الرباط : يواجه المغرب شبه كارثة نتيجة تهاطل الامطار وتساقط الثلوج التي لم يعرف مثيلا لها منذ ستين عاما. وتتسبب هذه الامطار والثلوج في فيضانات وقطع طرق كما تسببت موجات البرد غير المعتادة في وفاة العديد من المواطنين في المناطق التي تحاصرها الثلوج وتنقطع عن العالم. ومنذ بداية الخريف الماضي عرفت مختلف المناطق المغربية تساقطات مطرية وثلجية مصحوبة بموجة من البرد دون ان تكون هناك استعدادات لمواجهة آثار هذه الاضطرابات الجوية غير المتوقعة والتي كان آخرها مصرع ثمانية مواطنين في مراكشوتارودانتوالحسيمة. وقالت تقارير رسمية ان اربعة أشخاص لقوا مصرعهم وأصيب ثلاثة آخرون من أسرة واحدة بجروح خطيرة، ليلة الثلاثاء، اثر انهيار منزل بقرية بني اموكزن باقليم الحسيمة، وذلك بسبب التساقطات الثلجية الكثيفة والأمطار الغزيرة التي تهاطلت على المنطقة. وأوضح مصدر من السلطة المحلية أن الحادث، الذي نجم عن انجراف التربة التي تسببت في انهيار المنزل المبني من الطين، أدى الى وفاة الأب الذي يبلغ من العمر 75 سنة وابنتيه (ما بين 20 و25 سنة)، فيما أصيب كل من الأم (60 سنة) وثلاثة أبناء(ما بين 10 و24 سنة) بجروح خطيرة فيما لقي احد هؤلاء الابناء فيما بعد مصرعه. وأشار المصدر ذاته، إلى أن الضحايا الثلاث فارقوا الحياة متأثرين بجروحهم، فيما الضحية الرابعة، وهو طفل في ال12 من عمره، فارق الحياة متأثرا بجروح بليغة وهو في طريقه إلى المستشفى. كما لقي امس الثلاثاء شخصان مصرعهما وأصيب ثالث بجروح خطيرة جراء انهيار جزئي لمنزلهما القديم بمدينة مراكش. وأوضحت الشرطة ان الحادث ،الذي أودى بحياة أب (75 سنة ) وابنته (12 سنة ) واصابة امرأة في 49 من العمر وقع صباح امس الثلاثاء ب'دوار الفخارة' بحي 'عين ايطي' ،بسبب التساقطات المطرية التي عرفتها مدينة مراكش خلال الساعات الأخيرة. ولقي شخصان مصرعهما في وقت مبكر من صباح امس الثلاثاء اثر انهيار سقف غرفة بأحد المنازل في قرية أركومي في إقليمتارودانت. والضحيتان وهما أم (من مواليد 1973)، وابنها البالغ من العمر حوالي تسع سنوات كانا نائمين أثناء انهيار سقف الغرفة، في حين نجا الابن الثاني للضحية من موت محقق. وادت الامطار التي شهدتها المنطقة خلال اليومين الأخيرين إلى تسرب كميات من المياه إلى سقف المنزل المبني من الطين مما أدى إلى انهياره. وأعلنت وزارة الداخلية المغربية أنه تمت إعادة تفعيل 'لجنة اليقظة والتنسيق' منذ يوم السبت الماضي، لتتبع آثار الاضطرابات الجوية على مستوى المناطق المتضررة. وأوضح بلاغ للوزارة، أن هذه اللجنة، التي تضم ممثلي جميع المصالح المعنية، تسهر على متابعة مستمرة للوضع الميداني بتنسيق مع اللجان المحلية، فضلا عن اتخاذ الإجراءات الضرورية لمواجهة أية حالة استعجالية. واسفرت فيضانات سببها هطول الامطار في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في منطقتي طنجة والحسيمة عن خسائر مادية قدرت بحوالي ملياري اورو لما اصاب البنية التحتية خاصة المنطقة الصناعية في طنجة من اضرار. وتسببت التساقطات الثلجية المسجلة خلال الثلاثة أيام الأخيرة والمصحوبة في بعض الأحيان بعواصف قوية في انقطاع بعض المحاور الطرقية بالأطلسين المتوسط والكبير. وأوضح بلاغ لوزارة التجهيز والنقل أنه، ولأسباب متعلقة بسلامة مستعملي الطريق، تم قطع الطريق الرابطة بيم أزرو وآيت أوفلا، والطرق الرابطة بين إفران وبولمان، وصفرو وزايدة عبر بولمان، وواويزغت وتاكليفت، ودمنات وورزازات. وأضاف المصدر أن مرتفعات الريف والأطلسين المتوسط والكبير عرفت خلال الايام الثلاثة تساقطات ثلجية تراوح ارتفاعها ما بين 20 و100 سم، تسببت في اضطراب حركة السير الطرقي إثر التساقطات الثلجية التي شهدتها عدة طرق بالمناطق المعنية. وأشار البلاغ إلى أنه بعد التساقطات الأولى للثلوج التي سجلت منذ السبت الماضي، شرعت فرق إزاحة الثلوج التابعة للمصالح الترابية لوزارة التجهيز والنقل بالمناطق المعنية في أعمال إزاحة الثلوج من المحاور ذات الأولوية. وقد مكنت هذه التدخلات من الإبقاء على حركة السير العادية خلال اليومين الماضيين على الطريق الرابطة بين إيموزار وأزرو عبر إفران، والطريق الرابطة بين باب برد وايساغن، والطريق الرابطة بين إفران إلى بولمان، والطريقة الجهوية رقم 505 الرابطة بين صفرو وخنيفرة عبر بولمان وزايدة. وأكد المصدر ذاته، أن الوزارة عبأت يوم الاثنين، من أجل هذه التدخلات، 78 آلية خاصة بإزاحة الثلوج كما جندت 299 عنصرا، من بينهم 27 مهندسا و55 تقنيا و85 سائقا و132 عاملا ودعت من أجل ضمان حركة سير أكثر سلامة على الشبكة المغطاة بالثلوج، مستعملي الطرق إلى الإطلاع على حالات الطرق وتجنب السفر عبر الطرق التي غطتها الثلوج خلال الليل، والاحترام التام للحواجز الثلجية وقواعد السلوك خلال حركة السير الجماعية. وأفاد تقرير للمديرية الجهوية للتجهيز والنقل بجهة تازة - الحسيمة - تاونانت أن خسائر الشبكة الطرقية بالجهة بسبب الفيضانات التي ضربت المنطقة خلال الشهور الثلاثة الاخيرة من العام الماضي بلغت 159 مليوناً و46 ألف درهم (حوالي 14 مليون يورو). وحسب التقرير، فإنه سجلت خسائر هامة في الشبكة الطرقية بإقليميالحسيمةوتازة قدرت ب117 مليون درهم و32.34 مليون درهم فيما قدرت خسائر الشبكة الطرقية بتاونات ب9.7 مليون درهم. ومن بين الإجراءات التي تم اتخاذها من أجل التخفيف من الوضع الناجم عن خسائر الشبكة الطرقية، اطلاق أشغال بناء قناطر رئيسية في تازوراخت (35 مليون درهم) والنكور (30 مليون درهم). 'القدس العربي' محمود معروف