أفاد أحد المقربين من الجزائري جمال بغال، المسجون في فرنسا بتهم تتعلق بالتحضير لعمليات إرهابية كبرى في دول أوروبية، بأن بغال ''كان ولا يزال ضحية مؤامرة خطيرة وصفقة مشبوهة بين المسؤولين الفعليين للشبكة والسلطات الفرنسية''، ويقول صديق بغال إن ثلاثة مغاربة متعاونين مع المخابرات الفرنسية أوقعوا عددا كبيرا من الجزائريين بتهم باطلة. سرد صديق جمال بغال قصة لقائه بمفتي الجماعات الإسلامية الأردني ''عمر محمود عثمان أبو قتادة''، والفرنسي مغربي الأصل ''زكريا الموسوي''، وأيضا حقيقة العلاقة التي ربطت بغال بهذين الشخصيتين، والدافع من لقائه بهما في لندن أكثر من مرة. وأبرز ما جاء في الشهادة لصاحبها الذي يرفض كشف هويته، أن بغال كان مكلفا بإنشاء فرع باريس لما يعرف ب''شبكة مسجد فنزبيري بارك'' الشهيرة في بريطانيا، بناء على رغبة من ''أبو قتادة'' وزكريا ومغربي ثان هو حراني محمد عبد الجليل، أن يكون أفراد الفرع في باريس من الجزائريين. ويكشف المتحدث أن اتصالا مباشرا جرى بينه وبين جمال بغال وزكريا الموسوي في باريس عقب إقامة الأخير بها مدة ثلاثة أشهر، وعليه كان الأمر ''في بادئ الأمر يدور بيننا عن أمور عادية تتعلق بالسياسة والدين والأوطان''، لكن أهدافا أخرى كان بغال لا يعرفها تكشفت من بعد ''شيئا فشيئا بدأت الأمور تتطور مع تغير الأفكار والحديث، إلى أن اكتشفنا الهدف الحقيقي وراء هذه الصداقة، خاصة بعد سفرنا إلى لندن رفقة زكريا الموسوي''. وعلى خلفية التواجد في العاصمة البريطانية، توضحت الصورة أكثر ''ولقائنا بثلاثة مغاربة من أفراد الشبكة الأم في لندن، وهناك فقط بدت الصورة لنا واضحة وجلية ولا غبار عليها''، وعلى الأرجح وفق تلميحات الشهادة، تبين وجود مخططات ''جهادية'' يأتمر أصحابها من لندن''. تأكدنا أن الأمر فعلا كما اعتقدناه، يضيف نفس المصدر، وهو تشكيل فرع جديد للشبكة يستمد أوامره من لندن، وبالتحديد من المجموعة التي يديرها ويتزعمها مغاربة''. ويكشف صاحب الشهادة لأول مرة أسماء هم ''خطاب.ع'' المعروف بإسم ''حكيم المغربي''، وثاني ''عبد المؤمن.ح'' المعروف ب''أبو جابر''، وثالث يسمى ''الراشدي.م''، مشيرا إلى أنهم ''نجحوا مؤخرا في تشكيل فرع باريسي، وهم موجودون حاليا في العاصمة الفرنسية يجوبون شوارعها تحت أسماء وهويات مستعارة، بينما يقبع إخواننا الأبرياء في السجون الفرنسية''. ويتحدث المصدر عن ''قرار اتخذته رفقة جمال بغال بقطع علاقاتنا بشكل نهائي بهذه المجموعات''، ولفعل ذلك ''اتصل بغال بزكريا الموسوي وبلغه بقرارنا، وأعطيناه ضمانات بأن كل أسرار هذه الشبكة التي بحوزتنا تبقى طي الكتمان''، وجاء رد الموسوي حرفيا بالشكل التالي ''دخول الحمام ليس كخروجه''، والأرجح على حسب الشهادة أن جمال بغال لم يول اهتمامه لهذا الرد، وأكمل حياته بشكل عادي''. وعن اعتقال جمال بغال الذي تنعته باريس بأخطر ''الإرهابيين'' في أوروبا، فيروي الصديق الوحيد لبغال -كما يصف نفسه- ''ما حدث بعد فترة وجيزة هو القبض على الموسوي قرب الحدود الفرنسية-البريطانية من قبل المخابرات الفرنسية''، ثم تلاه اعتقال بغال ''بعد 48 ساعة باشرت السلطات الفرنسية في اعتقال عدد من الجزائريين من بينهم جمال بغال بناء على صفقة عقدها الموسوي مع مخابرات فرنسا لتسليم عناصر الشبكة انتقاما من الجزائريين بسبب رفضهم المؤامرة ضد البلد الذي يأويهم''. كما ينقل المتحدث رغبة جمال بغال الترحيل إلى الجزائر ''كونه يعلم ببراءته''.