بسم الله الرحمان الرحيم لقد أعلنت حركة النهضة عن نفسها منذ السادس من جوان 1981 وقدمت طلبا رسميا في الترخيص القانوني حسب مقتضيات القانون، واستمرت في المطالبة بحقها في العمل في إطار القانون رغم تعنت السلطة وردودها السلبية المتمثلة في الإعتقال والتعذيب والسجن، وفي كل فرصة تشعر فيها الحركة ببادرة انفتاح إلا وتعيد الكرة في تقديم طلب التأشيرة، مستجيبة لكل شروط السياسة والقانون، ساعية إلى إحداث التطويرات المطلوبة شكلا ومضمونا، غير أن السلطة استمرت على نهج الرفض المصحوب بالإقصاء والتنكيل تهمة الإنتماء لجمعية غير مرخص فيها ليست جديدة بل من أجلها ابتلي كل أبناء الحركة اعتقالا وتعذيبا وموتا وسجنا وتهجيرا ومحاصرة وترويعا وتجويعا، غير أن الجديد في التهمة هذه المرة أنها ستأتي بلا توابل ولا أملاح، ومن أين للمطبخ البوليسي أن يأتي هذه المرة بملفقات الموالات للخارج أواستعمال العنف أوالإنقلاب على الحكم، سيضطر الطباخ هذه المرة أن يحضر الطبق بلا نكهة ولا طعم وسيضطر النادل لتقديمه إلى العموم كما هو، لأنه غير مخول لمناقشة الطباخ في مجال اختصاصه وما تعود إلا على تطبيق الأوامر سبق للرئيس السابق لحركة النهضة الشيخ الصادق شورو أن حوكم بتهمة الإنتماء وقضى من أجلها في السجن قرابة العقدين ولم نسمع عنه يوما أنه أنكر انتمائه أو تراجع عنه فما الجديد الذي حصل وما هي الرسالة؟ إن كانت رسالة الشيخ الصادق شورو واضحة وصريحة ومعلنة وهي الإصرار على الحق والثبات علية والابتعاد عن الأوهام والإتكال عليها، فإن رسالة السلطة غامضة ومبهمة تحتمل العديد من التأويلات، غير أن محورها هو الإرتباك مع الإصرار على النهج الخطأ حرية التنظم حق يكفله الدستور والمواثيق الدولية ولا يحق للقانون أن يخالف روح الدستور والمبادئ الدولية المنادية بالحقوق والحريات وعليه فحرية الإنتماء حق نابع من حرية التنظم وذلك مما يخرج الإنتماء عن دائرة الإتهام والتجريم لتبقى التهمة الوحيدة في قضية الحال هي عدم الترخيص و هي جريمة تُعاقب عليها السلطة لأنها هي التي ارتكبت هذه الجريمة وتمادت في ارتكابها منذ أكثر من سبع وعشرين سنة غير أن للسائل أن يسأل من سيحاسب السلطة وهي فوق القانون وفوق الشعب ومحمية من "الشرعية الدولية"؟ الجواب جاء على لسان الشيخ الصادق شورو بأن الذي سيحاسب السلطة هو التاريخ وأن التاريخ لا يرحم، قد يضحك البعض عن التاريخ وحساب التاريخ ولكن لا أحد يجرأ في داخله على الضحك على حساب يوم الحساب "ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا، يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا، لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني، وكان الشيطان للإنسان خذولا" إعتقال الشيخ الصادق شورو في زمانه و ظروفه وبمضامينه يمثل وضعية صعبة ومزرية للسلطة خاصة ومشينة للبلاد عامة فهل تقدر السلطة على تخطيها بالتواضع للحق ومسايرة موجة الحرية واحترام وعي الشعب ونضجه، لتتحسن صورة بلادنا وتتحقق فيها التنمية الحقيقية بتكاتف جهود كل أبناءها في البناء والتشييد محمد زريق كندا 10 ديسمبر 2008 المصدر بريد الفجرنيوز