غزة - تصاعدت وتيرة القصف الإسرائيلي لقطاع غزة عشية وفجر أول أيام العام الجديد 2009، مستهدفة مباني حكومية بينها المجلس التشريعي، ومكاتب صرافة ومسجدا، مما أسفر عن سقوط 4 شهداء، فيما أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس قصفها مدينة بئر السبع الإسرائيلية بصاروخ جراد، واستشهاد أحد عناصرها في اشتباك مع قوة إسرائيلية خاصة بحي الشجاعية شرق القطاع. وقال شهود عيان في تصريحات خاصة ل"إسلام أون لاين.نت": إن الغارات التي بدأت منذ العاشرة مساء الأربعاء هي الأعنف منذ بداية العدوان السبت الماضي، حيث شاركت فيها الطائرات الحربية والمدفعية المحتشدة شمال القطاع والزوارق الحربية، وامتدت لتشمل مخيم جباليا شمال القطاع ومخيم رفح جنوبا. واستهدفت الغارات الإسرائيلية المقار الأمنية التي قصفت أول أيام العدوان، مثل مقر الجوازات ومنتدى الرئاسة ومقر الأمن والحماية، بالإضافة إلى أهداف جديدة هي وزارات التربية والتعليم والعدل والحكم المحلي ومبنى حديث بالمجلس التشريعي. وشملت دائرة القصف أهدافا مدنية هي مسجد في تل الهوا قصف في منتصف ليل أمس الأربعاء، و3 محلات للصرافة قصفت فجر اليوم. وأسفرت الغارات الإسرائيلية عن استشهاد 4 بينهم سيدتان، وإصابة العشرات، ومما قلل أعداد الشهداء والمصابين في هذه الغارات تنبيه حكومة غزة للمواطنين القاطنين حول المباني الحكومية والمقار الأمنية التي قد تكون هدفا محتملا للقصف لإخلاء منازلهم. وكشفت وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتفاع عدد شهداء حرب كسر الإرادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السبت 27-12-2008 إلى 403 شهداء ونحو ألفي جريح. اشتباكات في سياق متصل أعلنت كتائب القسام أن مجموعة من عناصرها اشتبكت بحي الشجاعية (شرق غزة) مع قوة إسرائيلية راجلة من القوات الخاصة بدا أنها تمهد لحملة برية، ما أسفر عن استشهاد مقاوم قسامي، ووقوع إصابات بالقوة الإسرائيلية. وتواردت أنباء عن قيام قوة خاصة إسرائيلية أخرى بمحاولة اقتحام القطاع من الشمال وتصدت لها المقاومة، فيما أعلنت القسام قصف مدينة بئر سبع الإسرائيلية (التي تبعد عن القطاع 40 كم) بصاروخ جراد في وقت متأخر من مساء أمس. يأتي هذا فيما فض مجلس الأمن جلسته الطارئة مساء أمس الأربعاء لمناقشة مشروع ليبي بشأن الأوضاع في غزة دون إجراء اقتراع، وقال دبلوماسيون إن مفاوضات ستجرى في الأيام القادمة حول المشروع الذي وصفه مندوبون غربيون بأنه "غير متوازن ويركز بشكل شبه كامل على أعمال إسرائيل". ويدعو المشروع الذي قدمته ليبيا -العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن- إلى "وقف فوري لإطلاق النار وإلى احترامه بشكل كامل من كلا الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، وحماية المدنيين الفلسطينيين وفتح المعابر الحدودية إلى غزة واستعادة التهدئة بالكامل"، ويدين "الاستخدام المفرط وغير المتناسب والعشوائي للقوة من جانب إسرائيل". وقال دبلوماسيون إنه في أعقاب اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة أمس "من المتوقع أن يصل وفد وزاري عربي إلى نيويروك أوائل الأسبوع القادم لعرض القضية العربية بشأن غزة في الأممالمتحدة"، مشيرين إلى أنه "لن يجري اقتراع حتى ذلك الحين"، بحسب وكالة رويترز للأنباء.