دمشق(سوريا)قتل هجوم للقوات السورية على حمص عشرات عشية الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لدمشق للضغط على الرئيس السوري بشار الاسد لتطبيق الاصلاحات بوتيرة أسرع لانهاء الانتفاضة المستمرة ضد حكمه منذ 11 شهرا.وقال نشطاء وسكان ان القصف العنيف لمدينة حمص تجدد يوم الثلاثاء بعد مقتل 95 مدنيا على الاقل يوم الاثنين. وجاء تصاعد العنف في الوقت الذي تسعى فيه قوى عالمية لايجاد استراتيجية دبلوماسية جديدة بعد الفشل في اصدار قرار لمجلس الامن التابع للامم المتحدة كان سيدعم خطة عربية تطالب الاسد بنقل السلطة الى نائبه وبدء مرحلة انتقالية سياسية. وقال عضو في المجلس الوطني السوري المعارض ان القوات السورية قصفت حمص يوم الاثنين في هجوم مستمر على عدة أحياء بالمدينة التي أصبحت معقلا للمقاومة المسلحة المناهضة للاسد. ويقول معارضو الاسد ان دباباته ومدفعيته قتلت اكثر من 200 شخص في المدينة يوم الجمعة في أكثر الاحداث فتكا منذ الانتفاضة التي بدأت ضد حكمه في مارس اذار. وتنفي دمشق اطلاق النار على المنازل وتقول ان صور الجثث المنتشرة على الانترنت غير حقيقية. وقالت وسائل اعلام حكومية يوم الاثنين ان "مجموعات ارهابية مسلحة" تطلق قذائف المورتر في المدينة وتضرم النار في الاطارات وتفجر المباني الخالية لاعطاء الانطباع بأن حمص تتعرض لهجوم من قوات الاسد. وقالت السلطات السورية ان قوات الامن قتلت "عشرات الارهابيين" في حمص صباح الاثنين. وجاء في بيان لوزارة الداخلية ان ستة من أفراد الامن قتلوا في الاشتباكات. وأغلقت الولاياتالمتحدة سفارتها في دمشق وقالت ان جميع موظفي السفارة غادروا البلاد بسبب تدهور الوضع الامني. بينما سحبت كل من بلجيكا وبريطانيا سفيرها من سوريا وقالت لندن انها ستسعى لان يفرض الاتحاد الاوروبي عقوبات اضافية على دمشق. وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما ان الدول الغربية رغم استعدادها للضغط على الرئيس السوري دبلوماسيا ليست لديها النية لاستخدام القوة للاطاحة به مثلما فعلت مع الزعيم الراحل معمر القذافي في ليبيا العام الماضي. وقال لمحطة ان.بي.سي "من المهم جدا أن نحاول حل هذا الامر بدون اللجوء الى تدخل عسكري خارجي وأنا أعتقد أن ذلك ممكن." وردت روسيا على انتقادات الغرب لها لاستخدامها حق النقض (الفيتو) لمنع صدور قرار من مجلس الامن ضد سوريا يوم السبت. وقال وزير الخارجية الروسي ان الادانات الموجهة للفيتو الروسي اقتربت من الهيستيريا. وقالت وزارة الخارجية الروسية ان لافروف الذي من المقرر ان يزور دمشق يوم الثلاثاء يسعى "لعودة سريعة للاستقرار في سوريا على اساس التطبيق السريع للاصلاحات الديمقراطية التي حان وقتها." ووعد الاسد باصلاحات سياسية منها وضع دستور جديد على ان يعقب ذلك اجراء انتخابات برلمانية لكنه توعد في الوقت نفسه بالقضاء على "الارهاب" الذي يلقي عليه مسؤولية أعمال العنف. وقالت المعارضة السورية التي رفضت دعوة روسيا لاجراء محادثات مع مسؤولين سوريين في موسكو ان وعود الاسد ليس لها اي مصداقية بعد حملته القمعية على المحتجين التي تقول الاممالمتحدة انها أسقطت 5000 قتيل. واضافة الى أشهر من الاضطرابات شهدت العاصمة السورية تفجيرين انتحاريين في ديسمبر كانون الاول ويناير كانون الثاني. وقال لافروف للصحفيين بعد اجتماع مع وزير خارجية البحرين احدى الدول التي سعت لاتخاذ موقف مشدد ضد الاسد "بعض الاصوات التي سمعت في الغرب تحمل تقييمات لنتائج التصويت في مجلس الامن على مشروع قرار سوريا تبدو في رأيي غير سليمة وقريبة من الهيستيريا." وأضاف لافروف ان روسيا تفضل الحوار السلمي في سوريا دون تدخل خارجي او شروط مسبقة. وقالت وزارة الخارجية الروسية ان لافروف كرر نفس الرسالة في اتصال هاتفي مع الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. وصرح العربي في مقابلة بأنه تحدث مع لافروف يوم الاثنين وان وزير الخارجية الروسي سيقدم مبادرة لدمشق في زيارة هناك اليوم الثلاثاء. ولم يقدم تفاصيل وعندما سئل عما اذا كان يعتقد انها يمكن ان تنهي الازمة قال "هم يعتقدون ذلك." وقال وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم الذي يرأس لجنة وزارية حول سوريا في جامعة الدول العربية لقناة الجزيرة الفضائية انه صدم لموقف روسيا والصين في مجلس الامن بعد استخدامهما الفيتو ودعا الى خطوات واضحة لوقف اراقة الدماء في سوريا. ووصفت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون استخدام الفيتو بأنه "مهزلة". وأدان هذه الخطوة العديد من الدول الغربية والعربية. وقال مسؤولون اوروبيون وأمريكيون ان روسيا والصين ستتحملان المسؤولية عن اراقة المزيد من الدماء في المستقبل. وقالت كلينتون يوم الاحد ان الولاياتالمتحدة ستعمل مع دول اخرى لتشديد العقوبات على نظام الاسد وتجفيف مصادر حصوله على الاسلحة. وقال نشطاء ان انفجارا وقع يوم الاثنين في خط لانابيب النفط يغذي مصفاة رئيسية في حمص في ثاني هجوم يستهدف الخط خلال أسبوع. وقالوا ان بلدة الزبداني التي تسيطر عليها قوات معارضة قرب الحدود اللبنانية تعرضت لاطلاق نار يوم الاثنين مما ادى الى مقتل ثلاثة اشخاص. وقال مقاتلون محليون انهم سيضربون "أهداف النظام" اذا لم تنسحب قوات الجيش بحلول صباح اليوم الثلاثاء. وأعلن منشقون عن الجيش السوري تشكيل "المجلس العسكري الثوري الاعلى" ليحل محل الجيش السوري الحر. وقال المجلس في بيان ان قائده هو العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ وهو أكبر ضابط ينشق عن الجيش وقد فر الى تركيا. ويصعب التحقق من تقارير النشطاء والسلطات لان سوريا تقيد دخول وسائل الاعلام المستقلة. (شارك في التغطية خالد يعقوب عويس في عمان ونستاسيا استراشويسكايا واليسا دي كاربونيل في موسكو وكريس باكلي في بكين وأرشد محمد في صوفيا وأنيكا برايدهارد في برلين ولي توماس في باريس)