قال عضوان بارزان من مجلس الشيوخ الأميركي في زيارتهما للبنان ضمن جولة يقومان بها في المنطقة إن سوريا بحاجة إلى أن "تغير سلوكها" خاصة في ما يتعلق بالعراق ولبنان إذا أرادت أن تحسن علاقاتها بالولاياتالمتحدة، وطالباها بالمساعدة على نزع سلاح حزب الله. جاءت تلك التصريحات على لسان كل من رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور جون كيري قبيل مغادرته بيروت أمس، وعضو اللجنة السيناتور بنيامين كاردن الذي ترأس وفداً من مجلس الشيوخ إلى سوريا التقى بالرئيس بشار الأسد قبل زيارته أمس للبنان.
وقال كيري بعد لقائه الرئيس اللبناني ميشال سليمان في بيروت إنه سيوضح للرئيس السوري أثناء زيارته المقبلة -المتوقعة السبت المقبل- أن واشنطن لن تقبل من دمشق مجرد الكلام وأنها تريد أفعالاً، وقال "سنجري محادثات صريحة حول هذه التوقعات".
وقال إن الولاياتالمتحدة ترغب أن تجدد الدبلوماسية مع سوريا إنما دون أي أوهام أو اعتقادات خاطئة أنه بمجرد الكلام فإن الأمور ستحل، ولكنها ترغب بالمقابل من سوريا أن "تغير سلوكها" مشيراً إلى أنه طرح هذا الموضوع في لقاءاته السابقة بالرئيس الأسد على مدى الأربع سنوات الماضية.
وأكد أن الإدارة الأميركية الحالية مقتنعة بأهمية "الدخول في حوار" مع سوريا "على عكس ما قامت به إدارة الرئيس السابق جورج بوش التي كانت مقتنعة بإملاء ما يجب على الغير القيام به والابتعاد في انتظار أن يقوموا به".
لبنان وكان كيري التقى كذلك زعيم الأكثرية النيابية سعد الحريري، ونفى -رداً على سؤال بعد اللقاء- وجود إمكانية لإجراء أي تسوية على حساب المحكمة الدولية التي ستحاكم قتلة رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، مؤكداً أن المحكمة مسألة مستقلة عن أي موضوع للنقاش بين الولاياتالمتحدة وسوريا.
كما أكد أنه يريد أن تحترم سوريا الانتخابات النيابية التي ستجرى في لبنان، وكذلك استقلال لبنان وأن تساعد في الجهود الأميركية "للتوصل إلى عملية سلمية شرعية مع إسرائيل لحل المشاكل الفلسطينية".
وأشار كذلك إلى أنه سيطرح أثناء لقائه بالرئيس الأسد مسألة التبادل الدبلوماسي بين لبنان وسوريا، حيث إن دمشق لم تعين سفيراً لها في بيروت حتى اليوم، بينما عين لبنان سفيره في دمشق، وقال "نحن نرغب أن يتمم الطرفان واجباتهما في هذا السياق وسأستعلم بالطبع عن هذه المسألة".
إنهاء التحالفات بدوره دعا السيناتور كاردن سوريا إلى إنهاء تحالفها الذي استمر ثلاثة عقود مع إيران، وحثها على اغتنام فرصة وجود إدارة أميركية جديدة لوضع حد لدعم الجماعات الفلسطينية واللبنانية المسلحة، على حد قوله.
وقال كاردن إنه لام سوريا على إفساد علاقاتها مع أميركا، معتبراً أنها "عزلت نفسها برعايتها للإرهاب، وتوفيرها مأوى آمن للمنظمات الإرهابية، وبسبب علاقاتها مع (حركة المقاومة الإسلامية) حماس و(حركة) الجهاد (الإسلامي) وعلاقتها المثيرة للقلق مع إيران".
وأكد أن السؤال الذي جاؤوا من أجل محاولة الإجابة عليه هو "ما إذا كانت سوريا مستعدة "لاتخاذ قرارات مهمة" ستقربها أكثر من أميركا للتحرك قدماً، مشيراً إلى أن أميركا ستراقب سوريا "بعناية فائقة".
وتأتي زيارة وفد كاردن لسوريا -التي تعتبر الثانية لوفد أميركي في أقل من شهر- تماشياً مع سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي عرض إجراء حوار مع الدول التي كانت على خلاف مع الإدارة السابقة.
بدورها قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن الرئيس الأسد أخبر كاردن برغبة سوريا بتطوير علاقاتها مع الولاياتالمتحدة، وأضافت أن المحادثات تركزت على تطوير العلاقات الثنائية "عبر الحوار الجاد والإيجابي المرتكز على الاحترام المتبادل والاهتمام المشترك بإيجاد الحلول العادلة لمشاكل المنطقة".
يشار إلى أن صحيفة الغارديان البريطانية نشرت أمس مقابلة مع الرئيس الأسد قال فيها إنه متفائل بعودة العلاقات مع الولاياتالمتحدة، وإنه وجد إشارات بأن الإدارة الأميركية الحالية ستكون مختلفة، لكنه سينتظر حتى رؤية النتائج، مؤكداً أنه يرحب بعودة السفير الأميركي إلى دمشق.