باريس وكالات الفجرنيوز: اعتبر عميد مسجد باريس الدكتور دليل بوبكر الإثنين أن تدنيس 500 قبر بمربع المسلمين بالمقبرة العسكرية 'نوتردام دو فلورات' بالقرب من آراس بشمال فرنسا والتي شهدت إحدى معارك الحرب العالمية الأولى، ، يشكل 'فعلة دنيئة و مثيرة للسخط'، ودعا إلى سرعة تقديم مرتكبيه للعدالة. وقال الدكتور بوبكر في تصريح نقلته وكالة الانباء الجزائرية ان 'تدنيس 500 قبر في ليلة واحدة يظهر كل الحقد والضغينة والاستفزاز إزاء الجالية المسلمة بفرنسا عشية الاحتفال بعيد الاضحى'. واضاف عميد مسجد باريس: 'هناك روح عدائية للإسلام بفرنسا'، داعيا السلطات العمومية إلى ضرورة محاربة هذه الظاهرة ذات الأبعاد العنصرية والمعادية للأجانب وحماية هؤلاء (المسلمين) الذين حاربوا إلى جانب الجنود الفرنسيين خلال الحرب العالمية الأولى. وتعد هذه العملية الثالثة من نوعها بنفس المقبرة حيث أحدثت العديد من ردود الأفعال الرسمية وكذلك من الجمعيات المناهضة للعنصرية. وأدان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاعتداء الذي تعرضت له مقبرة (نوتردام دو لوريت) العسكرية بالقرب من بلدة أراس. وقال ساركوزي في بيان أصدره مكتبه 'هذا العمل الدنيء والمقزز للنفس الذي يأتي بعد الاعتداء الذي وقع في نيسان/ أبريل تعبير عن العنصرية الكريهة التي تستهدف المسلمين في فرنسا'. وقالت الشرطة إن الشواهد البيضاء لقبور الجنود المسلمين الذين قتلوا دفاعا عن فرنسا تعرضت للرش برذاذ أسود وكتبت عليها شعارات النازيين الجدد. واكتشف أحد قدامى المحاربين الذي كان يزور المقبرة الكتابات التي تضمنت عبارات ك'تحية هتلر' وصلبانا معقوفة. وقال مصدر في الشرطة إن 500 من بين 575 شاهد قبر لمسلمين في المقبرة تعرضت للتشويه. وخاض مئات الالاف من الجنود المسلمين من المستعمرات الفرنسية في أفريقيا الحرب العالمية الاولى وقتل عشرات الالاف منهم. وتعيش في فرنسا حاليا أكبر طائفة إسلامية في أوروبا. واعتبرت الحركة المناهضة العنصرية ومن أجل الصداقة بين الشعوب أن 'اختيار عيد الأضحى دليل على استفزاز مزدوج لروح الذين ماتوا وأقربائهم و للجمهورية التي أذلت من خلال تدنيس قبور هؤلاء الجنود الذين قدموا حياتهم فداء لفرنسا'. من جهتها اعربت مجموعة 'المساواة أولا' عن استيائها لهذا التدنيس الجديد، واعتبرت أنه 'فضلا عن الذعر والسخط اللذين يثيرهما هذا السلوك فإننا نبقى مندهشين إزاء اللاعقاب الذي يستفيد منه الفاعلون'. وذكرت المجموعة في بيان لها أن هذه 'ثالث مرة تدنس فيها ذاكرة هؤلاء المقاتلين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم مسلمون ماتوا من أجل فرنسا'، واعتبرت أنه آن الأوان للاعتراف بان معاداة الاسلام تشكل هي الأخرى شكلا من أشكال العنصرية وإدانتها'. كما ابرزت ضرورة 'العمل بحزم و قوة من أجل مكافحة هذا السلوك'. وقد دنست القبور ال500 ليلة الأحد الى الاثنين بوضع كتابات عنصرية ورسوم للصليب المعقوف و هي ثالث مرة في غضون سنتين حيث تم تدنيس المقبرة العسكرية مرتين منذ سنة 2007 اولاهما ليل الخامس للسادس من نيسان/ابريل 2008 حيث كتبت على 148 قبر عبارات مسيئة للإسلام و ثانيهما ليلة 18 الى 19 نيسان/ابريل 2007 عندما دنس 52 قبرا. وسرعان ما أدان العديد من المسؤولين السياسيين الفرنسيين هذا التدنيس الذي اعتبره الرئيس نيكولا ساركوزي 'عنصرية مقرفة' ورأت فيه الأمينة الأولى للحزب الاشتراكي مارتين اوبري 'مساسا بجميع الفرنسيين'.