وأخير قاست جامعة كولومبيا الدول السعيدة، وأجرت مقياسها وفق قناعة سكان الدول بوظائفهم وحياتهم العامة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وطبقت القياس على 158 دولة، جاءت الدنمارك في المرتبة الأولى، ثم فنلندا ثم النرويج، ثم هولندا، ثم دول شمال أوروبا، ثم كندا، ثم سويسرا والسويد ونيوزلندا وجاءت ترتيب أمريكا في المرتبة الحادية عشرة، أما روسيا ففي المرتبة السادسة والسبعين. أما جمهورية التوغو وعاصمتها لومي في غرب إفريقية فكانت أتعس الدول، وكذلك كثير من الدول الإفريقية. أما عن الدول العربية، فقد جاءت الإمارات في المرتبة السابعة عشرة، تليها السعودية في المرتبة السادسة والعشرين، أما الكويت فهي في المرتبة التاسعة والعشرين، وقطر في المرتبة الحادية والثلاثين، ولبنان في المرتبة الثانية والتسعين، أما المغرب ففي المرتبة المائة وخمسة! لن أتوقف كثيرا عند أهداف هذا المقياس، ولن أناقش الاقتصاديين الثلاثة البارزين الذين أشرفوا على هذا المقياس، ولن أحتج على عدم وضع مقياس لفلسطين بين الدول، ولكنني سأشير إلى ترتيب إسرائيل فقد جاءت في المرتبة الرابعة عشرة بين الدول السعيدة! تُرى من أين جاءت إسرائيل بهذه المرتبة المتقدمة ؟!! وقد أجاب الصحفي جيوليو موتي في يديعوت أحرونوت يوم 9/4/2012 على السؤال وقال: " من أين حصلت إسرائيل التي ليست لها حدود، الدولة الصغيرة على المرتبة الرابعة عشرة بين الدول السعيدة ، وهي المهددة من إيران وسوريا ، والتي تتعرض للقصف الصاروخي على إسدود وبئر السبع؟ إن سكانها البالغين 7,5 مليون، وهم أكثر بتسع مرات مما كانوا عام 1948 ، سعداء لنجاحهم الديموغرافي وامتزاجهم. إنهم سعداء لأنهم يعيشون في دولة تنوير، دولة العلماء والمتاحف ودور النشر، وهم سعداء لحصول خمسة منهم على جائزة نوبل، هم سعداء بتقدمهم الاقتصادي والإلكتروني. كما أن سعادتهم تعود إلى أن ثلثيهم يؤمنون بالله، وهم سعداء لارتباطهم بأرض الميعاد، ولمرونتهم! هم سعداء لأن الانتفاضة لم تؤثر في أخلاقهم، هم سعداء بسبب مفاعل ديمونا الإلكتروني، وبسبب جيش الدفاع المسخر لحمايتهم . هم سعداء لأنهم ينتصرون على المنتحرين المخربين ممن يودون إلقاء اليهود في البحر!!" انتهى الاقتباس من المقال بدون تعليق.