تدور اشتباكات عنيفة منذ فجر الثلاثاء في ضواحي دمشق حول مقرات الحرس الجمهوري المكلف حماية دمشق وريفها، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "الاشتباكات في قدسيا والهامة بريف دمشق تدور حول مراكز الحرس الجمهوري ومنازل ضباط الحرس وعوائلهم، على بعد نحو 8 كيلومترات عن ساحة الامويين في قلب العاصمة السورية". واضاف انه "تم تفجير دبابة للقوات النظامية عند مدخل قدسيا"، لافتا الى ان "هذه هي المرة الاولى التي تستخدم فيها القوات النظامية المدفعية في مناطق قريبة الى هذا الحد من قلب العاصمة ما يدل على عنف الاشتباكات". ولفت عبد الرحمن الى ان "هذه الاشتباكات هي الاعنف وتختلف عما كان عليه الامر في كفر سوسة والمزة، كونها تشهد استخدام القصف من قبل القوات الحكومية على مسافات قريبة في ضواحي دمشق". واكد مدير المرصد ان "وصول الاشتباكات الى دمر يعني انها اقتربت من قلب العاصمة دمشق". واضاف ان القصف والاشتباكات في قدسيا ودمر والهامة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين "مستمر منذ ساعات ما يعني ان ما يحصل ليس عملية كر وفر"، مؤكدا ان "اصوات الانفجارات تسمع في كل من دمر والقدسية والهامة ومدينة قطنة". وتصاعد السجال الاثنين بين تركيا وسوريا على خلفية اسقاط المقاتلة التركية الجمعة الفائت قبالة السواحل السورية، اذ اعتبرت انقرة ان الحادث يشكل "عملا عدوانيا الى اقصى درجة" متوعدة بوقف تصدير الكهرباء الى سوريا. وجاء هذا الموقف التصعيدي ردا على اعلان الخارجية السورية في وقت سابق الاثنين ان حادث الطائرة التركية هو "انتهاك صريح للسيادة السورية". في هذا الوقت، تواصلت اعمال العنف في سوريا وخصوصا القصف العنيف لمدينة حمص واحصى المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 95 شخصا على الاقل بينهم 61 مدنيا. ووصف نائب رئيس الوزراء التركي والمتحدث باسم الحكومة بولند ارينج الاثنين اسقاط سوريا الجمعة لطائرة حربية تركية قبالة سواحلها بانه "عمل عدواني الى اقصى درجة". وقال ارينج خلال مؤتمر صحافي في ختام اجتماع لمجلس الوزراء ان "استهداف طائرة بهذه الطريقة من دون انذار مسبق هو عمل عدواني الى اقصى درجة". واضاف "ليس ثمة شك ان السوريين استهدفوا طائرتنا عمدا في الاجواء الدولية. المعطيات التي لدينا تظهر ان طائرتنا اصيبت بصاروخ موجه بواسطة الليزر او بنظام الحرارة". واذ اكد ارينج ان طائرة انقاذ بحري تركية تعرضت لنيران سورية فيما كانت تقوم بعمليات بحث في محاولة للعثور على طياري المقاتلة التركية، اعلن ان تركيا ستقرر في الايام المقبلة ما اذا كانت ستوقف صادراتها من الكهرباء الى سوريا ردا على اسقاط الجيش السوري لطائرة حربية تركية الجمعة. وقال "لقد راينا حتى الان ولاسباب انسانية انه من الافضل تزويد سوريا بالكهرباء لكي لا تتاثر الحياة اليومية للسكان". واضاف "في الوقت الراهن نواصل ذلك، لكن الموضوع مطروح على جدول اعمال الحكومة. اعتقد انه سيكون هناك اعلان في غضون يوم او يومين بشان ما اذا كنا سنواصل هذا الامر ام لا". ونددت تركيا الاثنين ب"عمل عدائي" قامت به دمشق في رسالة وجهتها الى مجلس الامن والامين العام للامم المتحدة بان كي مون. واوردت الرسالة التي حصلت فرانس برس على نسخة منها ان "هذا الهجوم في الاجواء الدولية الذي قد يكون ادى الى مقتل طيارين تركيين، يشكل عملا عدائيا من جانب السلطات السورية ضد الامن الوطني لتركيا". واعتبرت انقرة ان هذا الحادث "يشكل تهديدا خطيرا للسلام والامن في المنطقة". واضافت الرسالة ان "تركيا تحتفظ بامكان الدفاع عن حقوقها استنادا الى القوانين الدولية". وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي اعلن في وقت سابق ان حادث الطائرة التركية التي اسقطتها الدفاعات الجوية السورية "انتهاك صريح للسيادة السورية مثبت بالوقائع وبالتصريحات التركية نفسها التي قالت انه تم انتهاك الاجواء السورية". واشار الى ان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو "روى رواية مغايرة تماما لوقائع هذا الاعتداء على السيادة السورية"، واصفا ما قاله بانه "عار عن الصحة وغير دقيق". وكان اوغلو اتهم الاحد سوريا باسقاط المقاتلة التركية اثناء وجودها في المجال الجوي الدولي، موضحا ان الطائرة كانت تقوم بطلعة تدريبية من دون اسلحة وبهدف اختبار نظام رادار. ودعت تركيا على خلفية هذا الحادث حلف شمال الاطلسي التي هي عضو فيه الى الاجتماع، الامر الذي استجاب له الحلف معلنا عقد الاجتماع الثلاثاء في بروكسل. وقال مقدسي انه اذا دعم هذا الاجتماع الاستقرار "نتمنى له التوفيق... اما اذا كان عدواني الطابع، فاطمئنهم بان الاجواء السورية والاراضي السورية والمياه السورية مقدسة بالنسبة الى الجيش السوري، كما الاجواء التركية والاراضي التركية والمياه التركية مقدسة للجيش التركي". ووصف دور الاتحاد الاوروبي في الازمة السورية بانه "سلبي". وبعدما اجمعت الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي على وصف اسقاط دمشق مقاتلة تركية بانه عمل "غير مقبول" عززت الاثنين ضغوطها على دمشق لكنها تفادت اي تصعيد عسكري عشية انعقاد اجتماع للحلف الاطلسي مخصص للحادث. وتبنى وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي المجتمعون في لوكسمبورغ مجموعة عقوبات جديدة بحق سوريا هي السادسة عشرة منذ بدء الاحتجاجات الشعبية وقمع النظام الدامي لها قبل اكثر من عام، وتستهدف شركات ووزارات جديدة وتوسع نطاق الحظر على شراء الاسلحة. ونددت السفيرة الاميركية لدى الاممالمتحدة سوزان رايس الاثنين ب"فشل ذريع" للامم المتحدة في سوريا مجددة الدعوة الى فرض عقوبات لممارسة ضغط على دمشق، وذلك خلال نقاش في الاممالمتحدة حول حماية المدنيين في النزاعات. وقالت "منذ اكثر من عام اظهر هذا المجلس انه عاجز عن حماية الشعب السوري من الاعمال الوحشية التي تقوم بها حكومته" مشيرة الى ان القمع الذي تقوم به دمشق "اصبح اكثر خطورة على السلام والامن الدوليين".