رياض حجلاوي إن الخطوات التي أنجزتها تونس منذ انطلاقة شرارة الثورة في بناء المؤسسات المركزية للدولة أصبحت مثالا يحتذى به في نزاهة الانتخابات واحترام الحريات رغم ما يشوبها في بعض الأحيان من تعد على حقوق الإنسان جراء فساد الإدارة وكان آخرها إيقاف الصحفية عواطف الجبالي عن العمل من طرف إدارة إذاعة المنستير لمجرد إبداء رأيها بكل حرية هذه المؤسسات المركزية ستتعامل مع تركة ثقيلة من فساد وغياب للقانون العادل وإدارة في العديد من مواقعها تفشى الفساد المالي والإداري والمحسوبية والوجاهة ووو هذه المؤسسات ستشتغل لمدة سنة لإنجاز التحول الديموقراطي والعدل الاجتماعي والنمو الاقتصادي في ظل أزمة مالية تعصف بالمجتمعات الغربية منذ عقود وبدأت مظاهرها تؤرق المواطن الغربي جراء سياسات التقشف والمديونية للأسواق المالية بفوائض عالية بعد فقدان هذه الدول لامتيازاتها أأأ وغياب الإرادة السياسية في الخروج من نمط اقتصاد السوق الرأسمالي الذي يفتقد لأي رقابة وأي محاسبة ويفرض شروطه حتى على حساب الديموقراطية كما وقع في إيطاليا واليونان الإدارة التونسية تزخر بالكفاءات والقدرات والطاقات النظيفة ولا بد من اكتشافها وتوظيفها في مراكز المراقبة لأن الفساد الذي زرع منذ خمسين سنة لا تزال مظاهره خافية علينا وآخذ مثلا الإدارات من قنصليات وسفارات لم تقم بأي دور للتعريف بالثورة والاقتراب من المواطنين المهاجرين عبر مبادرات كأيام دراسية لمعرفة كوادر تونس المهاجرة نحو توظيفها لخدمة تونس وهناك إشاعات أن هذه السفارات تقوم بحفلات لا نعرف من يحظرها ومصاريفها باهظة لو وجهت لتنمية المناطق الداخلية لكانت أنفع إن نمط الاقتصاد الاشتراكي قد بان فشله في العديد من البلدان لأنه في التطبيق يناقض الفطرة البشرية في حب التملك وتتغول الدولة على حساب المواطن ويتمركز المال والجاه والسلطة في يد رجل أو فئة واحدة على حساب الجماهير الكادحة الاقتصاد الرأسمالي نرى الآن أزماته على المجتمعات الغربية إن تونس كما كانت رائدة في الثورة وفي المسار السياسي في بناء المؤسسات الديموقراطية لا بد أن تبدع في إنتاج نموذج الاقتصاد العادل الذي يأخذ بالفقير والضعيف و يوجد فرص العمل للقادر تبعا لقولة "الرجل وبلاؤه والرجل وحاجته" ويحارب المحسوبية والرشوة ويبني قيما جديد ة تحرض على التضامن والتكافل وفي هذا المسار لا بد للإدارة التونسية من إصلاح لتدعيم المراقبة عبر قوانين شفافة تحارب الفساد المالي والاداري إذا حققنا الاقتصاد العادل والإدارة النظيفة فإن تونسنا الحبيبة ستكون المثال الأول في إرساء دعائم المجتمع المتضامن يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الإسراء رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاء رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُورًا وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءًا كَبِيرًا.