صوت البرلمان الاوروبي امس على قرار هام يؤجل التصويت على اقتراح قدمه مجلس اوروبا للموافقة على البروتوكول الخاص بتعزيز علاقات الاتحاد الاوروبي مع "اسرائيل"، وذلك كرسالة من البرلمان الاوروبي على عدم موافقة على هذا البروتوكول خاصة في ظل استمرار "اسرائيل" بتجاهل الاتفاقيات الموقعة بالماضي، خاصة بما يتعلق باحترام حقوق الانسان والقانون الدولي. وكان من المتوقع ان يقوم البرلمان امس الخميس بالتصويت على البروتوكول الذي يوافق على رفع مستوى علاقات الاتحاد الاوروبي مع "اسرائيل" في مجالات عدة، منها الابحاث، والتجارب العلمية والمشاريع الثقافية، وغيرها ضمن اتفاقيات الشراكة والجيرة الاورومتوسطية التي وضعها الاتحاد الاوروبي منذ عدة سنوات مع دول المتوسط. يذكر ان الحكومة "الاسرائيلية" ومجموعات ضغط يهودية اوروبية قامت بحملة واسعة من اجل اقرار هذه الاتفاقية حتى نهاية العام، وذلك لرفع مستوى العلاقات الحالي، في حين قامت عدة مؤسسات حقوقية اوروبية وفلسطينية بعدة خطوات من اجل منع هذا الاقرار بسبب استمرار "اسرائيل" بخرق الاتفاقيات الموقعة واستمرار انتهاكها لمواثيق حقوق الانسان داخل "اسرائيل"، وايضا في المناطق الفلسطينيةالمحتلة. وقد كان حصار غزة والمعاناة التي يعانيها اهلنا في القطاع قضية مركزية في هذه الحملة. لويزا مورغنتيني نائبة رئيس البرلمان الاوروبي، واحدى الداعمات للقضية الفلسطينية في البرلمان قالت: ان قرار البرلمان اليوم هو رسالة الى "اسرائيل"، انه لا يعقل ان تواصل انتهاكاتها لحقوق الانسان في فلسطين في حين تنعم بعلاقات حسنة مع الاتحاد الاوروبي. وفي تعليقه على هذا القرار، قال محمد زيدان مدير المؤسسة العربية لحقوق الانسان ل 'القدس العربي' ان هذا القرار يعبر عن بارقة امل بان يتحرك الضمير العالمي والاوروبي تجاه قضايا حقوق الانسان الفلسطيني، اضافة الى انه يأتي ثمرة جهود متضافرة لمنظمات فلسطينية واوروبية مع دعم من اعضاء في البرلمان الاوروبي قاموا بالكثير من الخطوات لوضع الاتحاد الاوروبي ومؤسساته امام التزاماتهم في مجال حقوق الانسان، على حد تعبيره. يذكر ان قرار البرلمان الاوروبي الاربعاء جاء لتأجيل التصويت حول البروتوكول المقدم من مجلس اوروبا بما يتعلق بتعزيز علاقات الاتحاد مع "اسرائيل"، وتاجيل البحث حتى موعد اخر، يتم اقراره في بداية العام القادم 2009. على صلة بما سلف، زعمت المصادر السياسية في تل ابيب ان القرار المذكور هو بمثابة انتصار ل"اسرائيل"، واكد السفير "الاسرائيلي" في الاتحاد الاوروبي، كما افادت صحيفة 'يديعوت احرونوت' العبرية، ان سياسة الاتحاد الاوروبي تجاه حركة المقاومة الاسلامية (حماس) لم تتغير وان الدول الاوروبية ستواصل اعتبار الحركة بانّها حركة ارهابية ولن تقيم معها علاقات من اي نوع كان حتى تعترف بشروط الرباعية الدولية وتعترف بحق "اسرائيل" في الوجود، على حد تعبير السفير "الاسرائيلي".