ثارت موجة من الاعتراضات ضد إحدى مدارس أكسفورد الابتدائية، بعدما قررت الإدارة استخدام اللحوم الحلال (المذبوحة وفق الشريعة الإسلامية) ضمن قائمة الغداء الذي تقدمه للتلاميذ. وقد احتلت هذه القضية مساحة كبيرة من تركيز الصحف البريطانية، فقد نشرت صحيفة "تايمز" اللندنية تقريرًا حول هذا الموضوع، جاء تحت عنوان (الآباء يقولون: لا للأطعمة الحلال في المدارس)، ذكرت فيه أن الآباء اعترضوا على قرار مدرسة أكسفورد الابتدائية بتقديم اللحوم الحلال لأبنائهم في وجبة الغداء. وكانت المدرسة قد أدخلت قرارها حيز التنفيذ منذ سبتمبر من العام الماضي، وبدأت بتقديم اللحوم الحلال ضمن قائمة الغداء التي تقدم للطلاب. فيما قامت السيدة "مورتايمر"، مديرة مدرسة "روز هيل"الابتدائية، " بتوجيه خطاب لأولياء الأمور، أخبرتهم فيه بأن اللحم الحلال تمّ اختياره ليقدم ضمن قائمة الغداء بالمدرسة للطلاب؛ نظرًا لأنه لا يوجد تحفظ عليه من قبل أي دين أو ثقافة، في الوقت الذي يحظر الإسلام على أتباعه أكل غيره. كلمات غاضبة! لم يعترض أولياء الأمور بشدة على قرار المدرسة فقط، بل قاموا برفع عريضة احتجاج تطالب بوقف القرار، وتقديم أنواع متعددة من اللحوم على قائمة الغداء. وقد تباينت أسباب الاعتراض من شخص لآخر؛ فقد نقلت الصحيفة عن "ماريا أو كالاغان"، أحد أولياء الأمور، قولها: "لا أوافق على الطريقة التي تُذبح بها الحيوانات على الطريقة الحلال"، فيما طالب غير واحد من الآباء ب"منح الطلاب العديد من الخيارات". أما "ليندسي جونسون" ، فقالت في تعليق أرسلته لموقع (أكسفورد ميل) على الشبكة العنكبوتية: " أنا غاضبة لأن مديرة المدرسة تظنّ أنها قادرة على فعل أي شيء تريده بدون أن تخبر أولياء الأمور. أولادنا لا يعرفون ما الذي يأكلونه الآن". كذلك "شارون هاينز"– أم لثلاثة طلاب- قالت: "لماذا ينبغي علينا أن نترك أبنائنا يتناولون اللحوم الحلال؟". وكذلك "ماريا أو كالاغان" أعربت عن اعتراضها على طريقة ذبح اللحوم الحلال. وقد وقف 10 من أولياء الأمور أمام أبواب المدرسة لمطالبة باقي أولياء الأمور بتوقيع عريضة الاحتجاج ضد قرار المدرسة. فيما طالب بعضهم مديرة المدرسة بتقديم استقالتها على خلفية هذا القرار. وقد أكّد موقع "أكسفورد ميل" أن عريضة الاحتجاج استقطبت توقيعات العديد من الآباء خلال الأيام الأولى للحملة. وفي الوقت الذي أعرب فيه البعض عن سخطهم من القرار، من منطلق ديني؛ حيث إن بريطانيا بلد مسيحي، قائلاً: "اعذروا جهلي، لكنني أعتقد أنني وُلدتُ في بلد غالبيته من المسيحيين". رأى آخرون أن الأمر لا يتعلق بدين أو عقيدة، بل بحرية الاختيار. أزمة مفتعلة! يأتي ذلك رغم الإيضاح أن اللحوم التي يَحِلُّ للمسلمين تناولها يجب أن تُذبَح بطريقة معينة. فيما رأى "راغب على"، أحد مؤسسي مشروع التوعية بالإسلام والمسلمين بأكسفورد، أن القضية لا تستحق كل هذه الضجة: "فاللحوم واحدة، وطعمها واحد. إنها فقط طريقة مختلفة في تربية وذبح الحيوان. إنها ليست طريقة قاسية– كما يدعي البعض– إنها أفضل حتى للحيوان". كما قال د. تاج هارجي، رئيس المركز التعليمي الإسلامي بأكسفورد: إن الأزمة الوحيدة تكمن في تأخّر المدرسة بإخبار أولياء الأمور بقرار التغيير. وأفادت الصحيفة أن المدارس الأخرى في المنطقة قد أقرّت سياسة تقديم اللحوم الحلال ضمن وجباتها، لكن مدرسة "روز هيل" كانت الأولى التي تقدم اللحوم الحلال فقط. هذه الأزمة تناولتها أيضًا صحيفة "ذي مسلم ويكلي" البريطانية، تحت عنوان (الآباء غاضبون بسبب قرار اللحوم الحلال بالمدرسة). حيث نقلت عن المتحدث الرسمي باسم مجلس مقاطعة أكسفوردشاير، قوله: توجد 3 مدارس أخرى في أكسفورد تقدم الدجاج الحلال ( المذبوح بالطريقة الإسلامية) مرة في الأسبوع، بالإضافة إلى مدرستين أخريين في طريقهما لذلك. وقد أدلى بعض المسلمين بدلوهم في الرسائل التي أرسلت لموقع (أكسفورد ميل)، وأوضحوا أنهم يعيشون مع غير المسلمين بسلام، ويحترمون السيد المسيح الذي يؤمنون بنبوّته، وأنه مرسل من عند الله. متعجبين من الضجّة المفتعلة التي حدثت حول هذا القرار.