سلطت مجموعة رسائل إلكترونية مسربة الضوء على جوانب من حياة الرفاهية للرئيس السوري، بشار الأسد، فيما تسحق قواته احتجاجات شعبية مناهضة لحكمه، وعن تلقيه نصائح إيرانية لكيفية سحق هذه الانتفاضة . وتكشف مجموعة الرسائل المسربة، والتي تلقاها مقدم برنامج "أندرسن كوبر 360"، الذي تبثه الشبكة، من مصدر بالمنطقة، عن مراسلات متبادلة بين الأسد ومستشارين ومستشارات له، وبينه وبين زوجته أسماء، كما توضح النفوذ الإيراني على الرئيس السوري. وتوضح إحدى الرسائل من مستشار إعلامي للأسد، قبيل إلقائه كلمة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قال فيها إن المستشار السياسي للسفير الإيراني ينصحه بأن يستخدم "لغة قوية وعنيفة"، وهو الخطاب الذي توعد فيه الأسد بسحق المعارضة بقبضة من حديد. وتبين الرسائل أن الأسد خلال الانتفاضة السورية، قام بتشكيل حلقة من المساعدين ذوي الثقة، الذين يرفعون تقاريرهم إليه شخصياً. كما أن هناك مراسلات عبر البريد الإلكتروني من شخص يدعى حسين مرتضى، وهو، وحسب ما تشير صفحته على موقع "فيسبوك"، رئيس لقناتين إخباريتين إيرانتين، حث فيها الأسد، وبعد حادثة انفجار سيارتين في دمشق قبيل وصول وفد المراقبين العرب، على التوقف عن اتهام القاعدة بتدبير انفجارات السيارات المفخخة. وأفاد مرتضى، وطبقاً للرسائل الإلكترونية، بأن اتصالات وردته من إيران وحزب الله توافقه الرأي، ووصف اتهام القاعدة بأنه خطأ إعلامي تكتيكي يصب في مصلحة الولاياتالمتحدة والمعارضة السورية. وفي رسالة أخرى، أبدى مرتضى، برسالة لمستشار الأسد، اعتقاده بأن على قوات النظام السوري السيطرة على الميادين والساحات العامة لحرمان المعارضين السوريين من فرصة التجمع. وتظهر رسالة أخرى تهكم الأسد من بعثة المراقبين العرب إلى سوريا، التي زارت أواخر ديسمبر/ كانون الأول، بعض المدن، لمحاولة تقييم التزام النظام السوري لتعهداته بإنهاء العنف. كما تظهر جوانب مختلفة من حياة الأسد وزوجته، منها جوانب حياتية، كإنشغال أسماء بأحدث أفلام "هاري بوتر"، وطلبها من صديقة لها أن تحضر الأقراص المدمجة خلال زيارتها لسوريا، فيما كان الجيش السوري يدك مدينة "حمص"، في نوفمبر/ تشرين الثاني. وفي الوقت الذي تحدثت فيه المعارضة السورية عن مقتل أكثر من مائتي شخص فيما يعرف ب"مجزرة حمص"، في الثالث من فبراير/ شباط، طلبت أسماء الأسد من صديقة لها حجز زوج أحذية فاخر يصل ثمنه إلى 7 آلاف دولار. وفيما كانت الصواريخ وقذائف المورتر تدك حمص بعد فشل مجلس الأمن الدولي في تمرير قرار يدعو لوقف العنف، بعث الرئيس السوري لزوجته بكلمات أغنية للمغني الأمريكي، بليك شيلتون، وتقول كلماتها: "وهبك الله لي في السراء والضراء." كما انشغلت أسماء معظم وقتها العام الماضي بالتسوق عبر الإنترنت، لشراء التحف الأثرية والمجوهرات النفيسة والأثاث، وفق مراسلات إلكترونية من متاجر بباريس ولندن. كما كشفت المراسلات المسربة أن الأسد اعتمد بشكل كبير على إمرأة سورية، تدعى هديل، في مجال الاستشارات الإعلامية، دأبت على إحاطة الأسد بأهمية التواصل على شبكة الإنترنت. لعبت هديل على ما يبدو دور الوسيط مع مسؤولي السفارة الإيرانية في دمشق، ففي رسالة نقلت توجيهات المستشار السياسي للسفير الإيراني في دمشق بشأن أولويات يجب أن يأخذها الرئيس بعين الاعتبار، ونقاط ينبغي التطرق لها في خطابه المقبل. واقترحت في رسالة للأسد أن يستخدم لغة "مؤثرة" أثناء حديثه عن "الشهداء" الموالين له، كما حثته على أن تتسم خطاباته بالقوة." كما كشفت الرسائل المسربة عن مخاطبات بين أسماء الأسد وابنة أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، جاء في إحداها في أغسطس/ آب: "أعتقد أن الوضع يتحول للأسوأ وليس الأفضل، أم أنها وسائل الإعلام؟.. يبدو أن هناك حاجة لإستراتيجية خروج." وبعد ذلك بأشهر، عرضت أن تكون الدوحة مكاناً للجوء الرئيس السوري وعائلته.