لا تنسوا رمز عزتنا الأسير القائد الد. الصادق شورو أسير الأقصى و أسير الزيتونة و جهان لمظلمة واحدة بقلم : رافع القارصي بسم الله رب المستضعفين و الشهداء و الأحرار السلام على الأسير الحر الرمز القائد المجاهد الدكتور الصادق شورو السلام على شرفاء و أحرار قيادة المقاومة المدنية في الحوض المنجمي في معتقلات الصنم النوفمبري السلام على معتقلي معركة المسجد و الكرامة من شباب الصحوة ليس أقسى على السجين و على عائلته بعد محنة الإعتقال من محنة أشد مرارة على النفس مثل محنة النسيان . نسيان تضحيات السجين و آلامه و نسيان عذابات الأهل و الأبناء و نسيان القضية و المشروع الذي من أجله سجن و إعتقل و توارى عن الأنظار بعيدا عن الأهل و الأحبة و الخلان . إذا كان الإعتقال جريمة يمارسها نظام البداوة السياسية الحاكم في تونس في حق الأحرار و الشرفاء إنتقاما من صمودهم و جرأتهم و تنكيلا بهم و إرهابا لشعبنا و لنخبه فإن جريمة النسيان جريمة هي الأخرى لا تقل فظاعة عن جريمة الإعتقال السياسي لكن نمارسها نحن جميعا نخب و حقوقيين مدونيين و إعلاميين مناضلين و سياسيين بدون قصد ولكن تتسبب هي الأخرىفي آلام و عذابات بالنسبة للسجين الذى لم يكن يتوقع يوما أن تنسى تضحياته بهذه السرعة و أن تتحول قضيته إلى قضية ثانوية لا تكاد تذكر إلا قليلا بعدما جرفت مشاغل الحياة كل الحصون فأتلفت الذاكرة و عطلت الإرادة فتثاقلنا جميعنا أو نكاد إلى الأرض . وهكذا يدفع أسير الحرية الرمز الد. الصادق شورو ثمن العزة و الكرامة باهضا جدا مرة بفعل سياط الجلادين و مرة بفعل سياطنا نحن عندما غفلنا عن نصرته وإكتفينا بهبة إحتجاجية عابرة سرعان ما خمدت لنلتفت بعدها إلى متاع الدنيا نلهث وراءه بلا حتى . أنا متأكد بأن الكثير منا سيعتذر بمعركة غزة كسبب رئيسي في تجميد الإهتمام بقضية الدكتور الصادق شورو على إعتبار أن أعناق الأمة كانت مشدودة إلى أرض الرباط أين دارت معركة الفرقان التاريخية .إن هذا الدفع بالرغم من وجاهته الظاهرة فإنه في تقديري لا يمكن أن يصدر إلا على عقل سياسي مزاجي و قاصر لا يقدر على التأليف بين النضال من أجل الحرية و النضال من أجل التحرير إذ أيعقل أن تتدحرج قضية مقاومة الإستبداد و هو إحتلال داخلي إلى مرتبة ثانوية من إهتمامنا الإعلامي و حراكنا السياسي كلما تحركت الأوضاع في أرض الرباط و كلما إشتعلت المواجهات مع العدو الصهيوني ؟؟؟ إلى متى تظل النخب التونسية عاجزة عن الربط بين الإنخراط في مقاومة الإستبداد و فرض الإصلاح السياسي و الحريات و بين الإنخراط في حمل هم القضية المركزية لأمتنا قضية فلسطين . ألا يمكن أن تكون قفصة إلى جانب غزة رمزين لعزتنا ؟ ألا يمكن أن يكون أسير الأقصى و أسير الزيتونة و جهان لمظلمة واحدة و ضحايا لعدو و احد ؟؟؟ ألا يمكن أن نناضل بالتوازي من أجل تحرير الأرض هناك وتحرير الإنسان هنا بدون فصل بين الجبهتين ؟؟؟. الإجابة ستكون بالقطع نعم و نعم وألف نعم إلى آخر نفس إن الأقصى و الزيتونة و قفصة و غزة و سعيد صيام و الهاشمي المكي و الرنتيسي و سحنون الجوهري كلهم عناوين لمعركة واحدة معركة تحرير الأرض و الإنسان من أجل إستئناف دورة حضارية جديدة لأمتنا نكون فيها شهداء على الناس كما أرادنا لنا ربنا سبحانه و تعالى . لقد إستوعب أبطال الحركة و الشعب هذه الرؤية السياسية الجامعة التى لا تفصل بين قضية الحرية و قضية التحرير عندما كانوا في زنزانات حلفاء العميل دحلان في تونس فخاضوا العديد من إضرابات الجوع الرمزية مساندة لأهلنا في الأرض المحتلة أيام إنتفاضة الأقصى المجيدة بالرغم من أهوال التعذيب و القمع و ظروف الإعتقال القاسية التي كانوا يعانونها . هكذا كان أبطالنا و هكذا كان أسيرنا الشيخ الدكتور الصادق شورو منحازا لقضية الأمة و هو في سجون الإحتلال النوفمبري و مدافعا عن قضايا الحق و العدل و الحرية و هو واقف في قفص الإتهام في ديسمبر من السنة الماضية حيث ركز " مرافعته " التاريخية على حق العودة الكريمة لأرض الوطن لكل المبعدين لأسباب سياسية بدون قيد أو شرط و في إطار سن العفو التشريعي العام و تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة . ألا يستحق هذا الرمز الوطني و الإسلامي و الشعبي هبة إحتجاجية جديدة نكسر بها الحصار المضروب على قضيته و نرفع بها التعتيم الإعلامي و نوجه بها الرأي العام الحقوقي الدولي للإهتمام من جديد بملفه و ملف كل سجناء الرأي في تونس و على رأسهم القيادة النقابية في الرديف الشهيدة . إن صمتنا و تقاعسنا مشاركة في الجريمة لا تستفيد منه إلا سلطة 7 /11 و لا أدل على ذلك من إرجاء النظر في مطلب الإستئناف إلى يومنا هذا و تحويل مكان إحتجازه من سجن المرناقية إلى معتقل الناظور سئ الذكر في مخالفة صريحة لمنطوق نصوص القانون التونسي النافذ و في تعارض فاضح لما إستقر عليه العمل فقها و تشريعا في المحاكم التونسية و ذلك لمزيد التنكيل و التشفي قصد كسر إرادته و إبعاده عن أسرته لإرهاق كاهلها و الإمعان في إبتزازه . إن الوفاء للدكتور الصادق شورو و لكل سجناء الرأي في تونس يتطلب منا و بسرعة التحرك الميداني و بكل الوسائل الإحتجاجية السلمية و التى يسمح بها القانون من إعتصامات أمام ممثليات السلطة في كل المنافي المختلفة و عقد الندوات الإعلامية إلى جانب التواصل مع أسرته الممتحنة لما في ذلك من رفع للمعنويات و شحذ للهمم . إن سرعة التحرك اليوم واجب شرعي و سياسي ووطني و أخلاقي و إنساني لا يتخلف عليه إلا من تثاقل إلا الأرض و رضي بأن يكون مع الخوالف و لا يلتحق به إلا من كان شريفا عزيزا إختار أن يكون مع الذين صدقوا الله ما وعدوه فلم يبدلوا تبديلا هذه عناوين معركة الفرقان في نسختها التونسية فآحرص أخي القارئ على حسن إختيار موقعك فيها فلا تلتفت إلى دنيا تصيبها أو متاع زائل تتركه لورثتك و عاهد ربك من جديد على أن تكون فارسا من فرسان الحرية أينما كنت و آعلم أن شرف الرجال يكمن في مقاومة الإستبداد و الطغيان.