بقلم : شوكت علي شاهين عبدالحميد (الأخصائي الاجتماعي بمدرسة خالد بن الوليد الاعدادية المستقلة للبنين ) ..هناك بعض الدراسات التي أجريت حول نوعية العلاقة بين مشاهدة الأطفال للتلفاز ومستوياتهم في القراءة وأظهرت احدي هذه الدراسات أن متوسط عدد ساعات المشاهدة لجهاز التلفاز أسبوعيا هو 34 ساعة وحتي لا تكون هذه البرامج برامج هدامة لهم في أفلامها واعلاناتها وبرامج الحيوانات والأغاني المؤثرة في سلوك وعقلية أطفالنا فهناك بعض المقترحات والتوصيات التي أري أنها قد تحول برامج الرسوم المتحركة هذه والتي تعرض في التلفاز من برامج هدامة ليس لها منفعة ولا فائدة لهم إلي برامج نافعة ويكون بها تنشئة هامة لهم بأسلوب جديد وخاصة أن هناك الكثير من الأطفال الذين يعانون من ضعف في القراءة والكتابة وهي مشكلة يعاني منها الكثير من الآباء والأمهات في تعليم صغار أطفالهم كيف يقرأ الطفل الحروف الهجائية وكيف يمكن تكوين الكلمات من تلك الحروف ثم تكوين الجمل صحيحة وذلك علي شكل أفلام ورسوم متحركة فيها اللعب واللهو والحركات المضحكة التي يستمتع بها الأطفال وتجذبهم إليها وتكون علي هيئة قصة مضحكة أو لعبة معينة مسلية وذلك بتعيين متخصصين تربويين ومبرمجين في هذا المجال وحتي عندما ينتهي البرنامج يكون الطفل مستمتعا لمشاهدة هذه القصة أو اللعبة ويكون استفاد علميا وذهنيا بقراءة وحفظ بعض الحروف أو الكلمات ومنها يمكن تكوين الجمل الصحيحة مستقبلا، ولابد من توظيف عقولنا لافادة أطفالنا والقضاء علي الوسائل الاعلامية الأجنبية ولظهور بعض التحديدات في هذا العصر والتي نواجهها نحن كأولياء أمور لأطفالنا التي تمكنت من التأثير في اختراق عقولهم والتأثير فيهم سلبا أو إيجابا. فإن برامج الأطفال التليفزيونية تأتي في مقدمة البرامج والمواد التي يقبل الأطفال علي مشاهدتها. وأسأل كيف يمكن تسخير برامج الأطفال هذه لخدمة الطفل بما يتفق ونموه الفكري واللغوي والاجتماعي والأسري والأخلاقي؟ والهدف هو خلق جيل يتمكن من التمييز بين ايجابيات وسلبيات هذه الوسائل ومن ثم حمايته من اضرارها ومساوئها، فإن علم الاتصال هو عملية تفاعل مستمرة لا تتوقف عند حدود معينة وهي متطورة بتطور التكنولوجيا الحديثة ولابد من تطوير الفكر والثقافة لدي أطفالنا من خلال وسائل الاعلام خاصة وأولها برامج الأطفال بالتلفاز لأنها تكسبهم مهارات أساسية لابد من استغلالها في مواجهة تحديات العصر. إن إثر التلفاز علي الأطفال أشد وأسرع من تأثيره علي الكبار لذا نري الأطفال يجتمعون أمامه تاركين مقاعدهم عند مادة مثيرة ويجلسون علي الأرض قريبا منه متجاوبين مع حوادثه متقمصين الشخصيات التي يعرضها مقلدين لكثير من الحركات التي يشاهدونها. ولعل قضية مشاهدة التلفاز وما يفعله بالأطفال والشباب وما يفعل الأطفال حياله تعد قضية مهمة، والتلفاز هو يؤثر فيهم تأثيراً مباشراً نظراً لارتباط الطفل بثقافة الصوت والصورة والادمان علي هذا النشاط بشكل لا يتوقف أثناء نموه وتقبله لكافة الثقافات في هذا السن، لذلك فإنني أوجه كلمة إلي قناة الجزيرة للأطفال والتليفزيون القطري خاصة وإلي معدي البرامج في القنوات الفضائية العربية عامة في كيف نحمي أبناءنا من تحديات العصر الحديثة والفضائيات والبرامج الكرتونية الهدامة؟ فلابد من تخصيص مبرمجين وتربويين ومعدين لبرامج أطفال كرتونية تفيد أطفالنا في القراءة والكتابة، عن طريق الصوت والحركة والصورة وتحكي قصصا للصحابة أو الشخصيات الهامة وغيرها. ولابد من شغل وقت فراغ أطفالنا، وهناك دور كبير للمجلس الأعلي لشؤون الأسرة في قطر الذي له دور كبير في ذلك بالتنسيق مع تليفزيون قطر وقناة الجزيرة للأطفال خاصة وأدعو باقي القنوات الفضائية الإسلامية مثل قناة المجد وقناة الرسالة وقناة اقرأ في تخصيص بعض برامج كرتونية تحكي قصص الصحابة وغزوات المسلمين وحتي تجذب عقول أطفالنا وبتوجيه من أولياء الأمور لأبنائهم لمتابعة هذه البرامج ومدي فائدتها لهم وحتي يمكن مواجهة المد الاعلامي الغربي. وتأثيره علي أطفالنا وحتي تكون عبره لباقي القنوات الفضائية العربية الأخري، والله ولي التوفيق.