الكلمات الأبجدية من لغة الضاد تتناثر في ذاكرتي و تتراقص في مخيلتي و تتصادم معي شعوري و إحساسي و تفرض وجودها علي أصابعي بالضغط علي الأزرار المترامية أمامي و تطالبني بترميمها و تدوينها و بنائها علي صفحات شاشة الحاسوب المفتوح بين يدي و لا يمكنني إلا أن أمتثل لأن أحرف الحق تريد أن تنفجر من داخل فؤادي حتي تصل إلي صفحات التواصل الاجتماعي الفايسبوكي و تصل إلي النشطاء الثوريين ليساهموا في نشرها و بها يدحر الباطل و ترفع المظالم عن أهلنا و نحقق لهم غدا أفضل. نحن نعرف إنه لا يكون هذا إلا بعناء كثير و ثورة مستمرة و عيون لا تنام و عقول تفرق بين الحق و الباطل و أرواح تخاف ربها و تخشاه. هذا ما جعلني أزور بعض المقابر وشعرت بإحساس غريب ينتابني كأنهم النائمون تحت التراب ينتفضون احتجاجا علي الرفيق حسين العباسي يعاتبونه ويقولون له: إننا يا حسين العباسي سنشكوك إلي ماركس و لنين و ستالين لأنك تناسيتنا و تغافلت عنا نحن الأموات و لم تشركنا في الاحتجاج ضد الثورة التونسية التي أنجبت شعبا واعيا إنتخب الترويكا و علي رأسها النهضة منها خرجت حكومة تتبني الرؤية الإسلامية و تسعي لتحقيق أهداف الثورة و تحصينها و تذليل الفوارق بين الجهات و إنجاز مسعى ديمقراطي يوفر للشعب التونسي الحرية و العدالة والتنمية و تلتئم الديمقراطية بالإسلام حتي تتحقق التجربة المنتظرة و المرتقبة منذ زمن طويل . لقد قمت يا عباسي بواجب تدمير بنيتها الثورية و خربت اقتصادها من الداخل و ساهمت بالقدر الكافي لهذا الغرض حيث جندت كل الفيئات المتنوعة في الآلاف المؤلفة من الاحتجاجات والاعتصامات و لأول مرة في العالم تشارك إلي جانبك منظمة الأعراف و نقابة الأمن و نقابة القضاة و نقابة حقوق الإنسان و نقابة المجتمع المدني الفاسد و نقابة النظام المنحل و نقابة الزيادات و نقابة الشخصيات السياسية . أغرب من هذا كله إنك يا عبقري عصرك فزت بولاء بعض من نواب الشعب انتخبهم كنواب المجلس التأسيسي ليكتبون دستور الثورة فهاهم ينضمون إليك ليدلوا بدلوهم في تخريب البلاد التي أنجبت الثورة و وصل إلي مسامعنا أن نقابة الأئمة تنادي بمساندتك لتضرب عن أداء واجب صلاة العيد أما خرفان إسبانيا فقد أخذوا حضهم ضد الحكومة و النهضة وقيل عنهم إنهم حاملين في بطونهم لحم الخنزير. يا حسين يا عباسي الأطباء و الممرضين و أعوان السجون و الديوانة و رجال الصيادلة ورجال الحرائق كلهم شاركوا ألا نحن النائمون تحت اللحود لن تمكنا يا عباسي من ممارسة حقنا المشروع و المكفول من طرف الاتحاد العام التونسي للشعل فأنت أهملت حقنا في المشاركة في الإضرابات و الاعتصامات ضد الثورة وضد الحكومة و ضد النهضة و لن نسمح لك بهذا و نتمنى عليك أن تأتي إلينا في الحال لتحاورنا و تتفاوض معنا. نعاتبك لأنك تسمح لنفسك أن تتفاوض معي شيخ الإسلام و الداعية إليه راشد الغنوشي وأنت تعرف عداوته للشيوعية و للنظام المنحل رغم هذا تستحضره عندك و تشركه في التمرد علي الثورة و إسقاطها و تتخلي و تتجاهل غيابنا. عيب عليك يا عباسي 13 أكتوبر 2013 رفيق الثورة قعيد محمدي