تظاهر مئات الاف المعارضين السوريين الجمعة في سوريا في مدن كان المراقبون العرب موجودين فيها، الامر الذي لم يمنع قوات الامن من التصدي لهذه التظاهرات بعنف ما اسفر عن مقتل 25 مدنيا وفق اخر حصيلة ادلى بها ناشطون. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان مراقبين عربا توجهوا الى ادلب (شمال غرب) وحماة (شمال) وحمص (وسط) ودرعا (جنوب)، متحدثا عن مقتل 25 مدنيا واصابة عشرات برصاص قوات الامن السورية في هذه المدن. وقال المرصد في بيان مساء الجمعة "ارتفع الى 25 عدد الشهداء المدنيين الموثقين بالاسماء وظروف الاستشهاد لدى المرصد السوري لحقوق الانسان الذين انضموا الجمعة الى قافلة شهداء الثورة السورية". واضاف ان "خمسة مدنيين قتلوا في مدينة درعا باطلاق رصاص على متظاهرين اضافة الى شهيد برصاص قناصة بحي الحجر الاسود في دمشق". وتابع "استشهد ستة في مدينة حمص خمسة منهم عثر على جثامينهم بعد اعتقالهم بعد منتصف ليل الخميس الجمعة فضلا عن شهيد متاثرا بجروح اصيب بها صباح اليوم". وفي مدينة حماة، "استشهد سبعة مواطنين اثر اطلاق رصاص من قبل قوات الامن بينهم اثنان برصاص قناصة"، وفق المصدر نفسه. وفي مدينة ادلب اورد المرصد ان "مواطنين استشهدا اثر اطلاق رصاص على متظاهرين حاولوا الاعتصام بساحة ابراهيم هنانو واستشهد اخر متاثرا بجروح اصيب بها ظهرا". وفي مدينة البوكمال بدير الزور "استشهد مواطن مساء الجمعة برصاص قوات الامن فيما استشهد مواطنان قرب مدينة تلكلخ اثر كمين نصب لهما"، بحسب المرصد. من جهة اخرى، افاد المرصد ان "مواطنين استشهدا في محافظة درعا متاثرين بجروح اصيبا بها قبل ايام"، موضحا ان "الكمين قرب مدينة تلكلخ اسفر ايضا عن استشهاد جنديين منشقين". وكان المرصد السوري قال في وقت سابق ان تظاهرات "حاشدة" ضمت اكثر من 250 الف متظاهر خرجت في محافظة ادلب شمال غرب سوريا، بدعوة من ناشطين معارضين للنظام السوري، "كان اضخمها في مدينة ادلب وبنش واريحا وسراقب ومعرة النعمان وخان شيخون وكفرومة وكفرنبل وعدة بلدات وقرى ريف ادلب". واكد رئيس المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له، لوكالة فرانس برس ان دبابات الجيش السوري سحبت من خان شيخون وسراقب تمهيدا لزيارة المراقبين العرب المكلفين متابعة الوضع على الارض. واضاف المرصد ان تظاهرات حاشدة جرت ايضا في حمص حيث اطلقت قوات الامن النار. وفي دوما بريف دمشق التي حضر اليها المراقبون وفق التلفزيون السوري، تظاهر اكثر من ستين الف شخص بحسب المرصد الذي لفت الى ان قوات الامن استخدمت قنابل مسمارية والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. وفي حلب (شمال) التي ظلت حتى الان في منأى من الحركة الاحتجاجية، قال المرصد ان "تظاهرة انطلقت من مسجد عروة في حي هنانو وتم قمعها بوحشية من قبل موالين للنظام، كما قمعت تظاهرة اخرى خرجت في حي صلاح الدين من قبل موالين". والخميس، قتل 25 شخصا على الاقل برصاص قوات الامن فيما كان المراقبون موجودين في مدن حماة وادلب ودرعا ودوما، وفق ناشطين حقوقيين. وكان ناشطو المعارضة السورية دعوا عبر الانترنت كما في كل اسبوع الى التظاهر اليوم في "جمعة الزحف الى ساحات الحرية". وكتب الناشطون على صفحة "الثورة السورية ضد بشار الاسد" على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك "سنسير اليوم نحو ساحاتنا محررين لمن استطاع بصدور عارية". واضافوا "سنستغل وجود المراقبين في اي مكان يكونون فيه لنريهم كيف تكون الحرية وان استطاعت جموع حريتنا الوصول للساحات فلنسر نحوها". وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس الخميس ان "مبادرة الجامعة العربية هي الضوء الوحيد في الليل المظلم الان". واضاف "لا نريد ان نصدر الاحكام المسبقة قبل ان تنتهي مهمة الجامعة"، مؤكدا ان "مجرد وجود اللجنة في حمص كسر حاجز الخوف عندما استقبلت بتظاهرة حاشدة مناهضة للنظام ضمت نحو سبعين الف شخص". وكان المراقبون بدأوا الثلاثاء مهمتهم في سوريا بجولة في حمص التي استقبلتهم بتظاهرة حاشدة مناهضة للنظام ضمت نحو سبعين الف شخص، جابهتها قوات الامن السورية بالرصاص ما ادى الى مقتل ثلاثة اشخاص على الاقل في المدينة، حسب المرصد. وتندرج مهمة المراقبين في اطار تنفيذ خطة الجامعة العربية لحل الازمة في سوريا والتي تلحظ ايضا وقف اعمال القمع والافراج عن جميع المعتقلين والسماح بحرية التنقل للمراقبين العرب وممثلي وسائل الاعلام. الى ذلك، تظاهر مئات اللبنانيين والسوريين الجمعة في طرابلس، ابرز مدن شمال لبنان، وفي منطقة حدودية مع سوريا، مطلقين هتافات تطالب بسقوط نظام الرئيس بشار الاسد، وتزامنت التظاهرات مع نصب خيم لتلقي التبرعات بالمال والدم للنازحين والجرحى السوريين في لبنان. سياسيا، عبرت روسيا الجمعة عن ارتياحها لبدايات مهمة بعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا حليفتها منذ فترة طويلة، مؤكدة ان التقارير الاولية حول الوضع مطمئنة. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان "روسيا مرتاحة لبداية مهمة مراقبي الجامعة العربية". واضافت ان تصريحات رئيس بعثة المراقبين الفريق السوداني محمد احمد مطصفى الدابي الذي زار حمص معقل الحركة الاحتجاجية تشير الى ان "الوضع هناك يبعث على الاطمئنان ولم يتحدث عن اي نزاع". وكانت الخارجية الاميركية اعتبرت الخميس ان وجود مراقبين تابعين للجامعة العربية في سوريا يساعد معارضي النظام السوري مع انه لم يسمح بوقف القمع في البلاد. وعبرت المتحدثة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند للصحافيين عن "قلقها" من الوضع في سوريا. وقالت ان "هناك مراقبين على الارض يلعبون دورا على مستوى معين (...) الا ان العنف مستمر". واشارت المتحدثة الاميركية الى المعلومات عن سقوط قتلى في حمص (وسط) وحماة (وسط) وادلب (شمال غرب) الاربعاء في وقت "كان المراقبون يحاولون التوجه" الى هذه المدن. وشددت نولاند على ان المراقبين يجب ان يتمكنوا من التنقل في سائر انحاء البلاد والتحدث بحرية مع من يريدون بمن فيهم السجناء السياسيين، داعية نظام الرئيس السوري بشار الاسد الى تطبيق بنود البروتوكول الموقع مع الجامعة العربية. وفي نيويورك، اعلن المتحدث باسم الاممالمتحدة مارتن نسيركي الجمعة ان المنظمة الدولية تتوقع من السلطات السورية ان تتعاون في شكل كامل مع مراقبي الجامعة العربية وتسمح لهم بالتنقل في البلاد من دون قيود. وقال المتحدث "لا بد من ان تتمتع بعثة المراقبين بامكان الوصول (الى الامكنة) من دون قيود وان تحظى بتعاون كامل من جانب الحكومة السورية مع تأمين استقلالها وحيادها في شكل تام". واضاف المتحدث "نأمل في ان تتخذ الجامعة العربية كل التدابير الممكنة لتقوم بعثة المراقبين بالتفويض المعطى لها انسجاما مع المعايير الدولية لحقوق الانسان". من جانبها، اعتبرت الخارجية الفرنسية الجمعة ان "من المبكر" الحكم على نتائج مهمة المراقبين التابعين للجامعة العربية الموجودين في سوريا منذ الثلاثاء. وصرح برنار فاليرو المتحدث باسم الخارجية الفرنسية ان "المهمة بدات للتو. لم تتمكن بعد من اعطاء كل قوتها. سيكون من المبكر ان نحكم الان على نتائج او على مخرج". واضاف "المهم هو ان يتمكن مراقبو الجامعة العربية من اتمام مهمتهم بكل حرية وكل استقلالية على مجمل الاراضي السورية". ويرى محللون ان المراقبين العرب الذين يتجولون في مدن سورية تشهد اضطرابات واعمال عنف بحراسة لصيقة من الاجهزة الامنية الرسمية ويطاردهم جيش من الناشطين المعارضين بكاميرات هواتفهم المحمولة وبالمطالب، يقومون بمهمة شاقة ومحفوفة بالمخاطر. وتقول الاممالمتحدة ان اكثر من خمسة آلاف شخص قتلوا منذ بدء الاحتجاجات في سوريا منتصف اذار/مارس.