صنعاء/عدن:خيم عنف انفصاليين في الجنوب على الانتخابات الرئاسية التي أجريت في اليمن والتي خاضها مرشح واحد فقط لكن واشنطن أشادت بالانتخابات التي أنهت حكم حليفها الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي دام أكثر من 30 عاما.وأسفرت الانتخابات عن اختيار عبد ربه منصور هادي -المرشح الوحيد الذي كان لواء بالجيش ونائبا لصالح ومقربا منه- رئيسا بموجب اتفاق أيدته الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية وغيرها من دول الخليج. وهادي مكلف بتنفيذ اتفاق لتقاسم السلطة مع المعارضين السياسيين لصالح بموجب الاتفاق الذي رعاه مجلس التعاون الخليجي وأنهى رئاسة صالح لليمن التي دامت 33 عاما. وأصبح صالح رابع حاكم يطاح به في موجة الاحتجاجات التي بدأت في تونس قبل اكثر من عام فيما أطلق عليه الربيع العربي في شمال افريقيا والشرق الاوسط. ويترك صالح وراءه اقتصادا متداعيا وتمردا في الشمال وحركة انفصالية في الجنوب وجناح تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وجيشا منقسما ما زال أقاربه يسيطرون على قطاعات منه. وفيما يذكر بالمهمة المضنية التي يواجهها خليفته لتحقيق تماسك بين اليمنيين تحدثت تقارير عن أعمال عنف في مدن بالجنوب بينما طالب الانفصاليون بمقاطعة الانتخابات. ووردت أنباء عن مقتل تسعة على الاقل وتم تقليص ساعات الانتخابات. واقتحم انفصاليون مراكز الاقتراع وأطلقت قوات الامن النار على المحتجين. وقال هادي بعد التصويت يوم الثلاثاء ان الانتخابات هي الطريق الوحيد "من أجل الخروج من الازمة والظروف الصعبة التي عصفت بالبلاد منذ مطلع العام الماضي." وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الامريكية "نعتبره استفتاء قويا وايجابيا جدا للشعب اليمني على عملية الانتقال التي وافق عليها زعماؤهم." وتقول واشنطن انها تريد قيادة يمنية موحدة كشريك في حملتها على تنظيم القاعدة. واليمن من الدول التي تسمح للقوات الامريكية باستخدام طائرات بلا طيار لاستهداف مقاتلي القاعدة. وندد بعض النشطاء الشبان بالانتخابات مسبقا وكانوا هم أول من انطلق للشواع للمطالبة بالاطاحة بصالح. وهم يعتبرون خطة نقل السلطة اتفاقا بين النخبة التي يعتبرونها شريكة في الجرائم التي ارتكبت خلال عهد صالح بما في ذلك قتل المحتجين. وجابت انحاء العاصمة اليمنية حافلات صغيرة عليها صور هادي ومكبرات للصوت تحث على التصويت من اجل انقاذ اليمن. وقالت الناشطة اليمنية الفائزة بجائزة نوبل للسلام توكل كرمان ان اليمنيين يعلنون الان نهاية "عهد علي عبد الله صالح" وسوف يبنون يمنا جديدا. وغمس الناخبون اصابع الابهام في الحبر ووضعوا علامة على اختيارهم في ورقة اقتراع تحمل صورة هادي وخريطة ملونة لليمن. ومن شأن الاقبال الكبير أن يمنح هادي الشرعية التي يحتاجها لتنفيذ التغييرات الواردة في اتفاق لنقل السلطة توسطت فيه دول الخليج ومنها وضع دستور جديد واعادة هيكلة القوات المسلحة والاعداد لانتخابات تعددية خلال عامين. لكن العنف في عدن المدينة الرئيسية في الجنوب الذي كان مستقلا في فترة سابقة أثر على نسبة الاقبال الذي قال مسؤول انها بلغت ما يصل الى 80 في المئة. وقال مسؤول انتخابي في الجنوب ان الهجمات أجبرته على انهاء التصويت بحلول العصر تقريبا. وقال محمد حسين الحكيمي للصحفيين في صنعاء ان هناك مقاطعة وعندما وجد من قاطعوا الانتخابات أنهم لن يفوزوا لجأوا للمقاومة واستولوا على صناديق الاقتراع واقتحموا مراكز الاقتراع. وقال خميس الدياني المسؤول بلجنة الانتخابات ان تسعة من نحو 300 منطقة انتخابية شهدت تعطيلا كبيرا لاسباب أمنية وان مسؤولا انتخابيا قتل في مدينة تعز الجنوبية. ويطالب جنوبيون يتهمون الشمال بالاستيلاء على مواردهم والتمييز ضدهم بالغاء الوحدة مع الشمال الذي خاضوا معه حربا اهلية في 1994 بعد وحدة سياسية رسمية في 1990 . وقال شهود ومسؤولون محليون ان قوات الامن اطلقت النار على محتجين يلقون الحجارة خلال تجمع مناهض للانتخابات امام مركز اقتراع في الحوطة عاصمة محافظة لحج في الجنوب مما أسفر عن مقتل شخصين. وقال مسؤولون ان ضابطا من الحرس الجمهوري ومسلحا انفصاليا قتلا ايضا في اشتباكات بمدينة المكلا الساحلية عاصمة محافظة حضرموت. وبدت شوارع مدينة عدن الجنوبية شبه خالية وترددت أصداء اطلاق نار متقطع. ونظم شبان ملثمون يحملون بنادق واسلحة الية دوريات عند تقاطع الطرق لمنع الناس من الذهاب الى مراكز الاقتراع. وقال سكان ان رجالا مسلحين هاجموا مراكز اقتراع في المنصورة وخور مكسر في منطقة عدن وقت الفجر فقتلوا جنديا واحدا وسرقوا صناديق اقتراع واشعلوا فيها النار في الشارع. وقال عبد الحميد شكري القيادي في الحراك الجنوبي ان اربعة مدنيين بينهم طفل قتلوا في عدن منذ الصباح نتيجة للاشتباكات بين قوات الامن ومعارضين للانتخابات. ودعا المتمردون الحوثيون في الشمال الى مقاطعة كاملة. وأقام الحوثيون من الناحية الفعلية دولة خاصة بهم داخل الدولة نتيجة ضعف الحكومة المركزية. وقال ضيف الله الشامي عضو المكتب السياسي للحوثيين ان هذه ليست انتخابات حقيقية وانما مجرد اضفاء للطابع الرسمي على مبادرة مجلس التعاون الخليجي المدعومة من الولاياتالمتحدة والتي قال انها تهدف للسيطرة على الثورة اليمنية. وأضاف انها مجرد اعادة انتاج لنفس النظام.