نص أدبي رائع لأديب المهجر جبران خليل جبران يقدم فلسفة جميلة عن النصف دغدغ فيا هذا السؤال ...لماذا نرضى بأنصاف الحلول ؟؟وهذا السؤال أطرحه على الأصدقاء للنقاش وابداء الرأي؟ يقول جبران وسأقول بعده ...لا تقرألأنصاف الموهوبين...ولا تعش نصف الحياة...ولا تمت نصف موت...ولا تتعلق بنصف أمل ...ولا تختر نصف حل ...اذا صمت فأصمت حتى النهاية...واذا تكلمت تتكلم حتى النهاية... ولا تصمت كي تتكلم....ولا تتكلم كي نصمت ...اذا رفضت فعبر عن رفضك...لأن الرضى قبول... النصف هو حياة لم تعشها ...وهو كلمة لم تقلها ...وهو ابتسامة أجلتها...وهو حب لم تصله...وهو صداقة لم تعرفها...النصف هو أن تصل وألا تصل... وأن تعمل ولا تعمل....أن تغيب وتحضر...النصف هو أنت عندما لا تكون أنت...لأنك تعرف من أنت...نصف شربة لا يرويك...ونصف وجبة لن تشبعك من جوع ...ونصف الطريق لن يوصلك الى أي مكان...ونصف فكرة لن تعطي لك نتيجة. انتهى كلام جبران...أقول عانينا كثيرا من أنصاف الحلول لأنها ليست حلا أو علاجا...نعم قد تنفع بعض الوقت ولكن ليس كل الوقت...هي مسكنات ويجب البتر...فهناك مشاكل ومواقف ومواقع أشبه بالخلايا المسرطنة لا تقبل المهدءات... ولا ينفع فيها التخدير تحتاج لموقف حاسم وصريح...فكثير ما أتعبتنا أنصاف الحلول...وسببت لنا تراكمات وأبعاد أخرى لمواقف بسيطة...وذلك بسبب التردد والمجاملة ولا نريد أن نغضب أو يغضب منا...وكثير ما عشنا صراعات أنصاف الحلول خاصة اذا وقفنا بين العقل والمنطق من جهة وبين العاطفة والهوى من جهة أخرى...ان سياسة أنصاف الحلول خذلتنا كثيرا...ونجحنا فيها قليلا بالحظ في كثير من الأحيان... وكثيرا ما تسقطنا الرؤية الأحادية أو من زاوية ضعيفة ...فأخطأنا في تفسير المواقف والأحداث والخطاب لأننا اعتمدنا على الظواهر والسطحيات فقط...نعم هناك أنصاف حلول ...أنصاف رجال...وأنصاف مفهومية...وأنصاف مبادىء...وأنصاف مشاكل...فالنصف تبعية...والنصف انهزامية...والنصف جبن...والنصف ضعف...والنصف جهل...والنصف نفاق...والنصف اثم في كثير من الأحيان ...ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم. والأثم ملحاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس . محمد المولهي نقابي وناشط سياسي