قال السيد عبدالوهاب معطر وزير التشغيل التونسي أمس إن حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى منح بلاده مرتبة متميزة ومتقدمة من حيث جلب العمالة والاستثمارات. وأضاف معطر خلال لقاء رجال الأعمال التونسيين والقطريين بالغرفة أمس «هناك توجه من قيادة البلدين على تعميق العلاقات حتى تكون نموذجا يحتذى به». جاء ذلك على هامش توقيع الاتفاقية بين غرفة تجارة وصناعة قطر ونظيرتها التونسيةصفاقس والتي أبرمها كل من محمد بن طوار الكواري نائب رئيس الغرفة ونظيره توفيق الحشيشة. وأكد معطر أن مجتمع الأعمال في كلا البلدين سيعطي دفعا لتعميق هذه العلاقات باعتبار أنهم يفتحون الجسور بين الدوحةوتونس. وكشف معطر أن التحدي الأكبر الذي تعيشه بلاده حاليا هو الملف الاقتصادي والاجتماعي، مشيراً إلى أن بلاده تزخر بالكفاءات البشرية والمناخ الاستثماري الجيد إضافة إلى نخبة مميزة من رجال الأعمال المسلحين بالسمعة الطيبة والمستعدة للإسهام في التنمية. ودعا معطر رجال الأعمال القطريين للاستثمار في بلاده، مؤكداً على أن الحكومة مستعدة لتذليل كل العقبات بما في ذلك القانونية والتشريعية، منزلة بذلك قطر المرتبة المتميزة والشريك المتقدم خاصة بعد إلغاء التأشيرة على القطريين. وتحدث عبدالوهاب معطر عن الصعوبات التي تمر بها بلاده خاصة فيما يتعلق بالتشغيل، مبينا أن هناك ربع مليون عاطل عن العمل من أصحاب الشهادات العليا في حين يزيد عدد العاطلين عن 800 ألف شخص. وأضاف معطر بالقول: «إن تونس مستعدة لتقديم كل الكفاءات المطلوبة لرجال الأعمال القطريين الذين يودون الاستثمار في تونس إضافة إلى تقديم تدريب عالي المستوى للكفاءات التي تنقصها الخبرات «. وقال إن مجتمع الأعمال يعد رائد التنمية حاليا للنهوض ببلدان الثورة وترجمة هذه الحريات على أرض الواقع، مؤكداً على ما قدمته قطر من تسهيلات لتونس بما في ذلك البحث حاليا عن انتداب نحو 25 ألف تونسي في جميع الاختصاصات. دفع العلاقات من جانبه، أشار محمد بن طوار الكواري نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر أمس إلى زيارة الوفد التجاري التونسي سيسهم في دفع وتعزيز وتعميق علاقات التعاون التجاري والاستثماري بين رجال الأعمال في البلدين الشقيقين بما يرقى بمستوى الطموحات ويتناسب وحجم العلاقات المتميزة التي تربط الشعبين وقيادتهما الرشيدة. وقال إن غرفة تجارة وصناعة قطر تؤمن بأهمية تنظيم مثل هذه اللقاءات التي تجمع ممثلي الدول والمؤسسات والأفراد تحت مظلة واحدة للنقاش والحوار في خلق فرص استثمارية تعود بالنفع والفائدة على الاقتصاد الوطني. وبين أن دولة قطر بفضل السياسات الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى أصبحت في مقدمة دول العالم الجاذبة للاستثمارات الخارجية، وذلك بفضل الاستراتيجية التنموية الشاملة التي تتبناها البلاد والتي تهدف إلى الوصول بقطر إلى مصاف دول العالم المتقدمة بحلول العام 2030، وهو الأمر الذي استلزم تطوير البني التحتية وإقامة مشروعات عملاقة، والتي بالطبع ستجذب العديد من الشركات العالمية. وبين أن الفرصة مهيأة أمام الشركات التونسية للمشاركة في تنفيذ هذه المشروعات سواء بمفردها أو من خلال دخولها في شراكات مع شركات قطرية. وأكد أن الغرفة وكافة الجهات المعنية بدولة قطر على استعداد لتقديم كل دعم وعون ومعلومات عن المشروعات التي يتم تنفيذها بمنتهى الشفافية والوضوح لتكون مشاركة الشركات التونسية في تنفيذ هذه المشروعات ترجمة صادقة لتوجهات حكومتنا الرشيدة بالانفتاح الواعي على العالم الخارجي والاستفادة بما لديه من خبرات وتكنولوجيا. واعتبر بن طوار أن اللقاء فرصة لتعريف مجتمع الأعمال القطري بفرص ومجالات الاستثمار بتونس لإتاحة الفرصة لإقامة شراكات متوازية ومتوازنة بين الجانبين. إلى ذلك اعتبر السيد توفيق الحشيشة كاتب عام غرفة تجارة وصناعة صفاقس أن علاقات بلاده مع الدوحة تاريخية ومتقدمة، مبينا أن حجم التبادل التجاري الحالي لم يرتق للمستوى المطلوب حيث بلغ نحو 15 مليون دولار العام الماضي. وكشف عن أن حجم الاستثمارات القطرية في تونس قد بلغ إلى عام 2011 نحو 840 مليون دولار. وقال الحشيشة إن الاتفاقية الموقعة بين الطرفين ستدفع على زيادة التبادل التجاري وتعزيز الاستثمارات بين البلدين، كما أشار إلى أن الوفد التونسي يضم نحو 28 شخصا يعملون في مختلف المجالات الإنتاجية. مناخ استثماري وقدمت السيدة جيهان بن رمضان ممثلة وكالة الاستثمار الخارجي عرضا عن مناخ الاستثمار في تونس، حيث أشارت إلى وجود شركتين قطريتين فقط تعملان في تونس في مجالي الزراعة والخدمات من إجمالي 3322 شركة أجنبية في الدولة، مشيرة إلى أن حجم استثماراتها تقدر بنحو 900 مليون دينار تونسي وتوفر نحو 864 فرصة عمل مباشرة. وتحدثت بن رمضان عن التعاون القطري التونسي حيث يعمل مسؤولو البلدين حاليا على تحديث اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمارات المتبادلة والتي سيتم الإعلان عنها قريبا. كما تحدثت عن عدد من المشاريع الاستثمارية القطرية في تونس منها مشروع تهيئة سبخة بن غياضة في المهدية حيث يتم العمل حاليا على مواصلة استصلاحها بقيمة تصل إلى 25 مليون دولار، إضافة إلى البدء في إنجاز شركة الديار للمنتج السياحي بتوزر على مساحة 60 هكتارا وبتكلفة 80 مليون دولار. وأشارت بن رمضان إلى المزايا التفاضلية التي توفرها تونس منها الموقع الجغرافي حيث تقع تونس في قلب المتوسط وتمثل نقطة تواصل بين العالم العربي وإفريقيا وأوروبا، كما توفر أكثر من 600 رحلة في الأسبوع نحو كل العواصم الأوروبية. البنية التحتية وتحدثت بن رمضان عن البنية التحتية في بلادها حيث تمتلك تونس نحو 10 أقطاب تكنولوجية في قطاعات مختلفة ويوجد نحو 14 قطبا آخر قيد التنفيذ والدراسة. وأضافت أنه يوجد حاليا نحو 9 مطارات دولية ونحو 7 موانئ تجارية إضافة إلى مطار النفيضة الدولي الشبيه بمطار الدوحة الدولي وميناء ضخم في المياه العميقة. كما تحدثت بن رمضان عن نحو 100 منطقة صناعة مهيئة ومنطقتين للتجارة الحرة في كل من بنزرت وجرجيس جنوب البلاد. وأكدت بن رمضان أنه رغم الثورة الأخيرة تظل تونس تحتل المرتبة 40 في مجال التنافسية الاقتصادية لعام 2011 وهي الأولى إفريقيا ومغاربيا. وقالت بن رمضان إن تونس ستصبح نموذجا يحتذى به في صناعة مكونات الطائرات حيث تمتلك قطبا صناعيا لصناعة الطائرات يمتد على مساحة 200 هكتار وتبلغ طاقة التكوين لديه نحو 4000 شخص سنويا في مختلف الاختصاصات المتعلقة بهذه الصناعة نتيجة وجود 15 مركزا قطاعيا للتكوين ومطابقا للمعايير الدولية.
