بيت لحم مع اقتراب مناسبة عيد الميلاد للطوائف المسيحية حسب التقويم الغربي الخميس المقبل، يجد مسيحيو فلسطين ما يعكر صفو عيدهم واحتفالاتهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي ضاعف معاناتهم باعتقالاته وتوغلاته إلى مدينة بيت لحم –مهد المسيح- ومنعهم من الوصول إلى مدينة القدس.
وتعددت أشكال الاعتداءات الإسرائيلية على مدينة بيت لحم ومدينة القدس، حيث الأماكن المسيحية المقدسة التي تشهد توافد عشرات الآلاف من المسيحيين من أنحاء العالم كافة.
وتقيم قوات الاحتلال العديد من الحواجز الثابتة والمتحركة إضافة إلى تنفيذ توغلات يومية ومداهمة المنازل واعتقال العشرات ومنع التصاريح لمسيحيي قطاع غزة.
وقال الدكتور فكتور بطارسة رئيس بلدية بيت لحم إن الاعتداءات الإسرائيلية على مدينة بيت لحم شبه يومية وإنها تصاعدت في الفترة الأخيرة مع اقتراب عيد الميلاد المجيد بهدف تعكير جو الاحتفالات وينعكس ذلك على الحجاج والسياح الذين يأتون من الخارج، "ولكن مع ذلك فالاحتفالات ستقام وهناك أعداد كبيرة من الحجاج وهذا أكبر تحد للاحتلال".
وضع العراقيل وقال بطارسة للجزيرة نت إن إسرائيل تقيم العديد من الحواجز على مداخل ومخارج مدينة بيت لحم.
وأضاف أن "هناك أكثر من ستة حواجز بينها أربعة ثابتة، تعرقل دخول الحجاج في بعض الأحيان، بينما الخروج من بيت لحم ومناطقها عن هذه الحواجز صعب جدا وربما يحتاج الحاج إلى عدة ساعات لتجاوز أي حاجز مما يؤثر على المبيت بفنادق بيت لحم التي لا تكاد تتسع لكل هذه الأعداد التي تصل إلى عشرات الآلاف".
أما وزيرة السياحة والآثار في حكومة تسيير الأعمال برام الله فقد أكدت أن المعوقات الإسرائيلية موجودة على مدار السنة في جميع المدن الفلسطينية، وخاصة مدينة بيت لحم، من الحواجز وجدار العزل العنصري والاقتحامات اليومية.
وقالت دعيبس للجزيرة نت "إن الاحتلال الإسرائيلي سمح فقط خلال فترة الأعياد ولمدة شهر واحد بإعطاء 15 ألف تصريح للمسيحيين الفلسطينيين من الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 ومسيحيي الضفة وغزة للدخول إلى مدينة القدس وبيت لحم وزيارة الأماكن الدينية المسيحية المقدسة، وإنها قدمت 300 تصريح للحجاج والسياح من غزة".
وأشارت إلى أنه برغم معوقات الاحتلال فإن هناك طلبات كبيرة للقدوم إلى بيت لحم، ومن المتوقع أن يفوق عدد الحجاج مليون حاج، "وهذا يعزز مكانة بيت لحم وفلسطين كمقصد سياحي وديني مهم، وكمكان يتمتع بأهمية عالمية ودينية لدى جزء كبير من العالم مهتم بالقدوم رغم الظروف السياسية الصعبة".
ومن جهته أكد الأب رئيس كنيسة اللاتين بقطاع غزة مانويل مسلم أن إسرائيل ما زالت تتعنت بمنح تصاريح خاصة لعبور مسيحيي قطاع غزة إلى الضفة الغربية للمشاركة في احتفالات عيد الميلاد. تصاريح مزورة وأفاد مسلم للجزيرة نت بأن إسرائيل تستهدف الفلسطينيين كلهم سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين ولا تمنح التصاريح لأحد، "ونحن قدمنا طلب تصاريح لنحو 750 شخصا من أصل 3500 مواطن مسيحي موجودين بغزة، وإسرائيل لن تعطينا سوى 300 تصريح فقط، سترفض منها قرابة 200 تصريح لأنها ستكون مزورة –كما تفعل إسرائيل عادة- وبالتالي لن يسمح سوى ل100 حاج مسيحي بدخول الضفة الغربية، كما أنها تحدد أعمارا معينة في التصاريح".
ولفت إلى أن كرامة الإنسان الفلسطيني وعواطفه وإنسانيته مداسة بالأرض، "فإسرائيل لا تعطينا أبسط حقوقنا وهو الحق في العبادة بسبب الحصار الذي تقيمه على قطاع غزة والضفة الغربية".
وأكد مسلم أن إسرائيل لا تبحث عن جزء في المائة من السلام، وهي مستمرة في حربها على شعب فلسطين، قائلا "هذه نكبة متجددة فالذي يمنع المواطن من التلاقي مع أخيه ويحرمه حق العبادة لا يبحث عن سلام".
وأشار الأب مسلم إلى أن الحاج الأجنبي أصبحت طريقه أسهل إلى بيت لحم من الحاج الفلسطيني الذي لا يبعد سوى عدة كيلومترات فقط عنها، مؤكدا أن هذا "تدمير للإنسان الفلسطيني".