ممرضات محجبات في العيادة موسكو - مكان للوضوء وآخر للصلاة ومطعم للأكل الحلال، وطبيبات للنساء وأطباء للرجال.. هذا ما كان يفتقده مسلمو روسيا في عياداتهم الطبية، والآن ستقدمه لهم أول عيادة يديرها طاقم طبي مسلم بما يتوافق مع التعاليم الإسلامية، وتفتح أبوابها للمسلمين وغير المسلمين على السواء. والعيادة التي تم افتتاحها الخميس 6-12-2007، تدار بواسطة 50 كادرًا مسلمًا من الأطباء والممرضات، وتضم أحدث الأجهزة، وفيها تقوم الطبيبات المحجبات بإجراء فحوصاتهن على النساء فقط، فيما يقوم زملاؤهن الرجال بالكشف على الرجال في قسم منفصل. حدث تاريخي وقال الدكتور السوري قادر محمود رئيس الفريق الطبي بالعيادة لوكالة الأنباء الفرنسية الجمعة 7-12-2007: "هذه العيادة تلبي احتياجات مُلحَّة للمجتمع المسلم هنا". ويُعَدّ مجلس مفتي روسيا هو صاحب فكرة إنشاء هذه العيادة بتأييد من وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية الروسية، وأنشئت برأس مال بلغ 10 ملايين دولار، وهي عبارة عن طابق واحد يقع في مركز "تسينا كاتشيتسفو" الخاص للرعاية الصحية في جنوب شرق موسكو. وبعد قص الشريط الأحمر خلال التلاوات القرآنية وبحضور عدد من كبار العلماء المسلمين والمسئولين بروسيا، وصف رئيس مجلس مفتي روسيا الشيخ رافيل عين الدين هذا الافتتاح بأنه "حدث تاريخي". وبرّر ذلك بأن المجتمع الدولي يمكنه الآن أن يرى أن في روسيا المتعددة الجنسيات والأديان كل مواطن يستطيع الحصول على حقه في الرعاية الصحية بالطريقة التي تناسب معتقداته، مشيرًا إلى أن هذا المشروع فرصة لتقديم نموذج لقدرة الإسلام على التعايش الإيجابي مع كافة مكونات المجتمع. وتعتبر العيادة فرصة بالنسبة للدبلوماسيين المسلمين العاملين في موسكو الذين يضطرون للعودة إلى أوطانهم لتلقي هذا النوع من الخدمة الصحية. وفي هذا الاتجاه دعا المفتي الدبلوماسيين إلى إرسال زوجاتهم للعيادة، مؤكدًا في نفس الوقت على أنها مفتوحة للمرضى من كافة الديانات. وتكلف الزيارة لإجراء الفحوصات بالعيادة في المتوسط 800 روبل روسي (33 دولارًا/ 22 يورو) لكل شخص وهو مبلغ مناسب لمتوسط دخول أهالي موسكو. ووفقًا لما ذكره فيكتور كيسن رئيس الهيئة الفيدرالية للجودة والأسعار بالهيئات الطبية، فإنه من المخطط افتتاح سلسلة عيادات على نفس النمط في أنحاء مختلفة من روسيا، مثل أوفا عاصمة بشكيريا والعاصمة التترية كازان. تقارب حكومي ودعمت سلطات موسكو افتتاح العيادة، وكذلك وزارة الصحة الروسية، وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فإن هذا المنهج الجديد من جانب الحكومة الروسية يأتي في إطار جهودها للتواصل مع مسلمي البلاد بعد سنوات من الاضطراب بين الجانبين؛ بسبب تحميل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما يصفها بالجماعات الإسلامية المتشددة مسئولية نشوب الحرب في الشيشان، وعدد آخر من الأقاليم الإسلامية المجاورة لها. وبحسب الوكالة الفرنسية فإن الرئيس بوتين تقابل خلال الشهر الماضي مع زعماء مسلمين، وقال خلال اللقاء: "المسلمون اليوم يلعبون دورًا إيجابيًّا في روسيا"، داعيًا إياهم إلى أن يصوتوا لصالح حزبه "روسياالمتحدة" في الانتخابات البرلمانية التي جرت في وقت مبكر من هذا الشهر. وقال أرسلان سادرييف، عضو مجلس الإفتاء: "نتمنى أن ترى الحكومة في هذه العيادة نموذجًا للتعايش الإسلامي الإيجابي مع كل مكونات المجتمع". ويعتبر الإسلام الديانة الثانية في روسيا التي يعيش فيها نحو 20 مليون مسلم في روسيا يمثلون 15% من سكانها البالغ عددهم 142 مليون نسمة. وشهدت روسيا صحوة إسلامية بين مسلميها منذ عام 1991 عقب سقوط النظام السوفييتي الذي كان يفرض الشيوعية على البلاد.