تلقيتُ عبر بريدي رسالة موزعة على عدد كبير من رواد الشبكة العنكبوتية، تتحدثُ الرسالةُ عن قدرات إسرائيل الفائقة في مجال التكنلوجيا وعن قدراتها الرهيبة في مجالات التجسس والتنصت على الاتصالات والمحادثات بكل أشكالها، كاتبة المقال-كما يبدو- متخصصة في التكنلوجيا الرقمية! لا أحد يجهلُ قدرات إسرائيل في مجال تكنلوجيا العصر، وبخاصة في مجالات الإنترنت والفضاء الإلكتروني، فإسرائيل من أبرز دول العالم في مجال التكنلوجيا، فهي صاحبة موقع التوتير، وفي رواية أخرى الفيس بوك، وهي تدير برنامج الفايبر غير الربحي، وتدير عشرات مواقع التنصت! غير أن ما لفتَ نظري في الرسالة، هو العنوان التالي: [استخدام الحيوانات والطيور في التجسس] " تمكَّنتْ مجموعة من الصيَّادين اللبنانيين في منطقة عشقوت قضاء كسروان من اصطياد!! نسر أرسلته جامعة تل أبيب( الجاسوسة) وزودته بجهاز إرسال مخبأ ( بإحكام) في ظهره" انتهى الخبر الأول، أما الخبر الثاني فيقول: "تعرضتْ شواطئ البحر الأحمر في مصر منذ شهور لهجوم من أسماك القرش، التي أرسلها الموساد الإسرائيلي لغرض تدمير السياحة في مصر" في الوقت نفسه كنتُ أشاهدُ فضائية مصرية، وهي تبثُّ صورا لطماطم تقول إنها مستوردة من إسرائيل، تباع في أسواق القاهرة، وهذه الطماطم تُسبب مرض السرطان!!!! هذه الأخبار الثلاثة جعلتني أعود بذاكرتي إلى النكبات والضربات الأسطورية المشهورة، التي وجهها اللهُ لفرعونَ وقومِه بسبب رفضه السماح لليهود من قوم موسى، بأن يعبدوا الله في البريَّة، ويقدموا له الذبائح،والضربات هي: " جعل الله نهرَ النيلِ دما، وليس ماءً، ثم انتشرتْ الضفادع والذباب والبعوض والجراد، وماتت كل المواشي، وانتشرت الأمراض والدمامل، وماتت المزروعات نتيجة البرد الشديد، وعم الظلامُ الدامس وادي النيل" فهل آن الأوان لعودة الأساطير القديمة في زمن التكنلوجيا الرقمية؟ ألا تعرف كاتبة المقال السابق المختصة بالرقميات وتكنلوجيا المعلومات، لطيفة الحسيني، شيئا عن الطيور التي ترسلها الجامعات لأغراض البحث العلمي؟!! هل وصل بنا الأمر لكي نؤمن بأن إسرائيل هي دولة أسطورية خارقة للمعتاد، لها من القدرات (السحرية) ما يجعل كل دول العالم تقف عاجزة عن حلَّ ألغازها ورموزها؟ ما نوع التكنلوجيا الرقمية التي زرعتها الموساد في أسماك القرش، لكي تهاجم (جينات)السائحين الأجانب المصطافين في إيلات على شواطئ البحر الأحمر، لغرض ضرب السياحة في مصر؟!!! وهل هذه التكنلوجيا الرقمية السحرية ستمنع أسماك القرش من مهاجمة السائحين الإسرائيليين، وهم أكثر عددا على شواطئ إيلات والعقبة؟!! وهل سيأتي اليوم الذي ستتمكن الموساد والشاباك من إرسال الرياح العاتية وجحافل الجراد والزلازل والبراكين على بلاد خصومها، لتبيدهم وتدمرهم؟!! وهل ستتمكن إسرائيل في المستقبل من استخدام أسراب الطيور المهاجرة، لغرض تحميلها بعبوات ناسفة لاصطياد أعدائها؟! متى نتخلص من عقدة التهويل الأسطوري لإسرائيل؟ أليس ذلك دليلا على العجز؟!!