يزور تونس في نهاية الأسبوع الجاري، وزراء خارجية ثلاث دول أوروبية هي فرنسا وإيطاليا وألمانيا،وذلك في تحرك دبلوماسي لافت منذ تشكيل الحكومة التونسيةالجديدة برئاسة حمادي الجبالي أمين حركة النهضة الإسلامية.ويبدأ وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه اليوم الخميس،زيارة رسمية إلى تونس تستغرق يومين يبحث خلالها القضايا الثنائية والإقليمية ذات الإهتمام المشترك. وسيلتقي جوبيه خلال هذه الزيارة الأولى لمسؤول أوروبي إلى تونس منذ تشكيل الحكومة التونسية مع نظيره التونسي رفيق بن عبد السلام بوشلاكة، كما سيجتمع خلالها مع الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي ورئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي. ومن المتوقع أن يبحث جوبيه مع المسؤولين التونسيين خلال هذه الزيارة التي تأتي بعد نحو أسبوع من زيارة السيناتور الأميركي جوزيف ليبرمان لتونس، سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مجالات التعاون المالي والثقافي والعلمي ، وفي مجال التصرف في الهجرة والتنمية المتضامنة. وإستبق جوبيه زيارته لتونس بتصريحات بالتشديد على ضرورة أن تحترم السلطات الجديدة التي تسلمت الحكم في شمال أفريقيا بعد ثورات الربيع العربي، دولة القانون والأقليات ووضع المرأة. وتأتي هذه التصريحات بعد إعراب المرزوقي عن أمله في ألا يستخدم السياسيون الفرنسيون "ورقة التخويف من الإسلام" في إطار الحملات الإنتخابية الرئاسية المقررة هذا العام في فرنسا. وقال الرئيس التونسي قبل أسبوع،"أتطلع ألا تكون هذه السنة قاسية جدا على الفرنسيين، وأن تجرى الإنتخابات بشكل جيد، وألا يستخدم بعض السياسيين كثيرا ورقة التخويف من الإسلام "الإسلاموفوبيا". وفيما يبدأ وزير الخارجية الفرنسي زيارته إلى تونس،أعلنت الخارجية التونسية أن وزير الخارجية الإيطالي جيوليو تارزي دي سانت أغاتا،يصل غدا الجمعة إلى تونس في زيارة رسمية تستغرق يومين أيضا. وأشارت إلى أن رئيس الدبلوماسية الإيطالية سيجري خلال هذه الزيارة محادثات مع نظيره التونسي رفيق بن عبد السلام بوشلاكة تتناول تطورات الأوضاع في المنطقة الأورومتوسطية، والإجتماع الوزاري لدول مجموعة 5 زائد 5 ،وإجتماع المنتدى المتوسطي الذين سيعقدان بمدينة نابولي الإيطالية تحت الرئاسة المشتركة بين تونس وإيطاليا. كما سيبحث الوزير الإيطالي مع عدد من المسؤولين التونسيين القضايا الثنائية وملف الشراكة مع الإتحاد الأوروبي،والسبل الكفيلة بمزيد تطوير العلاقات الثنائية التونسية-الإيطالية. وتعتبر إيطاليا ثاني شريك تجاري لتونس بحجم مبادلات يبلغ 11 مليار دينار(7.58 مليار دولار)،حيث تنشط في تونس 744 مؤسسة ايطالية في قطاعات الصناعات المعملية والزراعة والخدمات والسياحة. ومن جهة أخرى،أعلنت الخارجية التونسية أن وزير الخارجية الألماني غيدو وسترفله سيصل هو الآخر إلى تونس يوم الأحد المقبل في زيارة رسمية تستغرق يومين ليكون بذلك ثالث وزير خارجية أوروبي يزور تونس في أقل من أسبوع. وأشارت الخارجية التونسية في بيان لها إلى أن هذه الزيارة الثانية للوزير الألماني لتونس منذ ثورة 14 يناير عام 2011 التي أطاحت بالرئيس التونسي السابق زين بن علي،تندرج في إطار علاقات الصداقة والتعاون للشراكة الإستراتيجية الجديدة بين البلدين . ومن المتوقع أن يلتقي وزير الخارجية الألماني خلال هذه الزيارة مع الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي،ورئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي، ورئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر،إلى جانب إجتماعه مع نظيره رفيق بن عبد السلام بوشلاكة. وسيرافق رئيس الدبلوماسية الألمانية في زيارته لتونس ،وفد رفيع المستوى من يتألف من سياسيين ورجال أعمال ينشطون في مجالات الصحة والطاقات المتجددة.