" زياد كريشان" اسم ارتبط بنشأة الفكر النقدي داخل الساحة الإسلامية التونسية وكانت له مكانة ومكان صُحبة آخرين ... لا يُنكر أحد مهارته الإعلامية وقدراته التحليلية... شخصيا لا يمكن أن تقع عيناي على نص من إمضاء زياد كريشان وأمضي دون قراءته وتأمله وتدبره. السيد زياد في تقديري خاض "موسما إعلاميا" غير خصب منذ 23 أكتوبر 2011، أصبحت الصفحة الأولى لجريدة المغرب صفحة الغراب نذير الشؤم ألوان الرماد والحرايق وصور الإلتحاء الإصطناعي وكاريكاتور الرعب... مع الأسف أغلب النصوص المصاحبة هي للصحفي الذي لا نخفي محبتنا وتقديرنا له: زياد كريشان. البارحة 23 جوان 2013 عنوان على شطر صفحة المغرب:" مقامة أهل الصولجان في عصر بني كهفان... السكبان والرهدان والهارب بالميزان"... العنوان يُغني القارئ عن النظر في محتوى النص وقراءة النص تكشف عن ضعف بالغ في فنون المقامة وعن خيال ضيق في الإستعارة والتشبيه ... وأما سياسيا فلا أظن أن النص يليق بالسيد زياد كريشان كقامة إعلامية وفكرية محترمة ... وأما استهدافه للشيخ راشد الغنوشي فأنا كلما قرأت تهجما على الرجل تذكرت له قولة بليغة في جلسة خاصة "من أراد دخول حقل السياسة عليه أن يكون له جلد تمساح... على الخائفين أن يبتعدوا" حين أتذكر قولته هذه أشفق على الذين يُجهدون أنفسهم في محاولة جلده ... وأما عن النيل من السيد المنصف المرزوقي ومن السيد مصطفى بن جعفر وهما رمزان من رموز سيادة الدولة فلست أدري كيف يسمح السيد زياد كريشان وهو المؤمن بمبدأ الدولة وبالمدنية كيف يسمح لنفسه بالعمل على كسر هيبة الدولة من خلال التهجم والسخرية والتنكيل برموزها ولسنا ضد النقد أو التحريض على إسقاط الحكومة في انتخابات قادمة . السيد زياد كريشان كتب سابقا نصا شبيها يتحدث فيه عن "الشيخ العفريت" وعن أبنائه السلفيين بأسلوب لا يليق بالسمعة الإعلامية وبالذائقة الأدبية وبالعمق التحليلي الذي عرفناه في السيد زياد. الثورة التي نريدها أن تكشف لنا عن طاقات كانت مغمورة لا نريدها أن تطمس طاقات كانت مشهودة...سيكون مؤلما أن يكون زياد كريشان ضحية الأحقاد السياسية فيُنكل به الصبية حين يضع نفسه في ملاعبهم. 24 جوان 2013