اهتمت صحيفة جيروزاليم بوست" الإسرائيلية" مساء أمس الاثنين، بالخطوة المثيرة التى اتخذتها جماعة الإخوان المسلمين فى مصر لإنتاج فيلم يروى أهم المحطات التاريخية والسياسية فى حياة حسن البنا مؤسس الجماعة. الصحيفة أوضحت أن حسن البنا الذى تم اغتياله عام 1949 يعتبر الأب الروحى لجماعة الإخوان، لهذا تسعى الجماعة إلى إنتاج فيلم يتناول سيرته الذاتية، ووصفت الصحيفة خطوة الجماعة بأنها خطوة مثيرة للاهتمام وللجدل، لأنها خطوة لم تساهم فقط فى تحريك وجدان ومشاعر المصريين تجاه البنا، ولكنها ستساهم أيضاً فى تحريك مشاعر العالم أجمع تجاهه، وخاصة بعد موته فى حادث اغتيال. أشارت الصحيفة إلى أن النائب الإخوانى محسن راضى يعمل منذ عامين مع مؤلف العمل د.وليد قطب لإخراج هذا العمل الفنى إلى النور فى شكل متكامل، ذاكرة أن الفيلم رصدت له أكبر ميزانية فى تاريخ الإنتاج السينمائى فى مصر، حيث قدرت ميزانية الفيلم بنحو 4 ملايين دولار، بالإضافة إلى توقع الحصول على تمويلات أخرى للفيلم من جانب القطاع الخاص. كما ذكرت الصحيفة، أن الفيلم ستبدأ أحداثه منذ سعى البنا إلى تأسيس جماعة الإخوان فى عام 1928، وفترة مواجهته السياسية مع الحكومة المصرية فى ذلك الوقت، وحتى لحظة اغتياله أمام مركز الشبان المسلمين عن عمر يناهز 43 عاماً، ونقلت أيضاً الصحيفة تعليق أحمد سيف الإسلام البنا نجل الإمام حسن البنا عن الفيلم الذى اعتبر أنه سيعكس تسامح والده الدينى وتأثره بالمذهب الصوفى فى مطلع حياته. وتطرقت الصحيفة إلى المشاكل التى تواجه نص الفيلم، وهو النص الذى اعتبرته يمثل وجهة نظر الإخوان فقط فى شخصية حسن البنا، فضلاً عن مشكلة كيف سيعرض الفيلم فى مصر، بينما تطلق السلطات على الجماعة المنتجة للفيلم اسم "الجماعة المحظورة"، وهذه المشاكل ستظهر فى التراخيص التى يجب استخراجها من وزارة الداخلية والحصول أيضاً على موافقة عرض الفيلم من رقابة المصنفات الفنية، لهذا رأت الصحيفة أن كل هذه المشكلات ستؤكد أن النظام المصرى سيمنع الجماعة التى تعارضه من إنتاج فيلم يروى قصة مؤسس جماعتهم. يذكر أن جماعة الإخوان أعلنت مؤخراً أنها ستواجه مسلسل "الجماعة" الذى يعكف على كتابته المؤلف وحيد حامد، بإنتاج مجموعة أعمال فنية عن حياة حسن البنا يجرى تجهيزها لتسبق به مسلسل وحيد حامد التى ترى جماعة الإخوان المسلمين أنه لم يقدم السيرة الصحيحة لحياة حسن البنا، مثلما تقدمه الجماعة التى تعلم الكثير من المعلومات الغير معروفة عن حياته وعن اغتياله. موافقة أمنية أولاً !! وكان علي أبوشادي رئيس هيئة الرقابة علي المصنفات الفنية قد كشف عن موافقة الرقابة المبدئية علي إجازة فيلم "حسن البنا" مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، الذي تعتزم أسرته تقديمه كعمل سينمائي بالتعاون مع بعض الجهات الفنية. وقال أبوشادي إن محسن راضي النائب الإخواني طلب من هيئة الرقابة - خلال لقائه به، وبتكليف من أسرة حسن البنا - الموافقة علي فيلم البنا، فأخبرته أن الهيئة توافق "مبدئياً"، علي إجازة الفيلم، شريطة عدم تكريس فكرة الاغتيالات التي تقول بعض كتب التاريخ الحديث إن جماعة الإخوان قامت بها، في السيناريو الخاص بالفيلم، مشيراً إلي أن الرقابة ستوافق علي مشهد اغتيال حسن البنا نفسه، بحسب تقرير كتبه الزميل أحمد الخطيب في صحيفة المصري اليوم الثلاثاء 12-9-2006. وأكد أبوشادي أن وجود فيلم لحسن البنا ليس موقوفاً على موافقة الرقابة فقط، مشيراً إلي ضرورة أن توافق الجهات الأمنية التي سيكون لها رأي بعد ذلك. وقال: من جانبنا نحن موافقون على الفيلم، ولكن تبقي الموافقة الأمنية شرطاً لإجازة الفيلم.ونفي أبوشادي أن تكون لدي هيئة الرقابة أي حسابات سياسية تجاه فيلم البنا. وكان النائب محسن راضي، قال مؤخرا إنه سيشرع في إنتاج الفيلم خلال العام الجاري بمناسبة مرور 100 عام على مولد البنا، بعد أن تمكن من إقناع أسرته. وأضاف بأنه أمضي قرابة 5 سنوات في تجهيز مادة الفيلم، مشيرا إلى لقاءات أجراها مع معظم أفراد أسرة الإمام، والأماكن التي كان يتردد عليها ووثائقه الخطية. وحدد راضي 3 محاور ركز عليها في الإعداد للفيلم، شخصية البنا كشخصية "مصربشهادة الأعداء والأصدقاء"، والثاني أن "حركة الإخوان ولادة حتمية طبيعية لعودة الخلافة للأمة الإسلامية"، أما المحور الثالث فينفي فكرة العنف عن الجماعة، وأنها دعوة إالعشرين بلا منازع أو منافس وأن استخدام العنف في يوم من الأيام سيكون خروجاً عن فكر الجماعة.