غزة كشفت مصادر أمنية مصرية أن أجهزة الأمن تجري اتصالات مكثفة وتحقيقات لمعرفة مصدر الأموال التي وجدت مع وفد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الذي غادر القاهرة مساء الخميس بعدما فشل المحققون في معرفة مصدرها أثناء استجوابهم السريع للوفد في رفح. وكانت السلطات قد أعلنت أنها ضبطت تسعة ملايين دولار ومليوني يورو فى معبر رفح مع عضو وفد حماس إلى مباحثات القاهرة أيمن طه، واحتجزته ساعات قبل أن تسمح له بدخول غزة دون الأموال التي تم إيداعها البنك الأهلي المصري بمدينة رفح. وثارت تكهنات عديدة إزاء مصدر الأموال المضبوطة، فمنها ما أشار إلى أن مصدرها سوريا وأخرى رجحت أنها أموال إيرانية، كما قال آخرون إنها تبرعات جمعها التنظيم العالمي للإخوان وتم تسلميها عبر الجماعة لوفد حماس بالقاهرة. ومن جهتها نفت جماعة الإخوان المسلمين في مصر تسليم وفد الحركة أموالا أو تبرعات نقدية لدعم الحكومة في غزة التي تواجه تحديات إعادة أعمار القطاع وتقديم تعويضات مالية للفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم. العمل في النور وقال مسؤول المكتب السياسي للجماعة في تصريح للجزيرة نت إن "الإخوان يعملون في النور ومن خلال المنظمات المعروفة كالهلال الأحمر واتحاد الأطباء العرب والجمعية الشرعية، عندما يريدون إيصال مساعدات لغزة". وأوضح الدكتور عصام العريان أن المساعدات التي تقدمها الجماعة للشعب الفلسطيني ليست مبالغ نقدية، وإنما تبرعات عينية في صورة أدوية وأغطية ومواد غذائية "وهي مكدسة الآن فى شوارع رفح والعريش كباقي المساعدات التي يتهددها التلف بسبب إغلاق المعبر". ودافع الإخوان بشدة عن حماس منذ توليها السلطة عقب فوزها بانتخابات 2006 البرلمانية وخلال مواجهاتها العسكرية مع فتح بالقطاع، وعندما سيطرت عسكريا على غزة منتصف يونيو/ حزيران 2007، كما ناصبوا العداء الأنظمة العربية الموصوفة بأنها "معتدلة" والتي حملت حماس مسؤولية العدوان الأخير على غزة. وذكر العريان أن حماس "لديها طرق وإمكانات متعددة لجلب الأموال، أما جماعة الإخوان المسلمين في مصر فلا يملكون كل هذه الملايين، وليس عندهم ما يقدموه في الخفاء، وكل ما يقدموه للشعب الفلسطيني معلن عنه ومعروف". ونفى القيادي الإخواني عقد أي لقاءات بين قيادات للجماعة في مصر وأعضاء وفود حماس الذين زاروا القاهرة مرات عديدة في الفترة الماضية للتباحث مع مدير المخابرات المصرية عمر سليمان حول اتفاق جديد للتهدئة مع إسرائيل في غزة. وقال العريان "أنا شخصيا لم ألتق أو أتصل بأحد من أعضاء حماس الذين جاؤوا لمقابلة المسؤولين المصريين، ولا أعتقد أن أحدا من قيادات الإخوان قابلهم أو اجتمع بهم".