تواصل مسلسل التنكيل والتضييق على الاستاذ عبد الوهاب معطر حيث بلغ يوم أمس درجة غير مسبوقة من الخساسة عندما تم اعتراض سبيله مرات عديدة جدا من طرف دوريات شرطة المرور المأمورة على طول الطريق السيارة الرابطة بين تونس وصفاقس عندما كان عائدا الى مقر سكناه برفقة زوجته وابنه و زوجة ابنه وحفيده الرضيع ذي الثماني أشهر. وقد تعرض في كل عملية ايقاف الى صنوف عديدة من المضايقات من احتجاز لوثائق السيارة، الى تفتيش كامل للسيارة بعد انزال ركابها، الى منع من مواصلة السفر الى حين وصول الأوامر من "الجهات العليا" التي كانت تتابع فصول المهزلة عن بعد. وقد تسببت تلك المضايقات المقصودة في تعريض سلامة الأسرة للخطر بايقاف سيارتهم لمدد مطولة على جانب طريق سيارة كثيفة الحركة، اضافة لتعريض الرضيع لخطر المكوث المطول تحت أشعة الشمس. ولم يتمكن الاستاذ معطر واسرته الكريمة من الوصول الى منزلهم الا في حدود الرابعة والنصف مساء في حين كان من المفترض وصولهم حوالي الواحدة زوالا. وقد ضرب حصار على المنزل بثلاث سيارات مدنية وعدد غير محدد من أعوان البوليس السري. وأمام هذا الاعتداء الحقير الذي يليق بأساليب العصابات وقطاع الطرق، فان المؤتمر من أجل الجمهورية: يعبر عن مطلق تضامنه مع عضوه القيادي وأسرته الكريمة في مواجهة محاولات التنكيل والترهيب متعددة الأوجه التي تنتهجها معهم أجهزة الدولة الفاقدة للسيادة والارادة، انتقاما منه أساسا لتجرئه على رفع قضية دستورية لابطال الاستفتاء الذي شرع للرئاسة الأبدية في البلاد ولنضاله المستميت ضد الدكتاتورية الحاكمة. يدعو كل قوى المجتمع المدني للتجند من أجل دعم الأستاذ المناضل عبد الوهاب معطر وحمايته من آلة الانتقام البوليسي والجبائي التي تسعى لمحاصرته. ويهيب بالخصوص بزملائه المحامين وأطرهم المنتخبة الوقوف الصارم الى جانب زميلهم والدعم اللامشروط لقضيته العادلة. يعتبر أن هذا الاعتداء، الذي تزامن مع المضايقات المتزايدة على الكثير من المناضلين، من مثل المنع المتكرر للاستاذ محمد عبو من السفر الى الخارج والاختطاف اللاقانوني للمعارض البارز عبد الله الزواري، لدليل على ارتباك السلطة وتخبطها وهروبها الى الأمام في اتجاه سياسة أشد قمعا، في ظل ازدياد الغضب الشعبي والنقمة العارمة على عصابات الحق العام التي تغتصب حكم البلاد وتنهب ثرواته. يحمل أعوان الأمن والمرور الذي شاركوا في هذا الاعتداء المنظم (الذي وثقت بعض فصوله) مسؤوليتهم الفردية الكاملة على ما جرى لا ينقص منها شيء كونهم مأمورون، مثلهم في ذلك مثل مسؤولي ادارة الجباية والقضاء الذي شاركوا بدورهم في المؤامرة التي تستهدف الاستاذ معطر. ونذكر هؤلاء المغرر بهم جميعا وغيرهم من مرتكبي الحماقات والجرائم تجاه بني وطنهم من ناشطي المجتمع المدني أنهم سيحاسبون يوما طال الزمان أو قصر على أي انتهاك يثبته قضاء عادل لدولة ديموقراطية تقدس الانسان وتحترم حقوقه. المؤتمر من أجل الجمهورية في 15 مارس 2009