قال التهامي العبدولي، كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلف بالشؤون الأوروبية إن تونس بعد الثورة تستعيد حجمها ودورها السياسي التاريخي الذي لعبته في المنطقة المتوسطية والعربية وهي الآن تبني علاقاتها مع الدول الاخرى على أساس التكافؤ والندية، وتتخذ القرارت السياسية السيادية بما يناسب مصالحها ومصالح المنطقة الأورومتوسطية والعربية. واضاف أن تونس قبل الثورة كانت في حالة ضعف ووهن بسبب السياسات الشخصية للنظام البائد ولكنها اليوم تستعيد موقعها ودورها الأساسي في التوازن السياسي وأشار إلى أنه بعد الثورة لا يمكن لأي قرار في المنطقة أن يمرر دون استشارة تونس وموافقتها. وبخصوص صعود الإسلاميين إلى السلطة وتخوف الغرب منهم، قال التوهامي إن حركة النهضه هي حركة سياسية ومدنية ولا علاقة لها بمشروع الإسلام السياسي ثم إن الحكم في تونس لا تقرره حركة النهضة وحدها، وإنما هناك ما يسمى ب"الترويكا" المتكونة من حزب المؤتمر وحزب التكتل من أجل العمل والحريات وحركة النهضة، والبلاد حاليا تسير وفق هذا التوافق بعيدا عن الإيديولوجيات، والأيديولوجية الوحيدة هي تشخيص الواقع والإنطلاق منه لإيجاد الحلول. أما بخصوص المشاكل مع الجارة الحدودية ليبيا، أوضح التوهامي العبدولي أنه لا يمكن الحديث عن حل سياسي في هذا الإطار لأن الشعب التونسي والشعب الليبي شعبان شقيقان وهما من يقرر لذلك هذا يعتبر مشكلة اجتماعية أكثر مما هي سياسية. وصرح في حديثه عن الأزمة في سورية أنه لا يعتبر القوات العربية قوات أجنبية وتدخلها لن يكون إلا بهدف فض النزاع وفض الإشتباكات بين الطرفين وأكد أن تونس ضد أي تدخل أجنبي آخر. وأضاف أن تونس هي دولة انطلقت منها شرارة الثورات العربية فلا يمكن إلا أن تكون مع الثوار، "فنحن نقف مع كل الثوار الذين يحاولون التحرر من الديكتاتورية في بلادهم العربية" دون أي تدخل في الشأن الداخلي أو إرسال جماعات لدعم الثوار. وقال إن ذلك يأتي من منطلق الحرص والحفاظ على سورية وهي قلب الأمة العربية ويجب علينا أن نحميها حتى من نظامها إذا جار عليها وعلى شعبها. أما بخصوص مطالبة تونس السلطات السعودية بتسليمها الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي أوضح العبدولي أن تونس تقدمت بطلب إلى السعودية على مستوى قانوني وقال إنه يجب أن نعرف أن هناك قوانين اخرى سابقة هي قوانين قبلية وعشائرية فقانون الإستجارة السعودي يرفض رفضا تاما تسليم أي مجرم وفق النواميس القبلية إلى أي جهة أخرى، والمسألة بيد العربية السعودية وسنحترم أي قرار ستتخذه. أما بخصوص موقف روسيا من الثورات العربية، قال التوهامي العبدولي إن روسيا كانت قد أنجزت "الثورة البولشفية" العظيمة واستفادت منها دول عديدة وكانت روسيا تساند الثوار فلما لا تساندهم الآن! و"يظل الموقف الروسي موقف خاص بها ولكني أخشى على روسيا من أن تفقد في المستقبل القريب مجالها الحيوي وهامش المناورة السياسية ." وأضاف التوهامي أن روسيا كان بامكانها أن تتعامل مع الأزمة السورية وأن تلجم النظام السوري وتمنعه من قتل شعبه وفي نفس الوقت تقيم التوازن وتسعى إلى حوار ديمقراطي.