاف الذين شاركوا في ملتقى القدس الدولي في اسطنبول قبل عام من الآن، مع الألوف الذين شاركوا في مؤتمرات وملتقيات تنعقد سنوياً في دول عدّة عربية وإسلامية وأجنبية". وختم بشور بالقول "إن هذه الحماسة الكبرى للمشاركة في الملتقى من كل أرجاء الوطن العربي والعالم إن دلّت على شيء فعلى تمسّك أبناء فلسطين والأمة وكل أحرار العالم لهذا الحق المقدّس غير القابل للتصرّف لأنه حق شخصي ووطني وقومي وإنساني".