باريس تظاهر مئات الفرنسيين والعرب أمس في باريس مطالبين برفع فوري للحصار المفروض على قطاع غزة من قبل "إسرائيل"، ومنددين بما أسموه تواطؤ الدول الغربية مع تل أبيب وتعاون النظام المصري معها.ودعا المتظاهرون الاتحاد الأوروبي إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع عبر ميناء غزة البحري. وشارك في المسيرة أعضاء من الجالية الفلسطينية في فرنسا وقيادات من اللجنة العربية لحقوق الإنسان وناشطون من كبريات الجمعيات الفرنسية المناصرة للقضية الفلسطينية بالإضافة إلى ممثلين لأحزاب ونقابات يسارية محلية. وحمل المشاركون في المسيرة، التي جابت قلب العاصمة الفرنسية، لافتات كبيرة تدين إغلاق "إسرائيل" ومصر للمعابر البرية المؤدية إلى قطاع غزة وتشجب مواقف الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية التي وصفها المتظاهرون بالمتخاذلة. وردد المحتجون عبر مكبرات الصوت شعارات تؤيد استقلال فلسطين وتمجد المقاومة في غزة وفي الجنوب اللبناني. ووصف المتظاهرون الرئيس المصري، ب"المتعاون مع المحتل الإسرائيلي" عندما وصلوا إلى قبالة المركز الثقافي المصري الواقع على شارع سان ميشال وسط المدينة. وطوقت عناصر من قوات الأمن الفرنسية بناية المركز خوفا من أن يهاجمها بعض المشاركين في المسيرة الذين ألهبت مشاعرهم الأغاني والأناشيد الثورية العربية التي كانت تبثها مكبرات الصوت من حين لآخر. ازدواجية المعايير ووضع بعض المتظاهرين أقنعة على شكل وجه وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر الذي يعتبر من أوائل السياسيين الغربيين الذين أطلقوا فكرة "التدخل الإنساني"، منتقدين عدم مطالبته بتطبيق نفس المبدأ في قطاع غزة الذي يواجه وضعا وصفته وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة بالكارثة الإنسانية. وقال رئيس جمعية فلسطينييفرنسا وليد عطا الله، إن موقف كوشنر خير دليل على ازدواجية المعايير التي تستبطنها السياسات الغربية في منطقة الشرق الأوسط، مضيفا في تصريح للجزيرة نت، أن هذه المظاهرة تهدف إلى توجيه "رسالة عتاب إلى النظام المصري المتواطئ مع إسرائيل ضد أبناء شعبنا في غزة"، وإلى "إسماع صوتنا للفرنسيين والأوروبيين لإشعارهم بأننا نرفض مواصلة الحصار الظالم واللاإنساني على القطاع". ومن جانبه، اعتبر الناطق الرسمي باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان هيثم مناع، أن تجويع مليون ونصف مليون فلسطيني في غزة يمثل "جريمة حرب وفق ثماني مواد من اتفاقية جنيف الرابعة" المتعلقة بحماية المدنيين الخاضعين للاحتلال الأجنبي. ووصف مناع، في تصريح للجزيرة نت، قطاع غزة بأنه "أكبر معتقل جماعي على ظهر البسيطة"، مشيرا إلى أن 500 فلسطيني ماتوا بسبب عدم تمكنهم من الحصول على الدواء وأن 80% من سكان القطاع يعانون من البطالة. وطالب الناشط الحقوقي دول الاتحاد الأوروبي باحترام ما أسماها الحقوق الدنيا للإنسان الفلسطيني في غزة عن طريق توصيل المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع عبر ميناء غزة، مؤكدا أن إسرائيل لا تستطيع منع البواخر الأوروبية المحملة بالأغذية والأدوية من الوصول إلى ذلك الميناء "بحجة أنها تحمل أسلحة كما فعلت مع السفينة الليبية".