يريدون إشاعة الفاحشة السياسية فى الذين ثاروا .نجاح أحد طلقاء الثورة المدعو معز بن غربية فى بث حواره مع أحد أباطرة الفساد فى زمن العلو النوفمبرى المافيوزى سليم شيبوب ليس إلا بركة من بركات حكومة الأيادى المرتعشة التى لم تقدر و لن تقدر لا على حفظ هيبة القانون و الدولة و لا على حفظ أمانة الشهداء و صيانة هيبة الثورة أما ضياع الهيبة الأولى فيكفينا النظر فى موائد الإفطار الجماعى التى نظمتها وزارة العدل طيلة الأشهر الماضية و التى أكل منها كل من تطاول على الشرعية و آنخرط فى مشاريع الإجرام المنظم بشرط أن تكون سلفيته يسارية محمية إعلاميا و حقوقيا و إقليميا و دوليا حتى و إن تعلق الأمر بجرائم قطع الطرقات و حرق المقرات و تعطيل إنتاج الفسفاط بل وحتى وإن تورط أحدهم فى الدعوة إلى قتل الإسلامين و أنفصال الرديف عن خارطة الوطن . كل تلك الأفعال الإجرامية الثابتة و اقع و قانونا لم تحرم أصحابها من التمتع بخيرات و نعيم و عفو الكرم الشرعى الذى طالما إقترن بأعيادنا الإسلامية مثل عيدى الإضحى و الفطر إعلاءا لقيمة التسامح المغشوش و عملا بالمقولة النوفمبرية التونسى للتونسى رحمة . أما ضياع الهيبة الثانية فيكفى أن نعلم أن الثورة المضادة أصبحت تملك حزبا قانونيا مكنته حكومة سبق الخير تلقى الخير „ من العمل على إعادة الإنتشار فى المشهد السياسى و الحزبى لأن تونس حسب مذهب الشرعية الإنتخابية تسع الجميع و على جميع أبنائها الإنخراط فى خدمتها حتى ولو كان هؤلاء الأبناء من الذين يجاهرون بجريمة العقوق و يتآمرون مع حلفاء الدكتاتورية خارج الحدود فكل ذلك مسموح به فى ظل حكومة الكرم الممدود و القلب الودود . تذكرون و نذكر جميعا كيف رد شعبنا العظيم الفعل فى مدينة حلق الواد بعدما رأى صورة عملاقة للطاغية المخلوع و هى تظهر فى قلب ساحة المدينة غداة الإعداد للحملة الإنتخابية يومها كاد الأمر أن يتحول إلى حركة إحتجاجية عنيفة لولا أن إتضح أن الأمر لا يعدو أن يكون خدعة دعائية من إبداع الهيئة الوطنية لإعداد الإنتخابات . شعب عظيم بمثل هذه الطهورية الثورية و هذه الجاهزية النضالية لا يستحق أيادى مرتعشة تحكمه عفت بظلم وجبن حيث وجب القصاص العادل و آقتصت بقسوة و شدّة إرضاءا للأجنبى حيث وجب العفو . و اليوم نرى حصاد خياراتها فى إعتداء أحد سحرة الماكينة الإعلامية للمخلوع المدعو بن غربية على حرمة بيوتنا الثائرة وفرضه على عيون جماهيرنا و أهالينا مشاهدة قتلتهم و جلاديهم و ناهبى أموالهم فى رسالة أكدت قناعتى فى أن الحكومة التى تعجز عن حفظ هيبة الثورة لن تقدر على فرض هيبة الدولة و القانون و سيادة القضاء إلا وفق مفردات و سياقات المرجعية النوفمبرية التى كان من المفروض أن تتحرر منها لا أن تطبّع معها و تستدرج شعبنا للتصالح مع ثقافتها و شخوصها تلفزيا فى إنتظار ما هو قادم . مع تحيات أخيكم رافع