تسبّبت في تسمّم 11 تلميذا: الاحتفاظ بصاحب كشك ومزوّده من أجل بيع حلوى مجهولة المصدر    قريبا: اقتناء 18 عربة قطار جديدة لشبكة تونس البحرية    مصر.. مفاجأة جديدة في قضية "سيدة بورسعيد"    النجم الساحلي يمرّ بصعوبة الى الدور ربع النهائي    كاس تونس: النجم الساحلي يفوز على الاهلي الصفاقسي ويتأهل الى ربع النهائي    مديرو بنوك تونسية يعربون عن استعدادهم للمساهمة في تمويل المبادرات التعليمية    اتحاد الفلاحين: ''أسعار أضاحي العيد تُعتبر معقولة''    الهيئة الإدارية للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس تدعو إلى عقد مجلس وطني للمنظمة خلال سبتمبر القادم    الوطن القبلي.. صابة الحبوب تقدر ب 685 ألف قنطار    قريبا.. الحلويات الشعبية بأسعار اقل    تسمّم تلاميذ بالحلوى: الإحتفاظ ببائع فواكه جافّة    افتتاح معرض «تونس الأعماق» للفنان عزالدين البراري...لوحات عن المشاهد والأحياء التونسية والعادات والمناسبات    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    قابس: نقل 15 من تلاميذ المدرسة الاعدادية ابن رشد بغنوش بعد شعورهم بالاختناق والإغماء    شبهات فساد: الاحتفاظ بمعتمد وموظف سابق بالستاغ وإطار بنكي في الكاف    سبيطلة : القبض على مجرمين خطيرين    عاجل : مسيرة للمطالبة بإيجاد حلول نهائية للمهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء    المهرجان الدولي للمشمش بحاجب العيون في دورته الثانية ...مسابقات وندوات وعروض فروسية وفنون شعبية    قراءة في أعمال ومحامل تشكيلية على هامش معرض «عوالم فنون» بصالون الرواق .. لوحات من ارهاصات الروح وفنطازيا الأنامل الساخنة    مصر: رفع اسم أبوتريكة من قائمات الإرهاب والمنع من السفر    فقدان 23 تونسيا شاركو في عملية ''حرقة ''    عاجل/ القصرين: توقف الدروس بهذا المعهد بعد طعن موظّف بسكّين امام المؤسسة    تحذير: عواصف شمسية قوية قد تضرب الأرض قريبا    كرة اليد: الاصابة تحرم النادي الإفريقي من خدمات ركائز الفريق في مواجهة مكارم المهدية    صفاقس اليوم بيع تذاكر لقاء كأس تونس بين ساقية الداير والبنزرتي    بنزرت: جلسة عمل حول الاستعدادات للامتحانات الوطنية بأوتيك    صفاقس: المناظرة التجريبية لفائدة تلاميذ السنوات السادسة    مدير عام الغابات: إستراتيجيتنا متكاملة للتّوقي من الحرائق    وزارة الصناعة : ضرورة النهوض بالتكنولوجيات المبتكرة لتنويع المزيج الطاقي    بلاغ مروري بمناسبة مقابلة الترجي والأهلي    المنستير: إحداث أوّل شركة أهليّة محليّة لتنمية الصناعات التقليدية بالجهة في الساحلين    تضم منظمات وجمعيات: نحو تأسيس 'جبهة للدفاع عن الديمقراطية' في تونس    هذه القنوات التي ستبث مباراة الترجي الرياضي التونسي و الأهلي المصري    عاجل/ القسّام: أجهزنا على 15 جنديا تحصّنوا في منزل برفح    ليبيا: إختفاء نائب بالبرلمان.. والسلطات تحقّق    نهائي دوري ابطال إفريقيا: التشكيلة المتوقعة للترجي والنادي الاهلي    والدان يرميان أبنائهما في الشارع!!    ضمّت 7 تونسيين: قائمة ال101 الأكثر تأثيرا في السينما العربية في 2023    طقس اليوم: أمطار و الحرارة تصل إلى 41 درجة    ألمانيا: إجلاء المئات في الجنوب الغربي بسبب الفيضانات (فيديو)    قانون الشيك دون رصيد: رئيس الدولة يتّخذ قرارا هاما    جرجيس: العثور على سلاح "كلاشنيكوف" وذخيرة بغابة زياتين    5 أعشاب تعمل على تنشيط الدورة الدموية وتجنّب تجلّط الدم    الكاف: انطلاق فعاليات الدورة 34 لمهرجان ميو السنوي    منوبة: إصدار بطاقتي إيداع في حق صاحب مجزرة ومساعده من أجل مخالفة التراتيب الصحية    كاس تونس لكرة القدم - نتائج الدفعة الاولى لمباريات الدور ثمن النهائي    وزير الصحة يؤكد على ضرورة تشجيع اللجوء الى الادوية الجنيسة لتمكين المرضى من النفاذ الى الادوية المبتكرة    نحو 20 بالمائة من المصابين بمرض ارتفاع ضغط الدم يمكنهم العلاج دون الحاجة الى أدوية    تضمّنت 7 تونسيين: قائمة ال101 الأكثر تأثيرًا في صناعة السينما العربية    معلم تاريخي يتحول إلى وكر للمنحرفين ما القصة ؟    غدا..دخول المتاحف سيكون مجانا..    البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يدعم انتاج الطاقة الشمسية في تونس    منبر الجمعة .. المفسدون في الانترنات؟    ملف الأسبوع...المثقفون في الإسلام.. عفوا يا حضرة المثقف... !    التحدي القاتل.. رقاقة بطاطا حارة تقتل مراهقاً أميركياً    منها الشيا والبطيخ.. 5 بذور للتغلب على حرارة الطقس والوزن الزائد    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد الكريم الهاروني: قبول النهضة بالحوار والتنازلات سيكشف القوى المضادة للتوافق والديمقراطية ويعزلها شعبيا
نشر في الفجر نيوز يوم 09 - 11 - 2013

فريبورغ/سويسرا عبد الرحمان الحامدي"الفجرنيوز" مساء الجمعة 8. 11. 2013 تم لقاء مع السيد وزير النقل التونسي عبد الكريم الهاروني في كانتون فريبورغ وكان عدد الحضور مهما واللقاء موصوفا بالصراحة والجدية. وقد قدم الوزير في البداية نبذة مختصرة عن الوضع العام بالبلاد حيث ذكر بأن ما يحدث في تونس منذ سنتين لم يكن بمعزل عما يحاك حاليا ضد الربيع العربي في ليبيا ومصر وسوريا وأن هناك تهديدات خارجية حقيقية ضد هذا الربيع حيث أن نية بعض الدوائر الغربية النافذة تتجه نحو محاولة إنهاءه؛ مؤكدا على أن قدر تونس هو الحفاظ على هذا الربيع قدر المستطاع ممثلا في ثورتها والسعي الجاد للوصول بالبلاد إلى بر الأمان عبر إنجاز الإنتخابات وإتمام مستلزمات المرحلة الإنتقالية التي وصفها بالحساسة؛ مضيفا بأن نجاح تونس في هونجاح للعرب بإعتبار الرمزية التي تحتلها كبلد رائد في مجال هذا الربيع. وكشف أنه منذ اليوم الأول من فوز النهضة بالإنتخابات إنبرت أطراف؛ أصبحت اليوم معروفة؛ بمؤازرة بعض من تلك الدوائرالأجنبية على العمل من أجل إفشال مجهودات الحكومتين المتعاقبتين والعمل على إسقاطهما بهدف إخراج النهضة من الحكم وبيان إنعدام أهليتها؛ مع حلفائها؛ لقيادة البلاد .....وهو ما فشلت فيه هذه الأطراف مجتمعة فشلا ذريعا؛ على الأقل إلى حد الآن رغم الإمكانيات البشرية والمالية والإعلامية الهائلة التي وقع توظيفها طيلة سنتين من أجل بلوغ هذا الهدف..... وقد وصل الأمر بتلك الأطراف حد محاولة الدفع بالبلاد إلى حافة الإنهيار الإقتصادي والأمني تمهيدا لحالة الإنفجار العام إذا لزم الأمر؛ وهو ما وعته حركة النهضة وحلفاؤها جيدا وعملت على إفشاله بالسعي لفضح الواقفين وراءه ومن ثم عزلهم قدرالإمكان وذلك عندما تبنت خيار التوافق والقبول بالحوارالوطني بل والقيام بتنازلات مرة لكنها لن تصل بحسب السيد الوزير حد الرغبة في تسليم الحكومة إلى أيد غير أمينة. ومن هنا يتنزل إقتراح النهضة وحلفاؤها للسيد أحمد المستيري؛ وهي حاليا تعمل جاهدة لإقناع الفرقاء بقدرة هذا الأخير على إيصال البلاد إلى بر الأمان....وأضاف بأن للنهضة وحلفائها بدائل أخرى توافقية في صورة إنسحاب السيد المستيري أوعدم الموافقة عليه من أغلب المعارضين؛ مؤكدا على أن الأمل لديه كبير في الوصول إلى تفاهمات وإنجاح المرحلة الإنتقالية.... وفي المقابل أشار إلى أن المعركة في تونس لم تعد سياسية بل تجاوزتها إلى ما هو جديد على تونس وخطير وهو المعركة الإرهابية عبر الإغتيالات التي طالت مدنيين وعسكريين وأمنيين مقرا في الآن نفسه بأنها معركة مكلفة إذ وقعت مواجهتها بجهاز أمني بصدد الإصلاح و التشكل من جديد.
ثم ذكر في معرض كلمته بأن حركة النهضة بقيت موحدة رغم الضغوطات والمؤامرات وهو ما أزعج كثيرا القوى المخاصمة لها.... وسبب وحدتها أن قواعدها تحترم قياداتها وأن مبدأي الشورى والتسامح في داخل مؤسساتها من عناوين تلك الوحدة....في حين أن التشتت كان مآل عدد لا بأس به من الكتل النيابية والأحزاب. وقال بأن ما تقوم به القوى المضادة للثورة لإخراج النهضة من الحكم بكل السبل هو بسبب قناعتها بأن هاته الأخيرة لن تسقط في الإنتخابات. ولو كان الأمر كذلك لوفر رموز تلك القوى أموالهم وأوقاتهم ولطلبوا المرور فورا إلى إنتخابات.....بعد ذلك أثار الوزير موضوع الموقف الرسمي لبعض الدول الأوروبية من ربيع تونس وعلى رأسها فرنسا وقال بأن هذا الموقف يتسم في العلن بالإيجابية لكن ما تقوم به بعض الدوائر الإعلامية والسياسية المتنفذة في تلك الدول ينسف تلك المواقف إذ أنها ما فتئت تدعم قوى معينة في تونس ضد التجربة الديمقراطية الوليدة بقيادة الإسلاميين وحلفائهم... فالغرب يؤيد أن يكون الإسلاميون شركاء في الحكم أما أن يستفردوا به أو يقودوا مركبته ولو مع آخرين فهذا مرفوض مرفوض مرفوووووض.....وكدت أضيف على كلام الوزير: يااااا...و...ل...د....ي. إنتهت الأغنية.....هههههه.......
وفي الأخير عرج السيد الوزيرعلى دور الجالية في أوروبا وكذلك على دور الجزء الذي كان لاجئا سياسيا منها....مؤكدا على أن العلاقة مع السلطات والمنظمات المدنية لم تعد كما كانت بإعتبار أن ذلك الجزء من التونسيين جاء لأوروبا في الماضي ليطلب حماية وأمنا من تلك السلطات. أما اليوم وبعد الثورة المباركة فالتعامل مع تلك السلطات والمنظمات ينبغي أن يكون بعقلية جديدة....عقلية محورها الإنفتاح على جاليتنا الواسعة وعلى الإعلام ودعوة رجال الأعمال للإستثمار في تونس و....و......و....معبرا عن إمتنانه للحكومة السويسرية بالخصوص وهي التي أبدت مواقف جد مشرفة دعما لقضية المعارضة المضطهدة زمن المخلوع....
بعض من تدخلات الحضور
بعد هذه الكلمة وقع فتح باب إلقاء الأسئلة والتدخلات التي جاءت معبرة عن إنشغال الحاضرين بالوضع في تونس وعن تخوفاتهم من مآلاته في ضوء ما إعتبره العديد منهم تراخ لقبضة النهضة على المخالفين والفاسدين ومثيري البلبلة والمتآمرين بالليل والنهارمن أجل إسقاط الحكومة المنتخبة.....وأثار بعض الحاضرين أوصافا إتهموا بها الحكومة: كالأيادي المرتعشة....والأرجل المشلولة.....إلى آخره....وتساءل بعضهم بحسرة قائلا إلى متى يعربد كمال لطيف في البلد ويدوس هيبة الدولة دون عقاب من سلطة ولا رادع.....وتساءل أحدهم هل هناك خطة لمقاومة الفساد والفاسدين؟ كما عبر آخر عن تحسره كلما قابل جلاده أثناء تمضية العطلة في منطقتة...جلاد يمرح آمنا مطمئنا متمتعا بحريته وبعمله وبمرتبه...كما أشار بعض الحاضرين إلى فقدانهم لوسائل الدفاع عن الحكومة كلما زاروا تونس وقوبلوا بتذمر بعض التونسيين من تسامحها المفرط في حق الفاسدين أو من سوء الخدمات في وسائل السفر والرشوة في الديوانة...و...و... إلى آخره....وقد بلغت تخوفات البعض درجة سؤال الوزير هل أعدت النهضة سيناريو عودة أنصارها إلى السجون؟ خصوصا بعد مسلسل تنازلات متواصل بلغ درجة الإستعداد لتسليم الحكومة للأزلام على طبق من ذهب؟ كما تحدث آخرون عن أن بعض التونسيين الذين قابلوهم أثناء زياراتهم لتونس يحملون النهضة مسؤولية فشلها في الوفاء بمبادئ الثورة وهو ما سيقلص؛ برأيهم؛ حضوضها في الفوز بالإنتخابات وهذا سبب كاف لدى بعض الحاضرين للخوف وليس للتخوف على مشروع النهضة....كما علق أحد الحاضرين ساخرا على موقف الشيخ راشد عندما صرح بأن النهضة لا تتحمل التسبب في إراقة قطرة دم واحدة.....وقد أضاف هذا المعلق قائلا من يتحمل مسؤولية الحكم لا بد من أن يتحمل مسؤولية الدماء....مضيفا بأن كرامة بعض المناضلين والثوار وقع تعريضها للإهانة؛ طيلة سنتي حكم الترويكا؛ من قبل بعض من بوليس الحجامة....وأزلام السبسي واللطيف بل وحتى من بعض رموز اليسار فضلا عن التهديد العلني والمتكرر في بعض مراكز الأمن بإعادة النهضويين والثوار إلى السجون....كل ذلك يتم في حركات إستفزازية لا تنتهي ولا تجد من السلطة الحاكمة ردعا ولا مقاومة.....
التدخل الثاني للوزيرعبد الكريم الهاروني
ثم تناول الكلمة السيد الوزير مجيبا على تساؤلات بعض الحاضرين وتخوفاتهم مذكرا بأن قيادات الحركة حديثو عهد بالسلطة....وبأنهم لم يلبثوا عشرة أشهر زمن حكومة الباجي قائد السبسي حتى دعاهم الشعب إلى تحمل مسؤولية البلد بإعتبار صدقية تضحياتهم ونظافة أيديهم....متسائلا في الآن نفسه مالذي يمنع تلك القيادات من تلبية دعوة الشعب للمرة الثانية لتحمل مسؤولية الحكم وهم من سبق وأن لبوا دعوته عندما قبلوا التصدي للدكتاتورية والدفاع عن كرامة الشعب والتضحية من أجل ذلك بالغالي والنفيس؟ وإعتبر أن تحمل حركة النهضة لمسؤولية الحكم في تونس في ظروف صعبة جدا شرف لها وقال بأن القيادة كانت آنذاك واعية بحجم المسؤولية التي تنتظرها وكانت متوقعة حجم المتاعب التي ستتعرض لها....لكنها أقدمت على تحمل المسؤولية ورفضت أن تخذل الشعب الذي إختارها....موضحا أن النهضة تحملت متاعب السجن والتشرد في المنافي فلم لا تتحمل متاعب الحكم من أجل تونس وشعبها....؟ هذا ما جعلها تتأكد في النهاية أن ممارسة الحكم أصعب بكثير من البقاءكمعارضة خارجه.
وأضاف قائلا: على فرض أن شعبية النهضة قد نقصت أو ستنقص فإن ذلك أمر طبيعي؛ فكثير من أحزاب أوروبا حكمت بلدانها مدة خمس سنوات ثم ما لبثت شعبيتها أن تناقصت....وليست النهضة نشاز في ذلك....وليس الحكم غاية بالنسبة لنا بل هو وسيلة لخدمة مشروعنا للخروج ببلدنا من التخلف ونشر قيم الديمقراطية وأن عجلة خدمة هذا المشروع لن تتوقف عن الدوران سواءا كانت النهضة في الحكم أو خارجه....
ثم شرع في ذكر أمثلة عن صعوبات ممارسة الحكم وتلبية بعض من مطالب الشعب؛ فذكر بالخصوص موضوع إسترداد الأموال المنهوبة وكيف أن الأمر مرتبط بدول ليس من السهل أن تقنعها إلا بإثباتات دامغة على أن تلك الأموال مسروقة بإعتبار أن اصحابها هربوها تحت مسميات لشركات وهمية لا وجدود لها مما يصعب إثبات أنها مسروقة. فالحكومة تقاوم فاسدين توانسة جد محترفين...ورغم ذلك تمكنت من إقناع السلطات السويسرية بصدقية ما قدمته لها من وثائق وحجج لإسترجاع بعضا من تلك الأموال....فالعملية جد معقدة وهي مرتبطة بشبكات مصالح داخلية وبدول وشركات وهمية وغياب الوثائق اللازمة التي وقع إتلاف اللآلاف منها من قبل الفاسدين.... والمواطن التونسي بحاجة إلى شروح مستفيضة ليدرك أن الأمور ليست بالسهولة التي كان يتصورها.
ثم تحدث عن 800 ملف فساد وقع تقديمه من الحكومة ومن لجنة تقصي الحقائق للقضاء التونسي وأنه لم يقع البت فيها بالشكل المأمول رغم صدقية الوثائق المقدمة وذلك بسبب من خوف بعض القضاة أوبسبب فساد البعض الآخر فلا يمكن أن تحارب الفساد بقضاء بحاجة إلى إصلاح جذري....كما أنك لا يمكن أن تكون فاعلا في مقاومة الإرهاب بمنظومة إعلام وأمن بصدد الإصلاح....كل ذلك لا يمنع من الإقرار بتقصير الحكومة في أمور كثيرة بسبب من قلة خبرة وإلا فبماذا نفسر سكوت الحكومة على إطلاق سراح القضاء لمتهمين في قضية السفارة الأمريكية وصدور أحكام بتأجيل التنفيذ وأخرى مخففة في وقت كان الشيخ راشد موجودا في أمريكا....بحيث تحول الهدف من زيارة تروم بحث التعاون بين البلدين إلى زيارة الموضوع الطاغي فيها هو تذمرالأمريكان من تلك الأحكام المخففة....وبماذا نفسر سكوت الحكومة على إختيار القضاء إطلاق سراح الوزير التكاري يوم 7 نوفمبر الماضي....
رغم تلك المساوئ وغيرها إلا انه وقع كذلك وفي عديد الوزارات والإدارات إقالة أناس وإحالة آخرين على التقاعد المبكر ممن ثبت تواطؤهم ضد الثورة....حتى أن سبب طرد الرؤساء الثلاثة من ثكنة العوينة كان بسبب إقالة الحكومة لآمر حرس....لكن التعتيم الإعلامي كان في كل مرة كبيرا....وبقيت الحكومة تراوح مكانها بين سندان إتهامها بأن يديها مرتعشتان وبين مطرقة إتهامها بألتغول ومحاولة الإستحواذ على وظائف الدولة.... في حين أن كل التعيينات التي تمت إلى حد اليوم كانت خاضعة للكفاءة وأنها تخص كل التونسيين بدون إستثناء وليس فقط أبناء النهضة كما يدعي المفترون.....
وبالنسبة إلى موضوع كمال اللطيف أكد الوزير أن تتبعه والتحريات الخاصة به إنطلقت منذ سنتين وأن من كان يقوم بذلك هو القضاء وأن تلك التحريات لم تصل إلى شيء يذكر أوأريد لها أن لا تصل إلى شيء يذكر وأن الحكومة مصرة على إستقلالية القضاء وأنه كان بإمكانها أن تؤثر فيه إلا أنها ترفض ذلك حتى لا تعيد إنتاج جرائمه في عهد المخلوع؛ إذ كانت مكالمة من مسؤول لقاض ما؛ كافية بأن تدمرحياة مواطن وأسرته.....وقد وقع تدمير مستقبل آلآف المواطنين وعائلاتهم طيلة العقود الست الماضية.... أما ما حصل آخر مرة في منزل اللطيف فقد كان سببه خطأ من قاضي التحقيق الذي إجتهد ولم يصب؛ إذ تنقل بنفسه إلى منزل اللطيف لمفاوضة أو إقناعه بتسليم نفسه مما إعتبره محاموه خرقا للقانون تم بموجبه رفض الإنصياع لإرادة الأمن في إيقاف اللطيف....
وختم بالقول بأن معركة الفساد معركة كبيرة وتتطلب طول نفس وسنوات عديدة؛ وأن أخطبوطا كاملا يتحرك تحت أرجل الحكومة. أخطبوط مكون من شبكات مصالح ومنافع خفية جد معقدة موجود في كثير من دواليب الدولة [ودعما لكلام الوزير....كشف وزير خارجية إسبانيا الأسبق بأن الحكومة الإسبانية التي ورثت حكم فرانكو بقيت 10سنوات تجتث الفساد....ومازالت بعض الملفات عالقة إلى اليوم منذ تلك الحقبة المظلمة من تاريخ إسبانيا....ع الحامدي]
ثم عرج الأاخ الهاروني على وزارته وتحدث عن 54 ملف وقع تقديمه للقضاء...ووقعت إقالة أعداد من الموظفين وإحالة آخرين على التقاعد في ولايات عديدة وما زال العمل التطهيري مستمرا لكن الوزير أقر في الآن ذاته بتقصير وزارته في النشر الإعلامي لما تقوم به في مقاومة الفساد.....كما تحدث عن تحسن وقع في الخدمات المقدمة من الوزارة وعن طائرات وقع إشتراؤها وشركات ملاحة وقع حمايتها من الإفلاس رغم أنه كان هدف بعض الخصوم منذ البداية إفلاسها وتعطيل خدماتها حتى نزل مؤشر التقييم العالمي لرتبة 64 وهي رتبة قريبة من رقم ؛50 كان يمكن إثرها تعطيل عمل تلك الشركات سنوات...وبفضل المخلصين من أبناء شركتي الملاحة ومن الوزارة إستعادتا عافيتهما وصعد المؤشر العالمي إلى رتبة 284....وقال بأن سياسة الحكومة لم تكن متجهة فقط لمقاومة الفساد بل كانت كذلك تركز على إستقطاب ذوي الكفاءات من نظيفي الأيدي والأقل فسادا بإعتبار صعوبة تعويض الكفاءات التي عملت مع النظام البائد دفعة واحدة وأن كثيرا من الكفاءات النظيفة كانت تتوجس منا خيفة في البداية وعندما تعرفت على طرق عملنا انضمت للعمل بإخلاص وأصبحت بدورها تساعد في مقاومة الفساد.
ثم تحدث عن إعجاب دول أوروبية بقدرة الحركة الإسلامية في تونس على الحفاظ على موقعها في قلب المشهد السياسي التونسي بحيث أنها أصبحت رافدا مهما من روافد الوفاق في تونس بفضل نضجها وقدرتها على لتعامل الإيجابي مع الفرقاء بل وأضحت مثالا في الحفاظ على وحدتها ووحدة الترويكا التي تنتمي إليها وقد وصل الأمر بها إلى النجاح في تحقيق تقارب مع المنظمة الشغيلة مشيرا إلى أن دخول المعارضة موحدة للحوار لم يمنع من بروز بعض الإختلاف بين مكوناتها وعليه يمكن أن تشهد تونس إعادة تشكل للخارطة السياسية وتحالفات مكوناتها من أجل أن يقع عزل كل من تثبت نواياه في ضرب التوافق من القوى المضادة للديمقراطية ...وهو ما سيؤهل حركة النهضة للعب دور أكبر في الوصول بالبلاد إلى التوافق النهائي....والبلوغ بها إلى بر الأمان...
كما تحدث عن محاولات تعطيل عمل المجلس التأسيسي التي لم تتوقف؛ وبصور مختلفة؛ بلغت حد عدم تمكن المجلس من البت في 63 قانون وقع تقديمه له من الحكومتين المتعاقتين...ومن بين تلك القوانين قانون العدالة الإنتقالية رغم أهميته القصوى في حلحلة كثير من الملفات العالقة والتي يطالب المواطن بفتحها والبت فيها سريعا....وأكد على أن الهدف الأوحد بالنسبة للخصوم هو إبراز الترويكا في حالة ضعف وعجز مستمرين....
وفي الختام أكد الوزير على ضرورة مقاومة كل تلك المحاولات المستميتة لعزل النهضة والترويكا وتصوير الإسلاميين بالخصوص على أنهم هم من يعطل الحوار والمسار الإنتقالي بهدف البناء على ذلك والمرور إلى مراحل متقدمة في إفشال المسار؛ ونبه إلى خطورة ما يقع نشره على الفيس بوك من إشاعات تصب في نفس الهدف وتستمر في إثارة البلبلة والشك لدى المواطن.
كما تحدث عن بعض من السلفيين اللذين تبنوا رفع السلاح في وجه الحكومة وقال بأن ذلك خط أحمر وبأن الحومة ستواصل التصدي لما يحدث بكل حزم....وأن 30 مسجد فقط هي التي تعمل الحكومة على تجنيب إستمرار توظيفها لأغراض حزبية أو طائفية....
كما دعا التوانسة والمخلصين من الثوار وأبناء الحركة إلى الإنفتاح على الناس والمساهمة في كسر الطوق الإعلامي وحملات إيجاد مناخ كراهية للنهضة وأهمية الرد عليها وأكد على ضرورة مقاومة الخوف لأنه عنوان الهزيمة ؛وأن التخوف الذي لا يعني الخوف؛ أمر مشروع وطبيعي خصوصا وأننا في تونس مهددون نسبيا بإفشال المسار الإنتقالي وأن الخطر يكمن في العشر أمتار الأخيرة...ولابد من القبول كذلك بحقيقة أن النهضة لم ينتخبها كل الناس وأن الصراع في مجمله سياسي وأحيانا يتخذ شكل صراع بين الحق والباطل الذي هو سنة من سنن الكون. تلك حقيقة لابد من أخذها في الحسبان ونحن نخوض معاركنا من اجل الحفاظ على ثورتنا. وأشار الوزير كذلك إلى محاولات توظيف بعض سواق التاكسي للحديث لزبائنهم عن النهضة بسوء وهو ما يدخل في باب المحاولات المستميتة لعزل النهضة شعبيا....وأكد على وجوب عدم الإنجرارإلى مخاطبة الخصوم بنفس أسلوبهم الهابط أحيانا والذي يدل على ضعف فادح في قوة الحجة....حتى لا نتساوى معهم في ذلك الهبوط لأن المواطن يتابع ويفرق بين الغث والسمين....
وحول الإنتقادات الموجهة لبعض مظاهر ضعف أداء الحركة من الناحية التنظيمية أي فيما يخص الشأن الداخلي: دعاية وإستقطابا وتواصلا مع التونسيين داخليا وخارجيا فقد فسره الوزير بأنه الثمن الذي دفعه التنظيم بعد ما وقع توظيف قيادات الصف لخدمة الدولة والشعب مما أثر على فاعلية العمل الداخلي والتنظيمي للحركة....وختم بأن من بين أسرار التماسك رغم الهنات هو تلك الديمقراطية الواسعة داخل مؤسسات الحركة والتي تصل في مجلسها الشوروي على سبيل المثال حد التناقض الجذري في بعض المواقف والآراء وأن الإلتزام بقرارالأغلبية بقى على الدوام هو الضامن للجميع بلزوم خط السير العام للحركة في سياساتها وقراراتها....
وإنتهى اللقاء بالدعاء لتونس بخير وبأخذ صور للتأريخ لهذه المناسبة.
سويسرا في 8. 11. 2013
كلمة السيد الوزير:تلخيص وإعداد: عبد الرحمان الحامدي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.