حرب الابادة الجماعية في غزة محور لقاء وزير الخارجية بنظيره اليمني    هام/ مجلس وزاري مضيّق حول مشروع قانون يتعلق بعطل الأمومة والأبوة    البرمجة الفنية للدورة 58 من مهرجان قرطاج الدولي محور جلسة عمل    بن غفير يطالب باعادة الاستيطان في غزّة وطرد الفلسطينيين    ذبح المواشي خارج المسالخ البلدية ممنوع منعًا باتًا بهذه الولاية    عاجل/ قتلى وجرحى من جنود الاحتلال في عمليتين نوعيتين نفّذتهما القسّام    شوقي الطبيب يعلق اعتصامه    اختفى منذ 1996: العثور على كهل داخل حفرة في منزل جاره!!    وزير الفلاحة يفتتح واجهة ترويجية لزيت الزيتون    عاجل : مطار القاهرة يمنع هذه الفنانة من السفر الى دبي    للسنة الثانية على التوالي..إدراج جامعة قابس ضمن تصنيف "تايمز" للجامعات الشابة في العالم    دراسة : المبالغة بتناول الملح يزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة    بنزرت: هدم مشارب وأكشاك فوضوية بهذه الشواطئ    هل الوزن الزائد لدى الأطفال مرتبط بالهاتف و التلفزيون ؟    عاجل/ إصابة تلميذتين في حادث دهس بقفصة    الكاف: إخماد حريق بمعمل الطماطم    عاجل/ فرنسا: قتلى وجرحى في كمين مسلّح لتحرير سجين    كميات الأمطار المسجلة بعدة ولايات خلال ال24 ساعة الماضية    سليانة: القبض على عنصر تكفيري    تونس تصنع أكثر من 3 آلاف دواء جنيس و46 دواء من البدائل الحيوية    العجز التجاري يتقلص بنسبة 23,5 بالمائة    قابس : اختتام الدورة الثانية لمهرجان ريم الحمروني    بن عروس: جلسة عمل بالولاية لمعالجة التداعيات الناتجة عن توقف أشغال إحداث المركب الثقافي برادس    أعوان أمن ملثمين و سيارة غير أمنية بدار المحامي : الداخلية توضح    ستشمل هذه المنطقة: تركيز نقاط بيع للمواد الاستهلاكية المدعمة    الخميس القادم.. اضراب عام للمحامين ووقفة احتجاجية امام قصر العدالة    سوسة: تفكيك شبكة مختصّة في ترويج المخدّرات والاحتفاظ ب 03 أشخاص    كل التفاصيل عن تذاكر الترجي و الاهلي المصري في مباراة السبت القادم    بعد تغيير موعد دربي العاصمة.. الكشف عن التعيينات الكاملة للجولة الثالثة إياب من مرحلة التتويج    وادا تدعو إلى ''الإفراج الفوري'' عن مدير الوكالة التونسية لمكافحة المنشطات    فتح تحقيق ضد خلية تنشط في تهريب المخدرات على الحدود الغربية مالقصة ؟    مطار قرطاج: الإطاحة بوفاق إجرامي ينشط في تهريب المهاجرين الأفارقة    كأس تونس: تحديد عدد تذاكر مواجهة نادي محيط قرقنة ومستقبل المرسى    الرابطة الأولى: الكشف عن الموعد الجديد لدربي العاصمة    أول امرأة تقاضي ''أسترازينيكا''...لقاحها جعلني معاقة    عقوبة التُهم التي تُواجهها سنية الدهماني    باجة: خلال مشادة كلامية يطعنه بسكين ويرديه قتيلا    تونس: 570 مليون دينار قيمة الطعام الذي يتم اهداره سنويّا    في إطار تظاهرة ثقافية كبيرة ..«عاد الفينيقيون» فعادت الحياة للموقع الأثري بأوتيك    مدنين: انقطاع في توزيع الماء الصالح للشرب بهذه المناطق    منها زيت الزيتون...وزير الفلاحة يؤكد الاهتمام بالغراسات الاستراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي ودعم التصدير    بقيمة 25 مليون أورو اسبانيا تجدد خط التمويل لفائدة المؤسسات التونسية    مبابي يحرز جائزة أفضل لاعب في البطولة الفرنسية    بادرة فريدة من نوعها في الإعدادية النموذجية علي طراد ... 15 تلميذا يكتبون رواية جماعية تصدرها دار خريّف    برشلونة يهزم ريال سوسيداد ويصعد للمركز الثاني في البطولة الإسبانية    الاحتفاظ بنفرين من أجل مساعدة في «الحرقة»    هام/هذه نسبة امتلاء السدود والوضعية المائية أفضل من العام الفارط..    عاجل : أكبر مهربي البشر لأوروبا في قبضة الأمن    الهند: مقتل 14 شخصاً بعد سقوط لوحة إعلانية ضخمة جرّاء عاصفة رعدية    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    نابل..تردي الوضعية البيئية بالبرج الأثري بقليبية ودعوات إلى تدخل السلط لتنظيفه وحمايته من الاعتداءات المتكرّرة    جراحة التجميل في تونس تستقطب سنويا أكثر من 30 ألف زائر أجنبي    نور شيبة يهاجم برنامج عبد الرزاق الشابي: ''برنامج فاشل لن أحضر كضيف''    مفتي الجمهورية... «الأضحية هي شعيرة يجب احترامها، لكنّها مرتبطة بشرط الاستطاعة»    أولا وأخيرا: نطق بلسان الحذاء    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حمادي الجبالي:انا واثق بنجاح الحواروالنهضة فيها أفكار وتوجهات وملتزمة بتنظيم المؤسسات
نشر في الفجر نيوز يوم 03 - 11 - 2013

عاد الى سطح الاحداث مؤخراً بمناسبة الحوار الوطني، وأدلى بالعديد من التصريحات والمواقف بعد غيبة نسبية مباشرة كيف يرى تطورات الأوضاع اليوم وكيف يقرأ مختلف مسارات الحوار؟ وهل هو متفائل بالتوافق ولإنجاح التجربة الديمقراطية في البلاد..عن هذه الاسئلة وغيرها يجيبنا السيّد حمادي الجبالي الأمين العام لحركة النهضة.
أجرى الحديث: خالد الحدّاد
تونس :أثارت العودة الاخيرة للسيد حمادي الجبالي تساؤلات عدة أوساط في علاقة بالدور الذي يروم الاضطلاع به في مرحلة صعبة من عمر البلاد والثورة والمرحلة الانتقالية ، داخل حزبه ووسط المشهد السياسي ..في ما يلي نص الحديث مع الأمين العام لحركة النهضة ورئيس الحكومة السابق.....
هل لديكم ثقة في نجاح الحوار الوطني؟
اذا لم يكن لي ثقة ما كنت لانخرط فيه وأضع فيه كل آمالي في أن تنجح التجربة الديمقراطية وان تنتهي المرحلة الانتقالية بسلام، هذا الحوار هو السبيل الوحيد خاصة وانه جُرّبت عدة خيارات منها الشارع والاحتجاج والمزايدات والإشاعات والأكاذيب ، والآن ليس هناك الا خيار الحوار والوصول به الى التوافقات التي تخرج البلاد من أزمتها السياسية ، وكل من يعمل في هذا الخيار لا بُدّ ان يصبّ جهده لإنجاح هذا الحوار والوصول به الى غاياته الوطنية الكبرى.
وفي قناعتي فإنّ اصحاب الثورة والمدافعين عنها والمؤمنين بها يجب أن يكونوا في الصف الاول لانجاح الحوار ، فأعداء الثورة هم الذين يسعون لإفساد الحوار ويريدون إفشاله وإفشال الثورة لفائدة أجندات ومشاريع أخرى.
تتحدّث عن أعداء الثورة وإفشال الحوار الوطني ، ماذا تقصد ولماذا لا تسمون الأسماء بمسمياتها؟
اتفقنا في الحوار الوطني الا نتهم بعضنا البعض والنهضة ملتزمة بهذا التوافق وهي لا تردّ حتّى على المغالطات التي تروّج ضدّها وضدّ مواقفها على الرغم من أنّها مواقف ثابتة ومنخرطة بجديّة في انجاح الحوار الوطني وتحقيق الوفاق.
أنا أقول كل من يريد ان يفشل هذا الحوار لا يريد الخير للبلاد وللثورة.
لكن البعض يقول انّ النهضة تُناور ولن تتخلى عن الحكومة ؟
النهضة منخرطة بجديّة ومسؤوليّة وطنيّة عالية لإنجاح الحوار، واعتبر ذلك ليس مزية فنحن لا نمنّ على شعبنا ونعتبر ان الحركة قدمت الكثير من التضحيات ومن التنازلات من اجل انجاح هذا الحوار، منها التخلي على البقاء في الحكومة رغم شرعية هذا البقاء ولن تتضرّر هذه الشرعيّة بالشعارات ولا تنتهي الشرعية في الواقع الا بشرعية انتخابيّة اخرى ولكن لدقة الظرف خيرنا المزج بين الشرعية الانتخابية والشرعية التوافقية.
هناك من عبر عن أمله في إنهاء كامل المنظومة الناتجة عن انتخابات 23 كتوبر، مرحباً، يستطيع أن ينهيها بانتخابات جديدة فنحن عند ذلك نقول له مبروك اما ان تختار هذه الاطراف الشعارات وسبر الآراء فنعرفها كلها هي محاولات يائسة وقد رفض الشارع وقال كلمته ورفض ثورة ثانية ضد الترويكا والنهضة.
من تتهمون تحديدا؟
دعنا من الاتهامات ، هذه اللحظة وصلنا لها بجهد مشترك وعلينا ان نبني عليها ، والنهضة قبلت ان تترك الحكومة لحكومة مستقلة ومحايدة وليس لحكومة تلغي الانتخابات وتصفي الترويكا او النهضة او تنفذ أجندة اخرى.
ولكن حكومة تنقلنا الى وضع إنهاء هذا المسار بإقرار دستور وإجراء انتخابات، هي حكومة وظيفية لها برنامج واضح :جانب اقتصادي واجتماعي ما استطاعت وإيجاد مناخ امني عام في البلاد واستقرار في البلاد لإجراء الانتخابات في جو مماثل او افضل من الانتخابات السابقة.
بمأزق رئيس الحكومة وهيئة الانتخابات البعض يقول إن هناك مؤشرات على وجود رغبات في تعطيل الحوار الوطني؟
هي مسائل منتظرة ، كنّا في مناخ صعب وتجاذبات واتهامات حادة وكنا في حالة من فقدان الثقة ، كانت هناك هوة كبيرة بين الاطراف السياسية ردمها ليس مهمة سهلة.
وجدنا اليوم وفي اهم نقطة أنّ الحكومة تعهدت بترك مكانها لحكومة تخدم الوطن ولا تخدم طرفا ظاهرا او خفيا.
ولكن هناك خارطة طريق مضبوطة بتواريخ وآجال والمأزق الحكومي ما يزال قائما ؟
الإشكال والاختلاف حول الشخصية المرشحة لرئاسة الحكومة وهو ليس اختلاف حول مقاييس الاختيار ، الأساس ان تكون هذه الشخصية تحوز بثقة أغلبية الاطراف وان تكون محايدة فعلا ومستقلة عن التأثير والتأثر بالأحزاب المتنافسة والمتنافرة وهي على أبواب انتخابات ، وان يكون لها تجربة واسعة في الحكم والإدارة حتى لا نخسر مزيدا من الوقت ولها مدة معلومة لإدارة المرحلة ، وهذه المواصفات موجودة في المترشحين ادخل عليها البعض للأسف مسألة الوضعيّة الصحيّة والعمر.
اذا اتفقنا على المواصفات الاولى، نحن نريد ان تكون هذه المواصفات في شاب ولكن هذا صعب جدا ، وبخصوص لعنصر السن لماذا لا نطبقه على كل الأشخاص بما فيها الترشحات لرئاسة الجمهورية، ولكن البارحة هناك وفاق في التأسيسي حول رفع السقف العمري من شروط الترشح لرئاسة الجمهورية ، فكيف نقبل عدم تحديد السقف العمري لمنصب رئيس الجمهورية لأربع او خمس سنوات ونرفضه لشخصية ستتولى رئاسة الحكومة لفترة قصيرة ؟.
علينا الابتعاد عن الحساسيات وعن التجريح في الأشخاص فهم الأقدر والاعلم بقدرتهم على الاضطلاع بالمهمة المترشحين لها.
اما الصحة، هل يعقل ان شخصيات مثل المستيري والناصر ايضا أن تقع في مثل هذا القدح والتجريح ، كل مترشح هو اعلم بصحته من منطلق المسؤولية، وفي نظري ليس من الأخلاق والأدب ان نتدخل في ذلك ونحن لسنا أطباء وهذا ضرب لقيمة الشخص او غيره ، فكل هذه الحجج واهية ومردودة على أصحابها.
ولكن هناك أغلبية داخل الحوار الوطني ضد المستيري ومع ترشيح محمد الناصر ؟
نحن ملتزمون بالوفاق ولا معنى للتصويت ، على أنّه لم يجر اي تصويت، ولكن هناك سيناريوهات من بعض الاطراف بالترويج ان الحوار الوطني اختار شخصية وبالأغلبية ولكن النهضة تنغص وتفسد في الفرحة هذا غير معقول ، التصويت لا معنى له في الحوار لأننا اخترنا التوافق اذا كان هناك تصويت ليكن ولكن حسب أحجام كل طرف عندها كل واحد يرجع لحجمه وليس لنا الا التاسيسي لمعرفة الأحجام، لكن قلنا نتواضع لبعضنا أفضل للبلاد.
الان كل واحد يعرف قيمته وحجمه وعليه أن يحترم نفسه ، لم نتفق على ادارة الحوار بالتصويت وقد ذكّر بهذا السيّد الحسين العباسي اكثر من مرة إذن فلنتوافق ولا خيار لنا الا التوافق.
لكن هناك المأزق....
لا بد ان نجد توافقا
هل النهضة مستعدة لسحب دعمها المستيري؟
اذا كان هناك من يقنعنا بذلك لفعلنا ولكن كما قلت كل الحجج واهية ومردودة على أصحابها، والمستيري ليس مرشح النهضة.
لماذا والى متى ستبقى النهضة متمسكة بترشيح الاستاذ احمد المستيري؟
المواصفات المحددة في اول الحوار الوطني يستجيب لها اكثر من غيره ، وليس هذا قدحا في شخصية محمد الناصر مثلا الذي له ايضا مؤهلات.
الذين يقذفون في احمد المستيري مخطئون في حقه وذلك لما له من قيمة فكريّة وتجربة سياسية وتشبعه بالقيم الديمقراطية والحيادية التامة وهذا ما نريد وليس ممكنا ان يكون رئيس الحكومة تحت سيطرة اي طرف خفي او علني
إذن كيف سيكون الحل...؟
نبحث ولا نيأس ولا نفض الاجتماع وهذا لا يضر ، وهذا المأزق لن يعطل الحوار.
لكن عدم الاتفاق الان سيخرج الحوار عن خارطة الطريق الموضوعة والتي امضتها الاحزاب ومن بينها النهضة؟
الخارطة غير واقعية الذي وضعها ربما لم يكن يتوقع او يتصور ما يعني تطبيقها ، هندسة الخارطة بتلك الطريقة تصعب التنفيذ الحرفي، الان أتمنى ان يتم تفهم ذلك الامر الموضوعي والواقعي ، وخارطة الطريق هي إطار يجب ان نسعى الى احترامه قدر المستطاع وبالتوافق ، والعريض هو اول من احترمها ، وعلينا كأطراف في مختلف المسارات ان نجد الحلول ، وهذا يهم ايضا الهيئة الانتخابية وربّما الدستور.
ستتأخر خارطة الطريق إذن...؟
ألححتُ شخصيا على العباسي ووداد بوشماوي على اضافة لفظة وجوبا في كل المسارات وكنتُ أعلم أنّ التقيّد الحرفي بتلك الآجال صعب من الناحية الموضوعيّة والواقعية ، النهضة هي الحريصة على تطبيق كل ما جاء في تلك الخارطة ، ولا بد من إيجاد حلول والنهضة ستدفع الى صيغ توافقية.
-إذن الحكومة لن تستقيل بعد ثلاثة أسابيع ...؟
سألت نفسي هذا السؤال وطرحته على الخبراء والمراقبين ، من المنطقي أن تتأثر خارطة الطريق بوجود العقبات ومن الطبيعي ان تتأخر استقالة الحكومة فالمسارات متزامنة وأي تأخير في مسار سيؤثر على سائر المسارات وما بها من آجال ، نعم سيتم التأخير في المسار الحكومي.
الا تخشون من ان يكون هذا التعطيل مدخلا لمضاعفة الضغوطات على النهضة وعلى الحكومة؟.
بالعكس هذا يُصدّق تخوفات النهضة ، وقالت منذ البداية ليس بالأمر المعقول والموضوعي ان يتم الالتزام بشيء قبل الخوض فيه وفي تشعباته وعقباته ، وليست النهضة من تعطل المسارات ونحن نسرع وقد تنازلنا على عدة مسائل في الدستور من اجل تحقيق التوافقات والتسريع بالحوار ولا احد يمكنه اليوم ان يتهم النهضة بتعطيل مسار الحوار الوطني وخاصة من الاطراف الراعية للحوار والمشاركة فيه والنهضة تريد ان تسرّع في إنهاء هذا الحوار واستكمال المرحلة الانتقالية على ارضية صلبة وثابتة.
تمسّك النهضة بالمستيري أثار العديد من الشكوك وكأنّ لها مخاوف....؟.
كما قلتُ هناك نوع من الأفضلية بالنسبة للأستاذ احمد المستيري وليس معنى هذا ان محمد الناصر خطر على البلاد او التجربة الديمقراطيّة ، المستيري في نظرنا هو الشخص الذي يتمثل المواصفات اكثر من غيره ، والطرف الاخر متمسك بمقترحه بل يقدمونه على أساس انه حاز على الأغلبية بالرغم من أننا اتفقنا ان السيّد العباسي هو الناطق الرسمي ، فالرجاء من الاحزاب ان لا تُقدّم صورة مغلوطة عن الأوضاع داخل الحوار.
هل ستقدم النهضة مقترحا آخر في حال تواصل رفض الشركاء في الحوار للمستيري؟
ليس لنا الان اي مقترح الان ، سوف نجتهد على إيجاد الحلول.
عندكم ثقة في الوصول الى وفاق ؟
اذا خلصت النوايا وصدقت، والمستيري هو الأقدر على ادارة المرحلة ، هذا رأينا ونريد إقناع بقية الاطراف به.
وما هو موقف الرباعي؟
الرباعي محايد ويبقى على مسافة واحدة وهو جسر للتواصل والإعانة وقد أثبت ذلك وبحرفيّة عالية ساهمت في احراز تقدّم كبير في العديد من النقاط الخلافية.
هل أصبحت النهضة مقتنعة اليوم بحياد الرباعي؟
انا لم أعد اطرح هذه القضية ولي من المؤشرات ان السيّد العباسي يبذل جهدا في هذا الإطار فاسمه مرتبط بهذا المسار وبضرورة إنجاحه.
هناك من يقول ويرى بأنّ النهضة فشلت في ادارة الحكم؟
نحن نقول من يقول هذا ؟ المعارضة هي من تقول هذا للمزايدة ، انا قلت فشلت في إيجاد ارضية توافقية تتلاءم مع الظرفية التي كانت تمرّ بها البلاد في تلك الفترة، صحيح لقد ارتكبنا اخطاء ونحن نعترف بهذا ولكن لا نجد مثله عند الاطراف المقابلة.
ويقال ايضا أنّ الارهاب مسؤولة عنه النهضة والترويكا ، لكن الحقيقة أنّ البعض يقول هذا رغبة في احراج النهضة ، وهذا غير صحيح وعلينا ان نترك الشعب يختار ، والشعب أعطى لنا مؤشرات وعلينا ان نترك للشعب الاختيار.
دعنا اليوم من المزايدات وكل ما يقال إشاعات وحملات مغرضة.
في ماذا اخطأت النهضة ؟
كان علينا ان نسرع في استحقاقات المرحلة الانتقالية ، مسالة الأولويات اخطأنا فيها ، كان علينا ان نسرع بكتابة الدستور والانتخابات ، اطلنا كثيرا والترويكا والمعارضة تتحمل مسؤولية إطالة المدة الانتقالية وتحميل البلاد ما لا تطيق من التعطيلات والتجاذبات.
حمادي الجبالي .....وحركة النهضة ؟.
انا في داخل النهضة وسأبقى ، استقلت من الحكومة ولم استقل منها ، كنت في خلاف مع قيادة الحركة في موضوع معيّن (حكومة التكنوقراط) وكنت دائما اقول لأخواني ان هذا تعاقد ، انا كلفت بمهمة ولا بد فيها من توضيح وانا رأيت حينها انه لا بد من تصحيح ونبعد الحكومة عن التجاذبات وجاءت حادثة اغتيال بلعيد التي أفاضت الكأس وفشلتُ في توسيع قاعدة الحكم وفكرت حينها في حكومة الكفاءات وعندما رأيت ان هذا محل اختلاف داخل المؤسسة استقلت، الذي يحترم نفسه يحترم قرارات المؤسسة وقدّمت استقالتي من الحكومة ولم استقل من النهضة ولم انسحب وهذا امر جيد للحزب والبلاد ايضا.
لكن هناك من يقول ان عودتكم شهدت انتقالا من صف الحمائم الى صفّ الصقور ؟.
لم تتوقف الآراء والأفكار داخل الحركة في التنوّع والاختلاف والتباين ، واليوم النهضة انحازت الى مسار سياسي صحيح فأنا انخرطت في هذا ولم ابحث عن زعامة ولا سرقة النهضة ولا أهيء نفسي لانتخابات الرئاسيّة ليس هذا شغلي ولم أتحدث في ذلك مطلقا.
هل تمّ اليوم تجاوز كل النقاط الخلافية مع قيادة الحركة؟
حزب ليس به خلافات ليس حزبا حيّا،انا يعجبني الحزب الاشتراكي الفرنسي وهو مزيج من الخيارات والأشخاص ولكن الحزب جمعها تحت سقف واحد ، النهضة فيها أفكار وتوجهات وملتزمة بتنظيم المؤسسات وما دام هذا موجود فلن يكون هناك انقسام او تنازع ، وفي اعتقادي ان حزبا ليس ديمقراطيا لا يمكنه ان يعيش تجربة ديمقراطية ولا يمكنه ان يحكم البلاد.
يعني العلاقة جيدة اليوم مع «الشيخ الغنوشي»..؟
علاقة أخوية، كان بيننا خلافات ولكن التزامنا بالديمقراطيّة وبالشورى والمؤسسات، وقد تجاوزنا كل ما كان خدمة لخيار سياسي داخل النهضة وهو قوي الان ونحن نسعى لترسيخه خدمة للمسار الديمقراطي وللثورة قبل كل شيء.
هل يعني أنّه تمت محاصرة جناح الصقور داخل النهضة بهذا الخط السياسي الوفاقي؟.
لا وجود لا لحصار ولا لمنع او هيمنة بل بتوافق وإقناع وهذه خيارات متحولة ومتغيرة ، وانا لا افهم معنى الصقور والحمائم وما يقودني ليس اسمي او شهرتي ، لا افهم ما معنى الحمامة او الصقر ، اريد ان أدافع عن هذا الخيار ولإنجاح التجربة ونقل البلاد والشعب الى الانعتاق ونبدأ في تجربة بناء دولة ديمقراطية تكرس كرامة هذا الانسان.
لكن المواطن يشعر بتدهور أوضاعه المعيشية والاجتماعيّة والأمنية؟
هذا المخاض ، مخاض صعب والذين يريدون ان يسوقوا ان الثورة او ان النهضة كانت وراء تدهور الأوضاع مخطئون وربّما هم لا يفقهون جيدا السياقات والتحولات التاريخية الكبرى التي يمكن ان يمر بها اي شعب.
ليس هناك غير الديمقراطية للقيام بالتنمية والوصول الى العدالة الاجتماعية ولا يمكن ان تكون هناك عدالة او توزيع للثروة واهتمام بالمناطق على قدر المساواة في دولة استبدادية.
ليس هناك تنمية الا في إطار مؤسسات ديمقراطية تحكم وتحاصر الفساد وهذا هو البناء الصحيح الذي تنحاز اليه النهضة اليوم وتدافع عنه.
متى تستقر الأوضاع؟
اول خطوة لاستقرار الأوضاع في البلاد هو انجاح هذا الحوار والوصول الى انتخابات في اقرب الأوقات ، هذه ولادة عسيرة وهي فترة صعبة
هل أنت متفائل ؟.
نعم متفائل ، لسبب بسيط ان هذه الثورة تريد ان تنجح وستنجح لان كل ما حولنا يؤشر لمخاطر ومخاوف حقيقية ولذلك علينا ان ننجح الحوار وان نتوافق ليس اليوم فقط بل غداً ايضا بعد الانتخابات
هل نرى حمادي الجبالي في السباق الرئاسي القادم؟.
في رأيي رئيس الجمهورية القادم يجب ان لا يكون مرشح حزب معين بل يكون مدعوماً من أحزاب ، هناك اليوم أفراد ونخبة ترى ضرورة ان يبقى رئيس الدولة فوق الاعتبارات الحزبيّة ، اذا ترشحت عليّ ان أكون فوق الاعتبارات الحزبيّة ، هذه المراحلة توافقية ، والرئيس يجب أن يكون رئيس كل التونسيين ويكون خيمة لهم جميعا على مستوى الفريق الذي يعمل معه وعلى مستوى خياراته.
هل الصراع اليوم هو صراع على السلطة؟
أكيد، الكثير ممّا نراه اليوم له خلفية البحث عن تموقع في الانتخابات القادمة والتأثير على ما بعد الانتخابات ونأمل ان يكون ذلك بالوسائل المعقولة ، ولذلك أقول ان النجاح في الحوار اليوم هو تمهيد لتوافقات مستقبلية للحكم وإدارة البلاد ، وهذه اليوم قناعة داخل النهضة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.