إذا ما الحقُّ لم يَقُمِ ولم يَحسمْ هنا أمْرَهْ وظل الظالمُ يسعى طليقًا مُبْدِيًا كِبْرَهْ وصار العدلُ منكسِرًا فما الثورهْ؟ إذا الإعلامُ لم يَصْدقْ وظل ينفثُ شَرّهْ وصار التافهُ يُفتي ويُلغي الفكرَةَ الحُرّهْ ويمشي فينا مُنتصِبًا فما الثورهْ؟ إذا ما الراقدُ قفزَ على شعبهْ ونَطَّ يَركبُ ظَهْرَهْ ليجلدَهُ خطابا يَصْرفُ قهرَهْ ليحكمهُ فما الثورهْ؟ إذا ما الشعْبُ لم يفرحْ ولم يُنصَرْ على فقرِهْ وظل يلعقُ وَعْدًا ورزقهُ هُرّبَ البرّهْ وغيرُهُ يأكل طُنا فما الثورهْ؟ إذا ما العاطلُ ملّ وكاد يفقد صَبْرَهْ مشى في الحُلمِ مُنتظرا ولم يلمحْ له فَجْرهْ وصار يسألُ النفسَ: فما الثورهْ؟ إذا ما الحُرّ لم يُنصَفْ ولم يلقَ له نُصْرهْ وضاع دَمّهُ هَدَرًا وصار يبكي في سِرّهْ ولم تسمعهُ دولتُهُ فما الثورهْ؟ إذا ما الحقدُ لم ينضبْ ولم نلجأ إلى الفكرهْ ولم نُصْلح لنا خُلُقًا فما الثورهْ؟ إذا ما الأحمقُ صارَ زعيما في خُطى الثورهْ وصارَ الأهوجُ بطلا وصار الشعبُ في حَيْرَهْ ويسأل بعضُهُ بعضًا: تُرى هل عندنا ثورهْ؟ فما الثورهْ فما الثورهْ؟ ....................... بحري العرفاوي 13 جانفي 2013