اعتبر الرئيس التونسي منصف المرزوقي في مداخلة ألقاها الثلاثاء في الندوة السنوية لمؤسسة الواحة الدولية بتونس، انه لا يجب النظر إلى مسالة الحرية الدينية بمعزل عن عديد السياقات وان التجاذبات بين الحرية الدينية والفكرية ليست حكرا على المجتمعات الإسلامية دون غيرها، مؤكدا ان الحوار بين الأديان هو الطريق الوحيد والسبيل الأيسر لتجاوز الخلافات والصراعات وإرساء علاقة سليمة بين الإسلام والمسيحية وبين الأديان بصفة عامة وقال المرزوقي في كلمته انه "لا ينبغي النظر إلى مشكلة الحرية الدينية بمعزل عن مسألة المواطنة و بالتالي الديمقراطية، ومجمل القيم والآليات بما في ذلك حرية التعبير". ورأى ان "الحوارات والتوازن بين حرية التعبير والحرية الدينية، ومكانة الرموز الدينية في الفضاء العام ومعنى ومكانة المقدس، ليست حكرا على تونس او على الاسلام "، حسب قوله معددا في هذا الاطار جملة من أمثلة بينها تطرق المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان لمسألة تعليق الصلبان في المدارس الايطالية ومعارضة الأمريكيين لبناء مسجد قرب موقع أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر وغيرها وقال المرزوقي "إن الحجة القائلة بالحرية الدينية لا تستخدم دائماً لغايات تقدمية لكن في بعض الأحيان تستعمل للإبقاء على سيطرة المؤسسات الدينية على أعضاء مجتمعاتهم"، حسب قوله معتبرا أن "الفهم الصحيح لجوهر الدين وتعاليمه السمحة تبعد الجميع عن دائرة الوثوقية والدغمائية والتعصب والأحكام الجاهزة التي تعطل نشوء حوار حقيقي وخصب بين العالم الغربي والإسلامي" وخلص المرزوقي الى القول بأنه يجب المحافظة على اتجاه معين هو "ضرورة الدفاع عن حرية الضمير لأنها تمثل الأساس لنوع من الانتماء المعاصر وهو المواطنة والانتماء الديني اليوم يؤسس لانتماء لجماعة إيمان وليس انتماء لجماعة وطنية حيث يمكن أن تكون مواطنا تونسيا وان تكون مسلما أو مسيحيا أو يهوديا أو ملحدا والاهم هو ان تكون ما تريد من دون عراقيل و من دون صراع"، حسب تعبيره