جنيف(سويسرا)منحت لجنة الجائزة السنوية لمنظمة (حملة شارة حماية الصحفي) السويسرية غير الحكومية جائزتها لعام 2012 الى الاعلاميين والمناضلين السوريين الذين "أخبروا العالم بتفاصيل ما يجري في سوريا من مذابح وقمع يتعرض لهما الشعب السوري منذ اندلاع ثورته". وتسلم الجائزة نيابة عن اسر ضحايا الاعلاميين واولئك الذين يعرضون حياتهم للخطر الدكتور توفيق شماع ممثلا عن (المركز السوري للاعلام وحرية التعبير) حيث اكد لوكالة الانباء الكويتية (كونا) "ان تلك الجائزة مسؤولية مزدوجة فمن ناحية يجب مواصلة مسيرة ابلاغ العالم بالفظائع التي يعيشها الشعب السوري ومسؤولية معرفة اين اختفى الاعلاميون وكيف تم اغتيال من سقط منهم شهداء". واكد "ان الجائزة هي للثورة والصحفيين الشرفاء الذين كشفوا للعالم حجم المأساة في سوريا من قتلى وجثث النساء والاطفال تحت الانقاض والمدن التي دكتها المدفعية السورية وووثقوا للتاريخ مشهدا مخيفا للغاية لمجزرة بشعة يتعرض لها الشعب السوري منذ منتصف مارس 2011". في الوقت ذاته اوضح ان الاعلاميين سواء اصبحوا من الضحايا اوالمعتقلين او من اختفوا هم من كشفوا حقيقة النظام السوري الذي دأب على الكذب وتشويه الحقائق والتسويف والمماطلة وبث الاخبار المشوهة عن الثورة السورية الشريفة بكل ما تعنيه الكلمة". واشار الى ان "الاعلام الحديث وتقنياته المتطورة كان لهما دور كبير في توصيل الاحداث السورية المؤلمة لحظة وقوعها وساعة بساعة الى كافة انحاء الكرة الارضية كما ساهمت في توثيق الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي تعرض لها الشعب السوري الاعزل على يد قوات النظام كما لا يمكن لأحد ان ينكر او يدعي بانه لم يكن يعرف". وأوضح في تصريحه ل(كونا) أن عمل الاعلاميين السوريين في تنسيق رصد واعداد اشرطة توثيق الثورة والانتهاكات محفوف بالمخاطر والسرية المطلقة لكن توصيل تلك الاحداث الى العالم رسالة يتحملون تبعاتها حتى ولو كانت ارواحهم فداء للثورة السورية. وشدد على اهمية دور الاعلام الدولي في نشر الفظائع التي يتعرض لها السوريون على يد قوات النظام وان يفضح اكاذيبهم التي يحاولون من خلالها قلب الحقائق وتشويه صورة الثورة مشيدا في الوقت ذاته بتغطية الاعلام الخليجي بشكل عام والكويتي بصفة خاصة للاحداث في سوريا. من جهتها قالت رئيسة الحملة هدايت عبدالنبي في تصريح ل(كونا) ان الجائزة تكرم هؤلاء المناضلين الذين لم يدخروا جهدا في ايصال رسالتهم إلى العالم ونشر اخبار الانتفاضة السورية رغم المخاطر الشديدة المحيطة بهذا الجهد سواء من تصفية جسدية او اعتقال أو تعذيب. واكدت ان اوضاع الصحافيين في سوريا خطير للغاية اذ لقي أكثر من 15 صحفيا مصرعهم مستدركة بالقول "ولو أن الأرقام تضمنت (المدونون) و (الصحفيون المواطنون) لارتفع الرقم الى 30 قتيلا منذ بداية الانتفاضة السورية في 25 مارس 2011". واشارت الى ان الجائزة "تكرم ضحايا انهار الدم التي سالت في سوريا والتضحية الكبرى للشعب السوري وكل المناضلين السوريين الذين يدافعون عن حرية الرأي والتعبير والصحفيين والمواطن الصحفي والمدونين والأطفال السوريين الأبرياء الذين سقطوا بالمئات خلال المعركة الحالية لتحرير بلادهم". في الوقت ذاته حذر سكرتير عام الحملة بليز لمبان من ان وضع الإعلام خطير للغاية في سوريا لاسيما مع استهداف الصحفيين ومعاناتهم من الاجراءات التعسفية مضيفا "ورغم ذلك فقد فشلت السلطات السورية في فرض الصمت واستمرت المعلومات في الخروج من سوريا بسبب الشجاعة الفائقة للمناضلين السوريين الذين نكرمهم اليوم". وتتفق عبدالنبي مع لمبان في اهمية استمرار حملة تعبئة الحكومات من اجل مواجهة مشكلة استهداف الصحفيين عالميا والعمل على محاسبة من قام بهذه الجرائم لضمان حماية افضل للصحفيين لاسيما ان حالة الصحفيين في تدهور فمنذ بداية العام لقي 65 صحفيا وصحفية مصرعهم وتعرض الكثير من الصحفيين والصحفيات إلى الإصابة والاستهداف والاعتقال خلال أحداث الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا. وتمنح المنظمة التي تتخذ من مدينة جنيف مقرا لها جائزتها السنوية في الرابع من يونيو الذي يواكب الذكرى السنوية لانشائها. تامر أبوالعينين التاريخ : 05/06/2012