الرباط بدأت الأحزاب المغربية حملة تعبئة واسعة في صفوف نسائها لحثهن على الانخراط بقوة في الانتخابات البلدية المقبلة المقررة في 12 يونيو/حزيران القادم، وتحقيق الفوز في اللوائح كلها، الجماعية والفردية والنسائية، للظفر بمناصب في مكاتب البلديات بالمدن والقرى. وتأتي الحملة تنفيذا لتعديلات في قانون الانتخابات رفعت نسبة تمثيل النساء إلى الثلث بتخصيص قوائم خاصة بهن مثلما حدث في الانتخابات التشريعية لسنة 2007. واللوائح الجماعية هي التي تضم في أغلبها رجالا ويمكن أن تضم امرأة أو اثنتين وتكون في المدن الكبرى والمتوسطة. أما الفردية فتقتصر على مرشح واحد لكل حزب وغالبا ما تكون في المدن الصغرى والمناطق الريفية، وأما اللوائح النسائية فلا تضم أي رجل في قائمة الترشيح. وكان حزب العدالة والتنمية سبّاقًا إلى تدشين حملة التعبئة بتنظيم المنتدى الثالث للتحضير للانتخابات المقبلة، وقصر موضوعه على توسيع مشاركة النساء. وقال الأمين العام للحزب عبد الإله بنكيران وهو يخاطب جمعا من مرشحات حزبه يوم الأحد الماضي بالرباط "إن المرأة صارت اليوم في ظل التحولات والغارات التي يشهدها العالم الإسلامي والمغرب خاصة، هي المعني الأول بالمشاركة السياسية على جميع الأصعدة". وأضاف "يجب عليكن الانخراط بشراسة في اللعبة الديمقراطية لأن المغرب صار مستهدفا لتمريغ وجهه في التراب بدفع أبنائه للانتحار في البحر سعيا وراء الهجرة، وبإرغام فتياته على الدعارة طلبا للمال". القانون لا يكفي أما النائبة البرلمانية بكتلة العدالة والتنمية جميلة مصلي فقد أوضحت للحاضرات المستجدات القانونية للرفع من تمثيل النساء في الانتخابات المقبلة، وأبرزها تخصيص لائحة إضافية في كل دائرة انتخابية تكون خاصة بالنساء. وأكدت جميلة في حديث للجزيرة نت أن التعديلات القانونية مهمة، لكن لا يمكن التعويل عليها وحدها، إذ لا بد من انخراط الأحزاب السياسية والجمعيات المدنية والنسائية والإعلام الوطني لتوعية النساء بها. وانتقدت النائبة وسائل الإعلام المغربية الرسمية التي تقدم صورة نمطية "للمرأة السلعة"، أو "المرأة الخانعة"، قائلة "كيف يعقل أن نشرع قوانين للرفع من وعي المرأة ومشاركتها السياسية، ثم نقدم وصلات إشهارية للمرأة المستلبة، وهذا ما سيوقع المشاهد في التناقض". وذكرت جميلة أن حزبها هو الوحيد الذي يرشح نساءه لرئاسة اللجان البرلمانية، لأن إشراك المرأة لديه في تحمل المسؤولية ليس قضية موسمية مرتبطة بالانتخابات، بل قضية مبدئية. تحدي البادية ومن جهتها أكدت النائبة البرلمانية بحزب الاتحاد الاشتراكي والمسؤولة عن القطاع النسائي عائشة كلاع أن الحزب بدأ حملة تعبئة داخلية ستشمل كل جهات المغرب، لرص صفوف مرشحاته وتوزيع الأدوار بينهن. وأضافت في حديث للجزيرة نت أن الاتحاد الاشتراكي سيقوم بعدها بحملة خارجية نحو النساء المغربيات لإقناعهن بالترشيح والانتخاب وتحمل المسؤولية. وأعربت عائشة عن تفاؤلها بأن النساء سيدخلن غمار تسيير البلديات بفضل رفع نسبة التمثيل بالتوافق بين الأحزاب ووزارة الداخلية، كما أن احتمال فوز كثير منهن بمناصب الرئاسة سيزداد قوة حسب رأيها. وقالت النائبة إن التجربة السياسية النسائية بالمغرب لاقت نجاحا ظاهرا في المجال الحضري، لكن التحدي الأكبر سيكون في المجال القروي حيث يسيطر الأعيان، ف"سيكون صعبا أن يسلم الرجال بمزاحمة النساء في تسيير شؤون المجالس البلدية والقروية، أحرى أن يفزن بالرئاسة". الحسن سرات