قال شيخ الأزهر، الدكتور محمد سيد طنطاوي، إنه يعرف الرئيس "الإسرائيلي" شمعون بيريز، وأنه مستعد لاستقبال أي رئيس إسرائيلي أو رئيس الوزراء "الإسرائيلي" ذاته في الأزهر "لخدمة السلام"، وأنه مستعد لزيارة القدسالمحتلة أيضاً "إذا سمحت الظروف الأمنية والسياسية"، على حد تعبيره. بيد أنّ الشيخ طنطاوي قال بالمقابل إنّ زيارة إيران "عليها عدة محاذير سياسية" في الوقت الراهن، خاصة بعد الفيلم الإيراني "إعدام فرعون" الذي طالب الأزهر بضرورة تقديم اعتذار رسمي من إيران عنه وإلغاء عرضه "وهو ما لم يحدث". ففي ما يبدو رداً على سخرية ناشطين سياسيين من قوله إنه لم يكن يعرف شمعون بيريز، الرئيس "الإسرائيلي"، حين صافحه على هامش مؤتمر "حوار الأديان" الذي انعقد في نيويورك خلال الأيام من 11 وحتى 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي؛ أكد طنطاوي في مقابلة مع صحيفة "العرب" القطرية أمس الجمعة، أنه يعرف بيريز. وبرّر طنطاوي لقاءه بيريز بالقول "فوجئت بقدوم رئيس الدولة ("الإسرائيلي") شمعون بيريز نحوي على هامش حوار الأديان بنيويورك مؤخراً وطلبه المصافحة"، مؤكداً أنّ اللقاء بينهما "لم يتجاوز دقائق ودار في إطار الترحيب والسلام". وقال شيخ الأزهر "كانت صدفة ولم تكن مخططة، المؤتمر شهد العديد من رؤساء الدول والقيادات الدينية، وتبادل الجميع عبارات الترحيب والمصافحة، فماذا كان مطلوباً مني؛ رفض مصافحة رئيس دولة نقيم معها علاقات سلام؟!". وأضاف طنطاوي "هذا الرئيس (بيريز) ليس له شأن بما قيل عن علاقة تطبيع مؤسسة الأزهر مع إسرائيل، فمن أين جاؤوا بهذا الكلام والانتقادات الساذجة؟!"، على حد وصفه. وقال شيخ الأزهر كذلك إنّ مكتبه مفتوح لاستقبال أي شخصية يهودية، وأنه لو طلب الرئيس الإسرائيلي أو رئيس الوزراء زيارة الأزهر "فما المانع في ذلك طالما أنّ ذلك يعود على خدمة السلام في المنطقة والقضية الفلسطينية"، حسب تعبيره. كما أعرب طنطاوي عن استعداده للذهاب إلى القدسالمحتلة "إذا سمحت الظروف الأمنية والسياسية بذلك، شريطة أن تكون في ذلك فائدة كبيرة على حلّ القضية الفلسطينية"، كما قال. وكان شيخ الأزهر قد قام بمصافحة الرئيس "الإسرائيلي" في مؤتمر الأممالمتحدة لحوار الأديان، في خطوة أثارت سخطاً واسعاً في مصر والعالم الإسلامي، لكنه قال إنها جاءت "من باب الصدفة"، واصفاً من يقومون بالترويج لما جرى ونشر صور تلك المصافحة بأنهم "مجانين". بيد أنّ طنطاوي تراجع عن هذا في حواره مع صحيفة "العرب"، قائلاً إنه يعرف بيريز خلافاً لما نقلت عنه صحف مصرية مستقلة في وقت سابق قوله "لقد صافحته دون أن أعرف شكله، وهذه المصافحة كانت عابرة، عابرة، عابرة، لأننى لا أعرفه أصلاً". وقال بيان لشيخ الأزهر إنّ "صورة المصافحة التي نشرت صحيحة وليست مزيفة، إلاّ أنّ المصافحة حدثت دون ترتيب، وتمّت بشكل تلقائي دون أدنى إعداد، وفي سياق غير ما وُظفت فيه". يُذكر أنّ جماعة "الأخوان المسلمين" اعتبرت مصافحة طنطاوي للرئيس "الإسرائيلي" بكلتي يديه في مؤتمر الأممالمتحدة لحوار الأديان؛ "إثارةً لمشاعر المصريين وإساءةً إلى الشعب المصري وإلى الأزهر الشريف"، مطالبة طنطاوي "بالاعتذار لكل المسلمين عن هذه المصافحة المرفوضة وغير المقبولة".