أقام بيننا خلال المدة الأخيرة صحفي أردني من أصل فلسطيني يدعى نضال منصور هو صاحب جريدة "الحدث" العمانية ومدير "مركز حماية وحرية الصحفيين" الذي جاء إلى تونس ما بعد الثورة للإشراف على دورة تدريبية للصحفيين التونسيين في نطاق "برنامج شبكة المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي" بصفته خبيرا ومناضلا حقوقيا خصوصا في ميدان الدفاع عن الصحفيين وحرية الصحافة في العالم العربي. بينما الواقع هو غير ذلك فصاحبنا سبق له أن "شرّف" بلادنا مرارا وتكرارا في عهد "الزين بابا" حيث ينزل أحيانا بمفرده وأحيانا رفقة أفراد عائلته ضيفا مبجلا على وكالة الاتصال الخارجي وك"ضيف شرف" لبلادنا يتولى دافعو الضرائب خلاص إقاماته هو وعائلته في النزل الفاخرة. فالزين يستضيفه والشعب يدفع الفاتورة. هذا هو الجزء الظاهر من جبل الثلج أما الجزء الخفي فقد يكون أعظم. وطوال عهد بن علي لم ينطق الرجل ببنت شفة حول انتهاكات حقوق الإنسان والتعدي على حرية الصحافة والصحفيين، بل كان من المساهمين في التعمية عليها وتغطيتها. فمن أتى به إلى بلادنا ومن هي الجهة التي استدعته ومن أوكل له مهمة تدريب صحفيي ما بعد الثورة؟! يبدو أن سياسة "إخدمني ونخدمك"، و"وكّلني نوكّلك" مازالت أمامها في بلادنا أيام طويلة زاهرة. فاقتلاع رأس النظام غير كاف للانتقال من عهد إلى عهد إذ أن القديم يترك وراءه منظومته قائمة سليمة تواصل عملها حسب الآليات القديمة وبالرجال الذين اصطفاهم. الصباح التونسية جمال الدين بوريقة